أجمعت مصادر عربية عدة على أن القمة العربية المؤجلة قد تنعقد في أوائل شهر مايو المقبل، مؤكدة هذه المصادر، بذلك، توقعات أمين عام الجامعة العربية الذي كان صرح أن القمة قد تعقد في بحر الأسابيع المقبلة، في وقت استمرت فيه فورة المشاورات العربية لتأمين انعقاد القمة وكان أبرزها اللقاء الذي انعقد أمس في منتجع شرم الشيخ المصري. وتكشفت من جانب آخر بعض خبايا ما دار في لقاء الخارجية العرب بتونس وهو اللقاء الذي تم فيه إعلان تأجيل القمة، فقد قدم الجانبان الأردني والفلسطيني اقتراحاً بإدانة العمليات العسكرية في الأراضي المحتلة واستهداف المدنيين بدون تمييز. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الأردنية اسمى خضر إن اقتراحاً أردنياً فلسطينياً يقضي بإدانة (العمليات العسكرية في الأراضي المحتلة واستهداف المدنيين بدون تمييز) تمت مناقشته خلال اجتماعات وزراء الخارجية في تونس. وقالت اسمى خضر في تصريح لوكالة فرانس برس: إن وزير الخارجية مروان المعشر (قدم مشروعاً يقضي بإدانة العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعمليات اغتيال الشخصيات باعتبارها لا تؤدي إلا إلى العنف والعنف المضاد). (وأضافت أن المشروع يقضي أيضاً بإدانة (العمليات التي تستهدف المدنيين بدون تمييز)، مشيرة إلى أن الاقتراح (مشروع أردني فلسطيني مشترك). وبحسب المتحدثة الرسمية أن هذا المشروع (تمت مناقشته في اجتماعات وزراء الخارجية وكان هناك تباينات في وجهات النظر) بين الأطراف المشاركة. وشددت على أن المشروع (اعتمد صيغة عامة تشمل كل العمليات التي تستهدف مدنيين بدون تمييز) أي ما يشمل الفلسطينيين والإسرائيليين. وفيما يتصل بالموعد الجديد للقمة المؤجلة فقد ذكرت صحيفة الأهرام الحكومية المصرية أمس الأربعاء أن قمة عربية ستعقد في مصر في بداية أيار - مايو بعد إرجاء هذا اللقاء الذي كان مقرراً في 30 آذار - مارس إلى أجل غير مسمى بقرار اتخذته الدولة المضيفة تونس. وتقوم مصر حيث مقر الجامعة العربية، منذ أيام بجهود دبلوماسية للإعداد للقمة. وقالت (الأهرام): إن الرئيس السوري بشار الأسد سيزور مصر (في الأيام القليلة المقبلة للتشاور مع الرئيس مبارك) في هذا الشأن. وأكد موعد الأول من مايو وزير الخارجية الأردني مروان المعشر، وأوضحت المتحدثة الرسمية باسم الحكومة الأردنية اسمى خضر في تصريحات نشرتها الصحف الأردنية أمس الأربعاء أن المعشر (أعلن أمام مجلس الوزراء ان القمة ستعقد في أيار - مايو المقبل على الأرجح وذلك في ضوء نتائج الاتصالات المكثفة التي تشهدها عدة عواصم عربية). وأوضحت الصحف أن إعلان المعشر جاء أثناء عرضه (تقريراً مفصلاً حول أسباب تأجيل القمة العربية في تونس والأجواء والمباحثات التي أجراها وزراء الخارجية العرب) وذلك في جلسة لمجلس الوزراء انتهت في وقت متأخر من ليل الثلاثاء الأربعاء. وقد وصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس الأربعاء إلى منتجع شرم الشيخ في مصر، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في إطار التحضير لانعقاد القمة العربية المقبلة. وقال مصدر في الديوان الملكي لوكالة فرانس برس: إن اللقاء بين العاهل الأردني والرئيس المصري سيتركز على (المشاورات القائمة بين القادة العرب للتحضير للقمة العربية المقبلة). وأضاف أن الملك عبد الله الثاني (أكد أن الأردن حريص على أن تعقد القمة بأقصى سرعة ممكنة كما أنه حريص على الإعداد الجيد لها لانجاحها). هذا وقد ذكرت الإذاعة السودانية الرسمية أمس الأربعاء أن الرئيس السوداني عمر البشير وافق على الاقتراح المصري بعقد القمة العربية المؤجلة في القاهرة في أيار - مايو القادم. جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه معه الرئيس المصري محمد حسني مبارك يوم الثلاثاء. وأكد مصطفي عثمان إسماعيل وزير الخارجية السوداني أن البشير تلقى اتصالاً من نظيره المصري بشأن القمة كما تلقي رسالة بهذا الشأن من نظيره التونسي زين العابدين بن علي. وأضاف أنه تلقى اتصالاً من عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية ومن نظيره في دولة الإمارات العربية في ذات الخصوص.