إشارة إلى ما كتبته الأخت فوزية النعيم في مقالها بعنوان (مهلاً أيتها الحوامل) في عدد الجزيرة رقم (11432) وما كتبه الأخ أحمد بن سليمان العدل معقباً عليها بعدد الجزيرة رقم (11440) بعنوان ( ما هكذا تورد الإبل..).والكاتبة هداها الله وإيانا طالبت النساء بعدم الإكثار من النسل اعتقاداً منها أنه عامل مساعد على الفقر والعقوق وتناست أو نست أن الرزق من الله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، وأما القلة فلا تزيد الرزق أو تنقصه ، ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال: (تزوجوا الودود الولود فإني مباهٍ بكم الأمم) فكثرة الأولاد.. الإسلام حض عليها ورغّب فيها وهي زينة الحياة الدنيا وعامل أساسي في تطوير اقتصاد البلد ، وفي إحدى الإحصائيات في المملكة بينت أن نسبة الأولاد تحت سن ال15 تشكل 50% من عدد السكان في المملكة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على فتوة الشعب السعودي وأنه مجتمع شاب يتميز بقوة عطائه خاصة إذا وصلت هذه النسبة إلى سن الإنتاج والعطاء. وإذا قارنا النسبة الشابة في عدد السكان هنا مع الدول الغربية لوجدنا أنها دول هرمة أدركت خطورة النقص في الأيدي العاملة الشابة بسبب تحديد النسل ومنع التعدد فقامت الدول الأوروبية بتجنيس عدد كبير من المغاربة لكي يكثروا من القوى العاملة الشابة.. وكثرة البطالة في مجتمعنا وقلة دخل الفرد دليل على تخلفنا وعدم الاستثمار الأمثل للطاقات. وأما موضوع البر فالإسلام أمرنا ببر الوالدين فالله تعالى قال في سورة الأحقاف: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}.ففي هذه الآية أمرنا الله تعالى ببر الوالدين والإحسان إليهم والبر من سمات الإنسان المؤمن الذي يتقي الله في كل الأمور وموضوع العقوق وإن حدث فلا يتداخل مع كثرة أو قلة الأولاد وهو مناط حسب التربية التي تلقاها الابن في حياته ... ولكن ألا يستطيع المسلم تنظيم النسل من خلال هذه الآية بدلاً من التوقف عن الإنجاب الذي بدوره ربما يؤثر على صحة المرأة..؟والسؤال المهم هل يأتي هذا الزمن ويُطالب المسلمون في هذه البلاد المباركة بتحديد النسل ومنع تعدد الزوجات والعصمة تكون بيد المرأة كما حدث في بعض الدول الإسلامية..؟؟