السعار أو «داء الكلب» هو مرض فيروسي خطير ومميت، يسببه نوع خاص من الفيروسات من مجموعة الرابدوفيروس الذي يحتوي على الحامض النووي الرايبوسي «RNA» وينتقل هذا الفيروس الى الانسان عن طريق عضَّة كلب مصاب بالسعار أو غيره من الحيوانات الأليفة كالقطط أو الحيوانات المتوحشة كالذئب والثعلب، وهنا يقدم لنا د. عماد الدين مرسي «طبيب مقيم في قسم الأمراض الباطنية بمستشفى الحمادي» معلومات شاملة حينما يقول: وعلى مستوى العالم، تعتبر الكلاب المسعورة أهم أخطر العوامل المهددة لاصابة الانسان بهذا الداء الخطير وينتشر السعار بين الكلاب في مناطق عديدة من العالم مثل أمريكا اللاتينية، وأفريقيا وآسيا وينتقل هذا الفيروس من مكان دخوله الى الجسم عن طريق العض، الى الأعصاب الطرفية ومنها الى النخاع الشوكي والمخ، حيث يتكاثر هناك ويتضاعف، ثم يعود عن طريق الأعصاب الراجعة الى الغدد اللعابية ومنها الى اللعاب، وتتراوح فترة الحضانة في الانسان من عشرة أيام الى أكثر من عام وفي المتوسط حوالي ثلاثين الى خمسين يوماً، وإذا لم تتخذ الاجراءات الوقائية عند عضة الكلب المصاب تظهر العلامات الآتية: بوادر التهابية مثل ارتفاع درجة الحرارة وصداع وتقيؤ، وبوادر التهاب الدماغ مثل الهيجان والقلق والهذيان، وتشنج عضلي خاصة البلعوم والحنجرة، وتزداد العدوانية عند المريض والخوف من الضوء، وكذلك الخوف من الماء بحيث يتشنج البلعوم بمجرد رؤية المصاب الماء فيعجز عن الشرب أو التنفس، ويزداد افراز اللعاب بغزارة، وكذلك شلل الأوتار الصوتية فيصاب بالنباح، ويخرج صوتاً يشبه عواء الكلب، وتنتهي الاصابة بوفاة المصاب في فترة من ثلاثة الى عشرة أيام، ولا مجال للمعالجة إذا ظهرت الأعراض، ولذلك فإن العلاج الفعّال هو الوقاية. ويوضح د. عماد الدين مرسي ان المقصود بالوقاية من هذا الداء القاتل هي الاجراءات التي يجب اتخاذها في حالة اصابة شخص ما بعضة كلب يشتبه أن يكون مصاباً بالسعار، وهو حسب ما جاء في نصائح منظمة الصحة العالمية: تنظيف الجرح بدءاً من طرف الجرح للخارج وليس بالعكس، وابقاء الجرح مفتوحاً وعدم خياطته للسماح بالفيروسات بالخروج للخارج، ويغسل الجرح بقوة بمحلول صابوني 20% باستمرار وتكرار، والعلاج العام وهو المصل المضاد للسعار، واللقاح المضاد للسعار وذلك حسب الحالة على النحو التالي: أ- إذا كان الحيوان أليفاً ومعروفاً بأنه مطعّم ضد السعار، أو أنه لم تظهر عليه علامات السعار والعدوانية، فلا يُعطى المصاب المصل ولا اللقاح المضاد للسعار، ويوضع الحيوان تحت المراقبة لمدة عشرة أيام، وإذا بقي عادياً طبيعياً فلا يُعطى المصاب العلاج العام، أما إذا حدث أي اضطراب في سلوكه أو هرب فيجب البدء فوراً باعطاء التطعيم والمصل المضاد للسعار. ب- إذا كانت العضة خطيرة وفي مكان حساس كالوجه أو الرأس أو الرقبة فيجب البدء فوراً باعطاء المصاب المصل واللقاح المضادين للسعار. ج- إذا ظهرت على الكلب علامات السعار، أو كان هارباً أو غير معروف فيجب البدء فوراً باعطاء المصاب المصل واللقاح المضادين للسعار. د- إذا كان الحيوان غير معروف والقي عليه القبض فيجب قتله وأخذ رأسه لفحص دماغه والتأكد من حالته، فيما إذا كان مصاباً بالسعار أم لا، فإذا جاءت النتيجة سلبية فلا يُعطى المصاب أي شيء، أما إذا جاءت ايجابية فيُعطى المصل واللقاح المضادين للسعار. ه- إذا لم يكن هناك جروح أو خدوش، فلا داعي لعمل أي اجراء علاجي لأنه لا خطر من فيروس السعار في حالة كون الجلد سليماً. وفي حالة اعطاء المصل فإنه يُعطى مرة واحدة فقط، أما اللقاح فيُعطى حسب المتوالية الآتية: على ست جرعات في اليوم الأول ثم اليوم الثالث ثم اليوم السابع ثم الرابع عشر ثم الثامن والعشرين ثم اليوم التسعين بعد الجرعة الأولى.