حقيقة فاجعة أن تُناقش مسألة تخالف شرع الله في مجلس الشورى، سواء وافق عليها أم لم يوافق، وهي مسألة تحديد النسل. لا تحديد للنسل في الإسلام، وقد قال الله تعالى: ((وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً). خشية إملاق: خشية النفقة عليهم، وخشية الفقر.. وتحديد النسل شبيه بقتل الأولاد خوف الفقر.. بل تأمل في قوله: (نرزقهم وإياكم)؛ أي نرزق هؤلاء الأولاد الضعفاء قبلكم أيها الأباء المدعون للقوة، وأنكم لا ترزقون بقوتكم.. فالرزق بيد الله تعالى.. من كان يتوقع أن تنبجس آبار البترول في بلادنا حتى صرنا أغنى البلدان، بعد أن كنا من أفقرها؟! وقد قال صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة). صحيح رواه ابن حبان، وقال: (ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة). فتأمل قوله أكثرهم تابعاً، فهل تحديد النسل يمضي وفق سنن الله؟ من يريد منع ما أباحه الله، من يريد تقليل المسلمين الذين يعبدون الله وحده لا شريك له؟ حين وُلد عبدالله بن الزبير (رضي الله عنهما) في المدينة العام الأول للهجرة، وهو أول مولود للمهاجرين فيها، فرح الرسول (صلى الله عليه وسلم) لمولده فرحاً شديداً، وذهب وحنَّكه بنفسه.. وكان اليهود قد قالوا: إن حمى المدينة قد أعقمت المهاجرين فلا ينجبون.. فكذبهم الله وتكاثروا، ووُلد عبدالله بن الزبير (رضي الله عنهما) وكثر أولاد المهاجرين (رضي الله عنهم). فمن يريد تحديد نسل المسلمين في بلد الإسلام؟ مصيبة عظيمة، وخلل جلل.. اللهم أصلح أحوالنا، واكفنا مضلات الفتن..