جاء نداء صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني لوضع إستراتيجية للحوار الوطني كما لو أنه إعلان على أن زمن التلاعب بالمفردات التي كانت تكيف حسب الرغبات والأهواء دون مراعاة لمستقبل الأجيال القادمة قد ولى.. ومن خلال هذا الحوار الوطني تحولت الأحلام إلى واقع حقيقي تهافتت من خلاله الأفكار بمختلف المشارب وأدلت بالدلاء لتغرف فيه مشارب الولاء والطاعة لله ثم المليك والوطن. وقد تجسدت فيه أروع التلاحم الوطني بروح مجد هذه الأمة التي وضعت بنيانها على أسس وقواعد متينة وصلبة قوامها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. فأصبح عشقنا للحوار يقترن بحياتنا اليومية ويتناغم معه عشقنا حرية الفكر بإطار وطني إسلامي ليشهد لنا التاريخ في استمرارية ترسيخ مفهوم المواطنة الحقيقية لا زيف ولا سفاف فيها.. هذا هو واقعنا اليوم «كسعوديين».. كما كان بالأمس.. وأما من شذ عن هذا الواقع فهو من شواذ القواعد «وهم قلة ولله الحمد».. عشقنا للحرية حيثما بدأت أو انتهت.. ولكن في إطارها المحمود وطنياً ودينياً ولا شيء غير الدين والوطن، ولقد قال عبدالله بن عبدالعزيز.. العقيدة والوطن لا مساومة عليهما أبداً. وقال يحفظه الله في ثوابت الدين والوطن يجب ان يكون التركيز على الصبر والعمل. وسيأتي اليوم الذي تتحدث فيه الأجيال القادمة بكل فخر واعتزاز عن الحوار الوطني الذي رسخ لهم مفاهيم إنسانية بعمل طيب، تهمهم وتهم من سيخلفهم وهي حقوق لهم وواجبات عليهم باستمراريتها.