اعترفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بارتكاب جريمة اغتيال الدكتور الفلسطيني ياسر أبو ليمون، المحاضر في قسم إدارة المستشفيات في الجامعة الأمريكية بمدينة جنين، بدم بارد، في الثالث والعشرين من نيسان أبريل الجاري؛ على مقربة من قرية طلوزة المجاورة لمدينة نابلس الفلسطينية. وكان جيش الاحتلال قد زعم في حينه، أن د. أبو ليمون، هو ناشط مسلح، قتل خلال مواجهة مع الجيش الإسرائيلي في بلدة طلوزة.. !!!! وقامت وسائل الإعلام الاسرائيلية اثر ذلك، بنشر عناوين وأنباء شهرت بالشهيد واتهمته بالإرهاب، واليوم (الخميس الموافق 29 - 4 -2004) يعترف جيش الاحتلال بجريمته، لكنه يزعم أن الشهيد اغتيل صدفة خلال تبادل النيران مع مسلحين كان يطاردهم في القرية الفلسطينية التي شهدت سقوط العديد من الشهداء.. ! يشار إلى أن الدكتور أبو ليمون استشهد جراء إصابته برصاصة اخترقت شباك منزله المجاور لمنزل تعرض إلى نيران قوات الاحتلال في الثالث والعشرين من نيسان / أبريل.. وأعرب الجيش الإسرائيلي عن (اسفه) لمقتل د. أبو ليمون.. ونشر يوم (الخميس)، نتائج تحقيق أجراه حول مقتل الدكتور؛ وحسب نتائج التحقيق، فإن أبو ليمون لم يشارك في إطلاق النار، كما ادعى الجيش الإسرائيلي في بادئ الأمر، وقتل بطريق الخطأ.. واعترف الجيش الإسرائيلي في البداية أن أبو ليمون قتل فعلاً في ذلك اليوم برصاص الجيش، لكنه ادعى أنه ناشط في حركة حماس، وقتل عندما كان يشارك في إطلاق النار ضد جنود الجيش الإسرائيلي، وأنه كان مسلحًا.. ونفت عائلته طيلة الوقت ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأنه كان ضالعًا في عملية مسلحة، وقالت إنه قتل عندما كان على مدخل منزله، حيث كانت زوجته تقف إلى جانبه. ومن أجل إثبات أن أبو ليمون لم يكن مطلوبًا لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية، أشارت عائلته إلى أنه يعبر الحواجز الإسرائيلية بشكل يومي من وإلى عمله في جنين، فكيف يمكن أن يكون مطلوبًا دون اعتقاله لدى مروره عبر الحواجز.. كذلك، أكد زملاء أبو ليمون أنه لم يكن ينتسب إلى أي تيار سياسي.. وكانت مصادر فلسطينية في مدينة نابلس، قالت لمراسل الجزيرة: إن قوات الاحتلال قتلت الطبيب الفلسطيني في منزله، بعد أن حاصرت منزلاً فلسطينياً في القرية يعود للمواطن الفلسطيني عماد جناجرة، وأثناء الحصار فتح الجنود الإسرائيليون نيران أسلحتهم الرشاشة على منازل المواطنين فأصابوا الدكتور أبو ليمون في منزله، ليسقط مدرجا بدمائه شهيدا على الفور.. وباستشهاد الدكتور أبو ليمون، قال وزير الصحة الفلسطيني، د. جواد الطيبي ل مراسل الجزيرة: يرتفع عدد الشهداء الأطباء والممرضين والمسعفين وسائقي الإسعاف إلى أكثر من (30 شهيدا) . . وأصيب من الطواقم الطبية أكثر من (450) طبيب وممرض ومسعف.. وأكد الطيبي على أن قوات الاحتلال دمرت (40) سيارة إسعاف، فيما تضررت (140) سيارة إسعاف أخرى نتيجة للقصف أو إطلاق النار.. وسجلت وزارة الصحة الفلسطينية (350) اعتداء على سيارات الإسعاف والمسعفين، وأعاق جنود الاحتلال سيارات الإسعاف أكثر من (1300) مرة ليحولوا بينها وبين أن تصل إلى المصابين والمرضى.. فيما اعتدت قوات الاحتلال بإطلاق النار والقصف والاقتحام أكثر من (350) مرة على المستشفيات والعيادات الطبية الفلسطينية.. وناشد وزير الصحة الفلسطيني عبر الجزيرة كل محبي السلام، والمنظمات الإنسانية، وجمعيات حقوق الإنسان، ومنظمة أطباء بلا حدود بالتدخل السريع لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على سيارات الإسعاف الفلسطينية، حيث إن جنود الاحتلال يطلقون النار على سيارات الإسعاف التي تحاول إسعاف المصابين الفلسطينيين، ما يعطل عملها ويعرض حياة الأطباء والمسعفين للخطر، وهذا يشكل خرقا فاضحا لكل القيم والأعراف الإنسانية..