في مثل هذا اليوم 30 ابريل من عام 2003م، قامت اللجنة الرباعية بتقديم خارطة الطريق التي تهدف الى تحقيق السلام في الشرق الاوسط الى كل من الفلسطينيين والاسرائيليين. وتتضمن خطة السلام توضيح مراحل التطبيق والخطوات التي يجب على كل طرف القيام بها في كل مرحلة للوصول في نهاية الأمر الى تسوية سلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين بشكل خاص وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي بشكل عام. وقد قامت اللجنة الرباعية، التي تضم روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، في نهاية 2002 بإعداد (تصور لحل القضية الفلسطينية) سمي ب (خارطة الطريق). وتم تعديل ذلك التصور أكثر من مرة استجابة لضغوط إسرائيلية، وما زالت واشنطن تمحو ما تشاء منه وتثبت وتبدي فيه وتعيد. ولا تختلف (خارطة الطريق) عما سبقها من مبادرات سلمية، وعلى رأسها اتفاقية أوسلو، سوى أن هذه المبادرة تحوي المزيد من الجداول الزمنية لتسيير مسار تسوية القضية الفلسطينية. مراحل الخارطة تتضمن خارطة الطريق ثلاث مراحل ستطبق تباعا ليكون تطبيق آخر بند من بنودها عام 2005، وهي: المرحلة الأولى: من أكتوبر- تشرين الأول 2002 إلى مايو- أيار 2003، المطلوب من الطرفين القيام بما يلي: -وقف السلطة الفلسطينية فور الانتفاضة والمقاومة في جميع أنحاء فلسطين. -وقف التحريض ضد الاحتلال الإسرائيلي. -عودة التنسيق الأمني الفلسطيني- الإسرائيلي. -تهيئة الأجواء انتخابيا ودستوريا لتعيين حكومة فلسطينية جديدة برئاسة رئيس وزراء جديد. -مطالبة إسرائيل بتحسين الظروف الإنسانية للفلسطينيين. -الكف عن المس بالمدنيين الفلسطينيين وأملاكهم. -تجميد الاستيطان. -انسحاب جيش الاحتلال من المناطق التي احتلها منذ 28 سبتمبر- أيلول 2000 بشكل مرتبط بقدر ما يتقدم التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني. المرحلة الثانية: تبدأ من يونيو- حزيران 2003 حتى ديسمبر- كانون الأول 2003. في هذه المرحلة مطلوب: -عقد مؤتمر دولي للبدء بمفاوضات بشأن احتمال إقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة حتى نهاية العام 2003. -عودة واستئناف العلاقات بين العرب وإسرائيل. المرحلة الثالثة: من 2004 إلى 2005. يتم خلالها: -عقد مؤتمر دولي ثالث للتفاوض بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بشأن الاتفاق الدائم والنهائي الذي يفترض أن ينجز عام 2005 ويتعلق بالحدود والقدس والمستوطنات. -إنشاء علاقات طبيعية بين العرب وإسرائيل. تعديلات خارطة الطريق أجريت على خارطة الطريق تعديلات كثيرة استجابة لضغوط ومطالب إسرائيلية كان من أبرزها: -شطب المبادرة السعودية منها. -جعل قرارات اللجنة الرباعية المشرفة على الخطة تتم بالإجماع (استجابة لمخاوف إسرئيل من الموقف الأوروبي الذي يعتبر بالنسبة لهم أكثر ميلاً تجاه الفلسطينيين). -تأجيل الإعلان عن خطة (خارطة الطريق) رسميا إلى ما بعد الانتخابات التي أجريت في نهاية يناير- كانون الثاني 2003 ثم تأجيل ذلك الإعلان مرة ثانية إلى ما بعد تعيين رئيس وزراء للسلطة الفلسطينية. الملامح البارزة لخارطة الطريق -إعطاء أهمية بالغة للأمن مما يوحي -حسب بعض المحللين- بأن من أهدافها ترويض المقاومة والتخلص من الانتفاضة دون الوصول إلى أي حل سياسي. - تكريس إشكالية اتفاقية أوسلو حيث إنها تدعو لدولة فلسطينية مؤقتة غير محددة المساحة والحدود والسيادة هذا إضافة إلى أنها أرجأت التفاوض والحل لأعقد المسائل مثل القدس واللاجئين والمستوطنات. ولكن هذه الخارطة لم تر النور ولم يتم تطبيقها بسبب عدم رغبة حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل بزعامة الارهابي ارئيل شارون الالتزام بما جاء فيها استغلالا للوضع الاقليمي والدولي واختلال ميزان القوى لصالح الكيان الصهيوني بسبب الدعم الأعمى والامحدود الذي تتمتع به اسرائيل من قبل الادارة الامريكية اليمينية المتصهينة بزعامة الرئيس جورج بوش الابن.