تؤكد الوقائع على الارض ومشاريع التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الفلسطينية المحتلة المدعومة بحوافز حكومية ان حكومة ارييل شارون تستمر في خداع العالم، خصوصا الولاياتالمتحدة وتكشف عن مدى طول "حبل الاكاذيب" الذي تميزت به خطابات شارون الاخيرة لاستغلال الوقت لتطبيق خطته لفك الارتباط مع الفلسطينيين على حساب ارضهم وحقوقهم. وقام وزير الزراعة الاسرائيلي امس بجولة في منطقة غور الاردن شمال البحر الميت للاطلاع عن كثب على تفاصيل خطة لتوسيع الاستيطان وتكثيفه هناك. ذكرت مصادر اسرائيلية ان جهاز الامن الاسرائيلي أعد قائمة تضم اسماء 28 بؤرة استيطانية يهودية اقيمت على الاراضي الفلسطينية منذ تولي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مهام منصبه في أواخر شباط فبراير عام 2001 لاخلائها في غضون الشهر الجاري وذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير الزراعة في حكومته يسرائيل كاتس عن نيته طرح مخطط جديد لتكثيف الاستيطان وتوسيعه في منطقتي غور الاردن شرق الضفة الفلسطينية المحتلة ونابلس شمالها بمبالغ يصل مجموعها الى نحو 120 مليون شيكل. وكشف النقاب في هذه الاثناء عن "حملة الحوافز" التي وفرتها السلطات الاسرائيلية لتشجيع "الازواج الشابة" الاسرائيلية على الاستيطان في غور الاردن. وتشمل الحوافز توفير منح نقدية شهرية واعفاء من دفع ايجار الشقق لمدة اربع سنوات. وأشارت صحيفة "معاريف" العبرية الى ان عشراً من المستوطنات الثماني والعشرين المرشحة للاخلاء هي مستوطنات "غير مأهولة" بينما تضم ال18 الاخرى نحو 450 مستوطناً يهودياً. واوضحت ان الجيش الاسرائيلي سيصدر أوامر اخلاء هذه المستوطنات في الاسبوعين المقبلين، مشيرة الى "بعض المشاكل" التي تواجه الجيش في شأن عدد من هذه البؤر "غير القانونية" بسبب اصدار الحكومة الاسرائيلية بفروعها المختلفة تراخيص بإقامتها. وفي اطار سياسة المماطلة والتسويف لكسب الوقت املا في تغيير الاجواء العالمية المناهضة لسياسة التوسع الاستيطاني اليهودي في المناطق الفلسطينية المحلتة عام 1967، بما في ذلك بناء الجدار الاسرائيلي داخل هذه الأراضي، اصدرت المحكمة العليا الاسرائيلية قرارا يلزم الدولة بتمديد الفترة الزمنية التي يسمح للمستوطنين خلالها تقديم اعتراض على أوامر الاخلاء من ستة ايام الى 15 يوماً، ما يعني ان حتى المستوطنات الاربع التي وقع شارون ووزير دفاعه على اخلائها قبل اسبوع لن تخلى في المستقبل القريب. ويرى مراقبون ان شارون حول مسألة اخلاء البؤر الاستيطانية التي اقيمت منذ توليه سدة الحكم وهو ما تطالب بها خطة "خريطة الطريق" الدولية التي تدعمها الولاياتالمتحدة الى دمية يحركها في الاتجاه الذي يريد فيما هو ينفذ باليد الاخرى خطة "فك الارتباط" مع الفلسطينيين التي توسع مساحة دولة اسرائيل بضمها 40 في المئة من اراضي الضفة على الاقل، حسب ما يقر به محللون اسرائيليون. وقام وزير الزراعة الاسرائيلي يسرائيل كاتس امس بجولة في منطقة غور الاردن شمال البحر الميت "للوقوف عن كثب" على تفاصيل خطة توسيع الاستيطان وتكثيفه في هذه المنطقة ومن المقرر ان يقوم بجولة مماثلة في منطقة نابلس لبحث تفاصيل خطة مماثلة في تجمع مستوطنات "شمرون" شمال الضفة. وذكرت مصادر اسرائيلية ان خطة الاستيطانية الثلاثية ستكلف في العام الجاري 60 مليون شيكل مليون ونصف مليون دولار تقريبا فيما يتوقع ان يرصد مبلغ مماثل للعام المقبل. وتشمل الخطة اقامة 50 وحدة استيطانية جديدة. وتأتي جولة الوزير الاسرائيلي الذي كان اعلن قبل اسبوع عن خطة استيطانية مماثلة في هضبة الجولان السوري المحتل، قبيل النقاش الذي ستجريه "اللجنة الوزارية لشؤون الاستيطان القروي" لخطة "تطوير وتوسيع مستوطنات غور الاردن" شمال البحر الميت. وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" جزءا من الاكاذيب المضللة التي وردت في خطاب شارون الشهر الماضي في مؤتمر هرتسيليا قبل ثلاثة اسابيع والتي اعلن فيها ان "لا حوافز ولا موازنات خاصة" للمستوطنات ولتوسيعها. فقد نقلت الصحيفة عن الموقع الالكتروني لقسم الاستيطان في الهستدروت الصهيوني تفاصيل حملة لتحفيز وتشجيع الاسرائيليين على الاستيطان في غور الاردن في السنوات الاربع المقبلة. وتشير "حملة اسكان الشقق في غور الاردن" للازواج الشابة والتي بدأت بعد عشرة ايام فقط من اعلان شارون المشار اليه الى ان من يقبل بالاستيطان في غور الاردن سيتمتع بامتيازات وحوافز مالية تصل الى ملايين الشواكل. ومن الأمثلة على تلك الحوافز ان كل مستوطن سيعطى منحة نقدية تصل الى 12 ألف شيكل سنوياً للدراسة في مؤسسة تربوية تبعد 60 كيلومتراً من منطقة الاغوار ومنحة بقيمة 36 الف شيكل للزوجين اللذين يوافق احدهما على السكن في هذه المستوطنات لمدة ثمانية شهور في كل سنة. يضاف الى ذلك اعفاء كل من يرغب بالاستيطان في هذه المستوطنات من دفع ايجار الشقة السكنية التي يعيش فيها لمدة اربع سنوات. ويجري الحديث عن 200 مستوطن يستفيدون من هذه الحملة. وأكدت مصادر اسرائيلية ان خط مسار الجدار الاسرائيلي الذي سيشكل اطار الخطة الشارونية ل "فك الارتباط" مع الفلسطينيين سيضم نحو 25 في المئة من اراضي الضفة الفلسطينية في منطقة غور الاردن شرق الضفة فقط يضاف اليها 15 في المئة من هذه الاراضي في المنطقة الواقعة شمال وغرب الضفة الغربية. وأشارت المصادر ان خطة شارون "لفك الارتباط" هي في الواقع "فك الارتباط عن حلم انهاء الصراع". وأشار احد المحللين الاسرائيليين الى ان ضم 25 في المئة من منطقة الاغوار يقضي على مخططات السلطة الفلسطينية لتوطين نحو 700 الف لاجئ فلسطيني في هذه المنطقة. وأكد عكيفا الدار في صحيفة "هآرتس" العبرية ان مسار خطة شارون يقضي بضم المستوطنات اليهودية كافة المقامة في المنطقة المصنفة ج بحسب اتفاقات اوسلو والتي ابقت اسرائيل سيطرتها الامنية والادارية فيها يضاف اليها منطقة غور الاردن.