تسلمت إسبانيا أسيرها الوحيد في سجن غوانتانامو فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن زعماء كباراً من تنظيم القاعدة وحركة طالبان موجودون ضمن 650 أسيرا في هذا السجن، مشيرة إلى نبذات مختصرة عن هويات بعض المعتلقين وبينهم حارس لأسامة بن لادن زعيم القاعدة.. وفي أول رواية لمن تحتجزهم وكيف تحدد من يحتجز في غوانتانامو قال البنتاجون أيضا انه سيشكل لجنة لمراجعة وضع كل سجين بشكل سنوي. وصرح مسؤولون بأن السجناء قد يمثلون في السجن أمام اللجنة ولكن لن يكون من حقهم الحصول على محام. وقال بول بتلر وهو مسؤول في البنتاجون له دور في سياسة غوانتانامو انه لم يتقرر متى ستجتمع اللجنة أو من الذي سيعمل بها ولكنه أضاف أن من المرجح ان تتطلب أي توصية بالافراج عن سجين موافقة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد شخصيا. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في موقعها على الإنترنت أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد هو الذي أعلن عن هذه الخطوة قائلا إنه سيتم إطلاق سراح المعتقلين الذي لا يشكلون تهديدا للولايات المتحدة.وشن رامسفيلد ومسؤولون آخرون حملة علاقات عامة ضخمة لتوضيح السياسة الأمريكية تجاه معتقلي غوانتانامو والدفاع عنها في مواجهة انتقادات دولية لاحتجازهم لأجل غير مسمى دون توجيه اتهامات.وكانت جماعات لحقوق الإنسان وبعض الحكومات الأجنبية قد وجهت انتقادات حادة إلى الولاياتالمتحدة بسبب سوء معاملة معتقلي جوانتانامو واحتجازهم دون أن تتم محاكمتهم حتى الآن ودون السماح لمحامين بالدفاع عنهم.وتصر واشنطن على اعتبار هؤلاء المعتقلين (مقاتلين غير قانونيين) وأنهم ليسوا أسرى حرب ومن ثم يمكن مثولهم عند الضرورة أمام محاكم عسكرية.ولزم البنتاجون السرية بشأن من يحتجزهم في غوانتانامو حيث فتحت منشآت الاعتقال في يناير/ كانون الثاني عام 2002 لاحتجاز سجناء اعتقلوا خلال ما يصفه الرئيس جورج بوش بالحرب العالمية على الإرهاب.ولم ينشر البنتاجون سوى أسماء أربعة رجال محتجزين هناك فقط ولم يكشف عن المزيد يوم الجمعة. ولكن بتلر قدم وصفا لبعض الآخرين لتوضيح أهمية الحفاظ على أمن الولاياتالمتحدة بإبعاد مقاتلي العدو الخطرين عن ساحة القتال( مقاتلو العدو في جوانتانامو لا يشملون فقط المجاهدين العاديين الذين حملوا السلاح ضد الولاياتالمتحدة ولكن من بينهم أيضا أعضاء كبار وزعماء في القاعدة وزعماء طالبان)، ولم يذكر بتلر أسماء أو جنسيات أو أي أدلة محددة.وأضاف ان من بين سجناء غوانتانامو رجالا (لهم صلة بمعظم هجمات القاعدة الرئيسية) بما في ذلك تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 والهجوم على المدمرة الأمريكية كول في اليمن عام 2000.وقال ان أحد المعتقلين ضبط في باكستان وكانت له صلة بأحد ممولي هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001 على أمريكا وأضاف أن هذا الرجل حاول دخول الولاياتالمتحدة في اورلاندو بفلوريدا الشهر السابق في يوم أشارت الأدلة إلى ان أحد الخاطفين كان موجودا فيه في نفس المطار. وأردف قائلا:إن أحد المعتقلين كان حارسا شخصيا لأسامة بن لادن ورافقه إلى تورا بورا خلال الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة لإسقاط طالبان وسحق القاعدة. وقال ان معتقلا آخر كان مسؤولا عن هجوم بالقنابل اليدوية على سيارة صحفي أجنبي في أفغانستان.وقال رامسفيلد ان معتقلي جوانتانامو كشفوا النقاب عن هياكل قيادة القاعدة وآليات تمويلها.ورفض البنتاجون منح سجناء غوانتانامو وضع أسرى الحرب وأشار إلى أن احتجازهم قد يستمر سنوات لان الحرب على الإرهاب مستمرة.ووصف بتلر أيضا العملية الأمريكية المتعلقة بتحديد السجين الذي ترسله إلى غوانتانامو، وقال إنه نتيجة (عملية فحص محكمة) تم إرسال أقل من 800 شخص من بين ألف تم احتجازهم في أفغانستان إلى غوانتانامو.وأضاف ان محامين عسكريين أمريكيين وضباط مخابرات ومسؤولين اتحاديين عن تنفيذ القانون يقيمون (كل المعلومات المتصلة) بما في ذلك ملابسات الاعتقال والقيمة الاستخبارية لأي فرد والتهديد الذي يشكله.ويقرر ضباط أمريكيون كبار في أفغانستان بعد ذلك من الذي يجب إرساله إلى غوانتانامو وتقوم لجنة بالبنتاجون بمراجعة ذلك.هذا وقد سلمت الولاياتالمتحدة لإسبانيا إسبانياً كان محتجزاً في معسكر غوانتانامو بكوبا فيما وصفه مسؤول أمريكي كبير بأنها أول عملية تسليم من نوعها.وقالت إسبانيا التي كانت تريد تسلم هذا المعتقل كجزء من تحقيقاتها في أنشطة القاعدة في البلاد انها تسعى أيضا إلى تسلم ثلاثة رجال آخرين في جوانتانامو في نفس التحقيق.وصرحت مصادر قضائية بأن هذا الرجل وهو حامد عبدالرحمن أحمد سلم من جيب سبتة الواقع في شمال افريقيا ونقل جوا إلى قاعدة توريخون العسكرية خارج مدريد التي وصل إليها في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية.ونقل إلى المحكمة العليا في سيارة للشرطة ومثل لفترة وجيزة أمام القاضي الذي أبلغه انه سيحاكم في إسبانيا بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة.وقالت المصادر ان القاضي رفض طلبا من الدفاع بالافراج عن أحمد إلى ان تتم محاكمته وأمر بسجنه ولكنه أحاله أولا إلى الفحص الطبي والنفسي، ولم يتم استجواب أحمد.وقال بيير ريتشارد بروسبير السفير الأمريكي المتجول بشأن قضايا جرائم الحرب للصحفيين خلال مؤتمر من خلال الفيديو في وقت سابق انه أول شخص يعاد لمحاكمته ولكن نتوقع أن نرى المزيد في المستقبل القريب.