الأستاذ خالد بن حمد المالك كتب الكتاب وتحدث القراء وطال النقاش وتشعب الموضوع ومبتعدة الأغلبية عن السبب الرئيسي حيث حاولوا البحث عن المشاكل وحلولها مبتعدين عن أصل المشكلة ومتجاهلين حلها الجذري والواجب عمله. الواجب عمله ازالة الضرر حتى ولو كان له محاسن فهناك قاعدة شرعية مفادها إذا وجد ضرر وأصبح ضرره أعم فرفضه وانكاره أبلغ من البقاء عليه حتى ولو كان له محاسن وحسنات. لا أريد الاطالة في الموضوع الذي وددت التعقيب عليه ألا وهو التماسك الأسري، مفاتن الحياة، القنوات الفضائية، متابعة الموضة، ومحاولة البحث عن الجمال تلخصت في كثير من الكتابات احداها في يوم الخميس 11-3-2004م بعدد رقم 11487 للاخت فاتن بنت مبارك تحت عنوان (مهلاً.. يا قوارير العطر الملونة). 1- تحدثت الاخت ناصحة لاخواتها في ذلك المقال وهمست في مسامعهن 3 همسات أود التعقيب عليها جميعاً: - الهمسة الأولى كانت بلا شك هي الخيط الرفيع والشعرة التي بها يكون المجتمع المسلم قوياً أو ضعيفاً فالمرأة بالاسلام هي عماد المجتمع فمتى ما تتمايل مع نسمة أو تنحني لأدنى هبوب أو تنكسر تحت أقوى اعصار وعواصف ضاع معها الأمان والنهج والتربية السليمة وضاع الأمل في أن يكون خير خلف لخير سلف من امهات المؤمنين ولذلك فإن كلام الاخت فاتن وهمستها كانت أصدق وأقرب وأوضح فيما لو قيل أين الصدق في النصح نقدر وتقدر لها هذه الغيرة على اخواتها وبنات امتها وحقاً اقول (درع الامة نساؤها). - الهمسة الثانية تكلمت الاخت عن حواء وما تبحث عنه واسرت لهن بكلمة (فوالله اني اعرف ما تحبين وما تكرهين اعرف ما تتوق نفس كل واحدة إليه ألاًً وهو الجمال) واتهمتهن بالمبالغة فيه وانهن يبحثن عن التشبه وكأنها تقول اردت التقليد فاضعت الاصل والمزيف. 1- البحث عن الجمال جائز لكل منهن شرعاً ولهن الحق في البحث عنه وليس به أمر مستغرب يدعو للاستنكار إذا كان داخل حدود المشروع والمحدد والموضح شرعاً بين اياد تخاف عليها ماكثة بين محارمها محفوفة بسياج العفة والحشمة داخل مملكتها الصغيرة دون ان يكون على حساب عاداتها والتزاماتها الدينية والدنيوية فحق لها ذلك ولست يا اخت فاتن من يحرم عليها ويحل لها فهناك من هم اكثر علماً مني ومنك ومجاز من لدنهم. قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ...} صدق الله العظيم 2- القنوات الفضائية وما ادراك ما القنوات الفضائية نسمح بها ونتابعها بكل صغيرة وكبيرة وننتقد بعد ذلك كلما يبث إذ من الأولى ابعادها حفظاً لبيوتنا ولاجيالنا وللمحافظة على عاداتنا وتقاليدنا فكل ما يحدث لنا ولمجتمعنا حدث بعد دخولها لنا ومن أراد الطمأنينة فليبعدها وعلينا ان نبحث عن حل لمشاكلنا ولا نغمض اعيننا عن المشكلة متجاهلينها وعلينا ان نقتلعها من جذورها من على قمة رؤوسنا وبعد ذلك نرى هل المشاكل مازالت موجودة أم تلاشت. الهمسة الثالثة التي تطرقت لها الاخت تدور حول الحب والهيام والغرام وتبادل الأرقام ..في كلامها تعميم واضح خصت به حواءها. 1- ليست يا اختي فاتن شبحا داخل كل منزل واذا سمعت كل ما كان يدور بين حواء وجليستها عممت لمجرد التعميم كلام انصتي لسماعه في جلساتك انت يا اخت فاتن تتكلمين عن مجتمعك انت فلا تعممي الكلام والتصرفات على البقية بكل ثقة من صحته وواثقة من تأكيد فمبدأ التعميم خطأ ليس بهذا الأمر وحسب وخصوصاً انك تتكلمين عن شيء لا اعتقد انه يكون على الملأ وبصوت عال ولكن اقرب ما يكون اليه سر مخجل تخشى حوائك ان تفشيه الا لمن انست صحبتها. 2- تكلمت عن الحب بقولك (جعلوا من الحب جسراً لمآربهم الدنيئة)، متى عرف الحب بهذا المنطق ومن أين أتى هذا المفهوم عنه.. كيف يصبح الحب جسراً لمآرب غير صادقة كما قلت. أين التغرير بهن وهن قد وصلن إلى مراتب من التعليم تشفع لحب البراءة منهن فكيف يصبح الحب كلمة يقولها بكذب آدم وبكل براءة تصدقها حواء (الغر) كما تصنفينها ليس بينهما صادق وكذلك مغرر به وعلى ثقة من انهما آدم وحواء يستخدمان الكلمة وهما على ثقة من ان كلا منهما كاذب ولك كلمة تستخدم لتكملة الجمل الغزلية والعبارات الرومانسية وتعبير مزيف لمشاعر وأشواق عارية من الصدق والواقعية. لا تنظري يا اخت فاتن للمشكلة من طرف واحد فالشمس لا تحجب بالغربال. عبدالله العوفي الحربي/الرياض