كشف النقاب عن أن وثيقة سرية سلمت للرئيس الأمريكي جورج بوش قبل هجمات 11 أيلول- سبتمبر عام 2001 بخمسة أسابيع تضمنت تحذيراً من مخططات لتنظيم القاعدة لاختطاف طائرات وشن هجمات بالمتفجرات داخل الولاياتالمتحدة. لكن البيت الابيض أكد أن المعلومات الاستخباراتية الواردة في الوثيقة التي رفعت عنها السرية وسمح بنشرها يوم السبت لم تكن متعلقة بهجمات 11 أيلول - سبتمبر على نيويوركوواشنطن والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة آلاف شخص. وكانت اللجنة المستقلة التي تحقق في هجمات 11 أيلول- سبتمبر قد طالبت برفع السرية عن التقرير اليومي المرفوع للرئيس في السادس من آب - أغسطس عام 2001. وصرح متحدث باسم اللجنة أمس بأن نشر الوثيقة هو ما كانت تأمل فيه اللجنة.. وحذفت ثلاث فقرات من الوثيقة السرية قبل نشرها حرصا على عدم الكشف عن أسماء الحكومات الاجنبية التي مدت يد العون لوكالة المخابرات المركزية الامريكية(سي. آي. إيه) في ذلك الوقت. وهذه المذكرة التي تحمل عنوان:(ابن لادن عازم على الهجوم داخل الولاياتالمتحدة)، ونقلتها اجهزة الاستخبارات، سبقت اعتداءات الحادي عشر من ايلول- سبتمبر 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة الارهابي بزعامة اسامة بن لادن والتي اوقعت قرابة ثلاثة آلاف قتيل في نيويوركوواشنطن وبنسيلفانيا. يذكر أنه ألقي باللوم في هجمات 11 أيلول - سبتمبر على شبكة القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن.. ويحمل التقرير السري للسادس من آب- أغسطس والذي أعدته المخابرات المركزية من صفحتين عنوان(ابن لادن مصمم على الضرب داخل الولاياتالمتحدة) وعليه عبارة (خاص بالرئيس فقط) في أسفل الصفحتين.. والوثيقة الأولى من نوعها التي ترفع عنها الحكومة الامريكية صفة السرية. وفي تصريحات عبر الهاتف للصحفيين قال مسئول كبير في البيت الابيض إن الكشف عن الوثيقة يجب أن يبدد الخرافة التي راجت بأنه تم تحذير الرئيس بطريقة ما بشأن هجمات 11 أيلول- سبتمبر.. هذا التقرير اليومي للرئيس لم يكن الدافع وراءه معلومات عن تهديد جديد بل كان مراجعة لمعلومات متاحة بالفعل. وقال المسئول إن الوثيقة أعدت خصيصا ردا على أسئلة لبوش حول إمكانية شن هجمات من جانب القاعدة على الولاياتالمتحدة.. وتعرض بوش للانتقاد مجددا الشهر الماضي عندما أدلى مسئول مكافحة الإرهاب السابق والذي استقال من البيت الأبيض قبل عام بشهادة علنية أمام لجنة 11 أيلول- سبتمبر والتي جاء فيها أن إدارة بوش اعتبرت الارهاب مهماً ولكنه غير ملح وذلك خلال الشهور الثمانية الأولى لها في السلطة قبل وقوع الهجمات. وكما تكشف يوم السبت فقد تضمنت الوثيقة مراجعة لتهديدات ابن لادن منذ عام 1997 بنقل ساحة المعركة إلى أمريكا.. وكررت الوثيقة ما قيل عام 1998 من أن خلية في نيويورك كانت تحاول تجنيد شبان أمريكيين لشن(هجمات). وأشارت إلى أن أعضاء من القاعدة من بينهم مواطنون أمريكيون أقاموا في الولاياتالمتحدة أو سافروا إليها على مدى سنوات وإن الجماعة تحتفظ على ما يبدو بهيكل مساندة يمكن أن يساعد في تنفيذ الهجمات. يذكر أن الاشخاص التسعة عشر الذين يشتبه في أنهم نفذوا هجمات 11 أيلول - سبتمبر بطائرات مخطوفة لم يكن بينهم مواطنون أمريكيون. وفضلا عن تاريخ للحوادث التي وقعت في الماضي والمرتبطة بتنظيم القاعدة أشارت الوثيقة إلي تقريرين استخباريين جديدين عن تهديدات للولايات المتحدة. وأوردت الوثيقة حالة اشتباه في مراقبة للمباني الفدرالية في نيويورك مؤخرا، مشيرة إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالي(إف. بي. آي) استجوب يمنيين شوهدا يلتقطان صورا للمباني في ساحة(فدرال) بمدينة نيويورك.. وأفرج عن الرجلين لاحقا بعد التوصل إلى أنهما سائحان بريئان.وفي حالة أخرى، تلقت السفارة الامريكية في دولة الامارات العربية المتحدة اتصالا هاتفيا من مجهول يقول فيه إن مجموعة من أنصار ابن لادن موجودة في الولاياتالمتحدة وتخطط لشن هجمات بالمتفجرات. ولم يحدد التهديد أي شيء فيما يتعلق بهذه الخطط وتم إبلاغه للاجهزة الامنية وحرس الحدود في الولاياتالمتحدة.. وفي ضوء تهديدات القاعدة السابقة، وصف التقرير المرفوع إلى بوش هذه المعلومات الاستخباراتية بأنها تظهر أنماطاً من النشاط المريب.وتحدث التقرير عن اختطاف طائرات بوصفه تهديدا محتملا لكنه لم يذكر شيئا عن استخدام طائرات ركاب مختطفة كأسلحة.. وأشار إلى تقارير(مثيرة) ولكنها لا تتعلق بتهديد مؤكد من قبيل ما أورده تقرير لجهاز استخبارات أجنبي عام 1998 من أن ابن لادن أراد خطف طائرة أمريكية لضمان الافراج عن الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن الذي أدين في تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 وغيره من المحتجزين في الولاياتالمتحدة.