كان مدعواً عند صديق له يملك قطة، وأثناء مداعبته لها أنشبت مخالبها في يده، فلم يكترث للأمر، ولكن بعد مرور فترة، أصيب بحمى عالية وتضخم في الغدد اللمفاوية، فراجع الطبيب ليستوضح الأمر، وبعد اجراء الفحوصات اللازمة تبين أنه يعاني من داء خرمشة القطط. كثيرون يظنون ان القطط بريئة ولا خطر منها، ولكن الواقع هو غير ذلك، فهذه الحيوانات الأليفة قد تنقل الى الانسان أمراضاً كثيرة، صحيح ان غالبيتها تعد بسيطة، ولكن البقية هي أمراض خطرة قد تؤدي بصاحبها الى الهلاك، خصوصاً عند أولئك الذين يشكون أمراضاً في الدم، والذين يعانون من نقص في المناعة، والأطفال حديثي الولادة، إضافة الى الشيوخ والذين يتناولون الكورتيزون ومشتقاته، أما عن الأمراض التي يمكن أن تنقلها القطط للإنسان فهي الآتية: - داء خرمشة القطط وهو مرض سببه جرثومة البارتونيلا التي تتواجد في شكل متطفل في أمعاء القطة، وتصيب هذه الميكروبة الإنسان عند الخرمشة، وهذا المرض شائع جداً عند الأطفال والشباب نتيجة كثرة تماسهم مع القطط والكلاب. وبعد مرور أيام قليلة على الاحتكاك بالحيوان تظهر على سطح الجلد بثرة حمراء غير مؤلمة يظنها الناظر اليها انها لدغة حشرة. وبعد أسبوع الى اسبوعين تظهر العوارض العامة مثل الحمى، والصداع، والإنهاك، إضافة الى بروز علامة مهمة هي ضخامة الغدد اللمفاوية القريبة من المنطقة، وقد تصبح هذه الغدد مؤلمة ومتقيحة. في العادة يسير المرض باتجاه الشفاء، ولكن في بعض الأحيان، قد تحدث اختلاطات خطرة مثل التهاب الدماغ، والاندفاع الجلدي المعمم. يوصى بغسل مكان الخرمشة بالماء والصابون، وبوضع مرهم يحتوي على مضاد جرثومي، ولا حاجة لتناول المضادات الحيوية بالفم، فهي غير فاعلة ضد هذا الداء. - التوكسوبلاسموز وهو كائن وحيد الخلية يصيب القطط بعد تناولها الأغذية الملوثة به الكائن، وبعد قيام هذا الأخير بجولة في أمعاء القطط يطلق كيسات تحتوي بيوضاً، وتحرّر هذه البيوض مع البراز، وإذا صدف للشخص أن تناول غذاء ملوثاً بهذه البيوض، فإنه سيصاب بمرض التوكسوبلاسموز. والقطة المصابة تستطيع أن تطلق في برازها حوالى عشرة ملايين بيضة يومياً، وإذا علمنا أن هذه تستطيع أن تبقى حية في الوسط الرطب لمدة تفوق السنة، لأدركنا سهولة العدوى بهذا المرض. ولا خوف من التوكسوبلاسموز على الإنسان العادي السليم الجسم، إذ غالباً ما يمر الداء عليه مرور الكرام، فبعد معاناته من عوارض تشبه نزلة الرشح، أو بعد ظهور تورم موقت في العقد اللمفاوية، فإن هذه المظاهر تزول بعد فترة وكأن شيئاً لم يحصل، إلا أن المصاب يكتسب مناعة دائمة بعدها. إن خطورة مرض التوكسوبلاسموز هي عند إصابة المرأة الحامل به للمرة الأولى في حياتها، لأن العامل الممرض يمكن أن يجد طريقه من الأم الى الجنين عبر المشيمة، معرضاً إياها لاختلاطات لا تحمد عقباها، مثل التشوهات الخلقية، والإجهاض. ويشخص المرض عند الأم من طريق إجراء الفحوصات الدموية المصلية، وهي فحوصات حساسة وموثوقة؟ فعند رصد الأجسام المضادة النوعية للداء، فهذا يعني أن الأم لديها مناعة ضد المرض، وفي هذه الحال لا خوف من إصابة الجنين. أما عند غياب الأجسام المضادة فلا مناص من اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع المرض عن الأم خلال فترة الحمل، وتشمل هذه الاحتياطات: - غسل الأيدي جيداً، خصوصاً بعد لمس التراب والرمل. - تناول اللحوم المطهوة جيداً. - غسل الخضروات والفواكه بإتقان. - تفادي لمس القطط والكلاب. - القوباء القراع وهي مرض جلدي ينتقل من القطط الى الإنسان، وسببه نوع معين من الفطريات يترعرع في بصيلات الشعر فيتعرض هذا للسقوط. ويتظاهر المرض على جلد الشخص في شكل حلقات حمر تتسع تدريجاً مسببة الحكاك لصاحبها. يشفى هذا المرض من تلقاء ذاته بعد مرور أشهر عدة عليه، ويمكن معالجته بمضادات الفطريات. - السعار وهو مرض فيروسي خطير جداً، ينتقل الى الانسان إذا عضه أو خدشه حيوان مصاب، كالقط والكلب، أو عند تلوث الجرح بلعاب الحيوان المريض. والمعروف ان الفيروس المسبب للمرض يذهب ليحط رحاله في الجهاز العصبي، فتحدث التشنجات الشديدة، وعلى الخصوص في جهاز التنفس، فتحدث الوفاة. ان اللقاح ضد هذا المرض هو الوسيلة الوحيدة لدرء شره. - داء السل ان القطط المصابة بهذا الداء في إمكانها نقله الى الانسان، وقد أمكن اثبات هذا فعلاً. والسل مرض ينتج عن العدوى بجراثيم"كوخ"، وتشير التقديرات الى أن شخصاً واحداً يصاب بالسل في كل ثانية، ويلقى مليونان حتفهم سنوياً بداء السل. وهذا المرض يضرب في شكل خاص الرئتين، ولكن في إمكانه الوصول الى أي منطقة في الجسم. ومتى شُخّص مرض السل، فإن العلاج يقوم على تناول توليفة من المضادات الحيوية النوعية لمدة لا تقل عن الستة أشهر. أما الوقاية، فهناك لقاح متوافر ضد السل، وهو غالباً ما يعطى للأطفال مباشرة عقب الولادة. - التهاب ملتحمة العين يمكن للقطة ان تمرر الى العين عدداً لا بأس به من الجراثيم والفيروسات التي تشعل فتيل التهاب الملتحمة، فيعاني المصاب على أثره من عوارض مزعجة مثل الحكاك، والاحمرار وزيادة افراز الدمع، والشعور بوجود الرمل، وغذا كان سبب الالتهاب جرثومياً تطرح العين الصديد مفرزات قيحية. يعالج الالتهاب بالقطرات والمراهم المناسبة. أما الوقاية فتتمثل في غسل الأيدي جيداً بعد لمس القطط، وبإبعاد هذه عن أماكن الجلوس والنوم. - التهاب الحلق واللوزتين يمكن للقطة أن تكون مستودعاً لجراثيم المكورات العقدية الحالة للدم، وهذه تجد طريقها بسهولة الى الانسان، وبالتحديد الى الحلق واللوزتين، معرضة إياها للالتهاب، فعندها يعاني المصاب من ألم في البلعوم، وصعوبة في البلع، الى جانب الاحمرار والتورم وارتفاع الحرارة، وقد تظهر اندفاعات حمر نمشية على الجلد، ويكون منظر اللسان شبيهاً بالفريز. يجب علاج هذا الالتهاب بصرامة، لأنه قد يسبب اختلاطات متعددة لعل أهمها حمى الروماتيزم والتهاب الكلية. وفي ما يتعلق بالوقاية، فعلى أصحاب القطط ألا يتركوها تعبث بأفواهها في طعامهم وشرابهم، والعزوف كلياً عن تقبيلها. - الالتهابات المعدية المعوية ان القطة حامل طبيعي لجراثيم السالمونيلا والكامبيلوباكتر، وهذه قد تقفز بسهولة الى الانبوب الهضمي للإنسان من طريق الطعام والشراب الملوثين. وتسبب جراثيم السالمونيلا الحمى التيفية التيفوئيد، أما جراثيم الكامبيلوباكتر فتؤدي الى القرحة المعدية والاثني عشرية، من هنا يجب إبعاد القطط عن أماكن تحضير الأكل وتحاشي وضعها على طاولات المطابخ وسفرات الطعام، وغسل اليدين بعناية بعد لمس القطط.