كثيرون هم الشعراء الذين يهتز الوجدان لابداعاتهم لكن الشعر الإنساني قليل ليس في زماننا بل في مختلف الأزمنة. ومن القلة الذين تجلت الهموم الإنسانية في قصائدهم الشاعر الكبير محمد بن عبدالله العسيلي الذي وافته المنيه نهاية الاسبوع ما قبل الماضي, فالشاعر كان همه دائماً الكمال الإنساني والمساهمة في حل القضايا وساهم مساهمة فاعلة في حل أكثر من قضية إنسانية في الشعر الذي يبدعه ويكسوه من سمو نفسه معاني رائعة. لم يكن محمد العسيلي مجرد شاعر قبيلة بل كان شاعرا وطنيا ساهم في تجسيد الحب لوطنه ولقادته الكرام من خلال ملاحم ضمها أكثر من ديوان اصدره في حياته. لم يكن يخالف في سلوكه الشخصي ما يدعو اليه في شعره بل كان يصدق فعله قوله - ولا أزكيه عليه - فقد كان مثال التقى والنقاء. ولعل كثرة ما وصلنا من قصائد في رثائه تعطي الدليل على مكانته في نفوس الناس وقلوبهم.. بل وعقولهم فمثله يملأ بمحبته القلوب.. وبإنسانيته الفذه العقول. رحم الله ابا عبدالله فلن يوفيه قلمي حقه مهما اجتهدت. فاصلة: (اللهم اغفر لأبي عبدالله وأموات المسلمين أجمعين). آخر الكلام: من أصدق ما قيل في الرثاء هذا البيت للشاعر عبدالله بن ربيعة -رحمه الله - ليت المنايا سلهمت عنه مقدار نقضي حسافاتٍ يلوجن بصدور وخير ما يقال عند فقد الأخيار:(إنا لله وإنا إليه راجعون).