عكست القمم الثنائية والثلاثية التي جرت أمس في مدينة شرم الشيخ إصراراً على عقد القمة العربية في غضون أسابيع بعد تهيئة مناخ ملائم كي تلتئم من دون أن يتكرر فيها ما حدث في تونس أخيراً. راجع ص 6 وبدا ان اللقاءات التي جمعت الرئيس حسني مبارك امس مع كل من ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز والعاهل الاردني الملك عبدالله وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ان ثمة توافقا على عقد القمة العربية المؤجلة في اسرع وقت ممكن. واكدت مصادر مصرية ان المحادثات في شأن القمة تستكمل اليوم خلال محادثات يجريها مبارك في شرم الشيخ مع الرئيس بشار الاسد والرئيس عمر البشير. واذيع في دمشق ان الرئيس الاسد اجرى اتصالا هاتفيا امس مع الرئيس زين العابدين بن علي تم خلاله "عرض المشاورات الجارية حول القمة العربية المقبلة". كما عرض وزيرا الخارجية السوري فاروق الشرع والتونسي الحبيب بن يحيي في اتصال مماثل "المشاورات الجارية بين الدول العربية لعقد القمة العربية المؤجلة في اقرب وقت متفق عليه". وقالت مصادر رسمية ان الوزيرين اكدا "حرصهما المشترك على انجاح القمة واستمرار التشاور وتبادل الرأي بين البلدين الشقيقين سورية و تونس والدول العربية الاخرى لتوفير افضل الظروف لضمان نجاح القمة وخروجها بقرارات ترقى الى مستوى التحديات المطروحة على الساحتين العربية والدولية". وأعلن وزير الإعلام المصري السيد صفوت الشريف أن الأمير عبدالله رحب بدعوة الرئيس مبارك الى عقد القمة على أساس أن "المرحلة الحالية صعبة ودقيقة وتحتاج الى التضامن العربي وإعلاء المصالح العليا للأمة العربية"، مشيراً إلى أن اجتماع مبارك والملك عبدالله الثاني أفضى إلى "ترحيب أردني بعقد القمة في أقرب وقت ممكن". وتحول الاجتماع ثلاثيا بانضمام ملك البحرين اليهما. وأوضح الشريف أنه تم التشديد على "أهمية الإعداد الكامل لكل المواضيع والمبادرات التي ستعرض على القمة بما يحقق حضور ومشاركة الرؤساء والملوك العرب". ولم يُحسم بعد موعد القمة أو حتى مكانها. ويبدو أن الجولة المغاربية التي يقوم بها الأمين العام للجامعة عمرو موسى ستكون فاصلة في تحديد الموعد والمكان. اذ سينقل المواقف التي اتضحت في شرم الشيخ، ويستمع الى مواقف العواصم التي يزورها، خصوصا تونس صاحبة الحق في ترؤس القمة واستضافتها. واستنادا الى تصريحات وزراء عرب، ثمة اتجاه الى عقد القمة في مطلع آيار مايو المقبل، بعدما تستكمل كل الاتصالات واللقاءات. وأوضح موسى أن مشاورات تجري سواء للتحضير للقمة أو اجتماع لوزراء الخارجية لاستكمال ما تم في تونس، ونفى وجود انقسام بين الدول العربية حول مكان انعقادها "لأن شيئاً لم يتقرر بعد والمشاورات مازالت مستمرة".