شهدت الاراضي الفلسطينية يوما داميا قتلت فيه قوات الاحتلال الاسرائيلي 11 فلسطينيا من بينهم طفلة لم تتجاوز الحادية عشرة من العمر وسقط فيه عشرات الجرحى، فيما احكمت سلطات الاحتلال حصارها المطبق على الضفة الغربية وقطاع غزة في "فترة الاعياد" اليهودية التي تمتد عشرة ايام وبدأت اليوم برأس السنة العبرية. كثفت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عمليات اغتيالها لناشطين فلسطينيين سيما في جنين ونابلس شمال الضفة الغربية، وراح ضحية تلك العمليات ايضاً، كالعادة، مدنيون عزل من بينهم اطفال كالطفلة مرام نحلة 11 عاما التي اصيبت برصاصة في وجهها خلال اطلاق نيران عشوائي تجاه المواطنين في مدينة نابلس لتنضم الى ستة شبان آخرين استشهدوا في المدينة نفسها. واكد شهود عيان ان قوات احتلال محمولة في اربعين سيارة جيب عسكرية اقتحمت وسط مدينة نابلس وحاصرت مبنى ملاصقاً لكنيسة دير اللاتين في المدينة واطلقت نيران اسلحتها باتجاه المبنى حيث دارت اشتباكات عنيفة أنهاها الجنود الاسرائيليون باطلاق قذائف "انيرجا" حارقة ونيران رشاشاتهم الثقيلة تجاه الشبان الذين حاولوا الانسحاب من المبنى. وعرقل الجنود وصول سيارات الاسعاف الى الموقع لساعات عدة قبل نقل جثامين خمسة شبان مشوهة وممزقة اشلاءً الى مستشفى قريب تمهيدا لدفنهم. وقالت مصادر فلسطينية واسرائيلية ان الشبان اعضاء في "كتائب شهداء الاقصى" الذراع العسكرية لحركة "فتح". والشهداء جميعا في العشرينات من العمر وهم نادر الاسود وملهم ابو جميلة ومحمد مرعي ومجدي مرعي وهاني العقاد وعبود سلام. وقالت مصادر فلسطينية ان جثمان احد الشبان ما زال تحت انقاض المبنى الذي دمر تماماً. كما دمرت الجرافات الاسرائيلية الجدار المحيط بالكنيسة من المبنى. واعلن الحداد في مدينة نابلس واقفلت المدارس والجامعة فيها ابوابها واندلعت اشتباكات بين الطلبة وجنود الاحتلال في محيط البلدة القديمة القصبة حيث وقعت عملية الاغتيال، وجرح في المواجهات 32 مواطناً من بينهم عصام ابو حجلة 14 عاما الذي اصيب بعيار ناري في الراس وعلاء زيات في الصدر والظهر. وبالتزامن مع توغل قوات الاحتلال في نابلس، اغتالت مجموعة من قوات "المستعربين" الخاصة التابعة للجيش الاسرائيلي اربعة ناشطين آخرين من "كتائب شهداء الاقصى" في المنطقة الصناعية في مدينة جنين كانوا مع شاب خامس في ورشة لتصليح السيارات. ووصلت "الوحدة الخاصة" الاسرائيلية بسيارة تحمل لوحة تسجيل فلسطينية وبلباس مدنى الى المنطقة واطلق عناصرها النار باتجاه الشبان والمواطنين الذين كانوا في المكان، ما ادى الى اصابة عدد منهم. وقتل في هذه العملية الشقيقان فادي وفواز زكارنة وهما من بلدة قباطية المجاورة وابراهيم محمود ومعاذ الطير وهما من قرية سريس قضاء جنين فيما خطف الجنود شابا خامسا اصيب خلال العملية اضافة الى مواطنين اخرين في المكان نفسه. وكانت قوات الاحتلال اغتالت ثلاثة فلسطينيين في جنين قبل يومين. وفي خان يونس، جنوب قطاع غزة، اصيبت طفلة فلسطينية بجروح خطرة برصاص الجيش الاسرائيلي وهي امام منزلها خلال توغل اسرائيلي في المنطقة هدمت القوات الاسرائيلية خلاله تسعة منازل، اضافة الى هدمها منزلين آخرين في حي "السلام" في رفح حيث اصيب ايضا مواطنان برصاص جنود الاحتلال وعدد من المنازل ومصنعان للاسمنت في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة. ووصف الرئيس الفلسطيني ما حدث في جنين ونابلس بأنه "جريمة لا تغتفر" فيما وصف محافظ نابلس محمود العالول ما جرى بانه "مذبحة حقيقية".