* الصناعة الدوائية صناعة استراتيجية تعنى بصحة الإنسان وتحسين نوعية حياته التي تمكنه من التمتع بالطيبات والمباهج التي أحلها الله له, وإن إيجاد جرعة دوائية آمنة وفعالة هو القصد والهدف الأسمى من قيام هذه الصناعة، والشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية وهي الشركة الرائدة والكبرى في المملكة ما هي إلا بلورة لأهم الأهداف الوطنية نحو الأمن الدوائي الذي لا يقل أهمية عن الأمن الغذائي بمستوى رفيع وجودة عالية تتناسب مع طموح وتوجهات الدولة التي لا تألو جهداً في دعم ومساندة هذه الصناعة الحيوية والحساسة, الشركة الدوائية لم تقف عند حدود المحلية ولكنها انطلقت للعالمية من خلال اقترانها بأكبر وأشهر الشركات العالمية التي لم تتردد في منحها حقوق تصنيع منتجاتها الهامة مما سهَّل عليها البدء في تصدير منتجاتها للخارج واجتياز كافة الاشتراطات اللازمة لدخول أي سوق في العالم, وإذا كان لأحد أن يتحدث عن الشركة وعن أهم المراحل التي مرت بها فإنه مديرها العام الذي عاصرها منذ أول يوم من تأسيسها وحتى يومنا هذا ذلكم هو الدكتور/ عبدالله عبدالعزيز العبدالقادر الذي تحدث ل الملحق من خلال الحوار التالي: * د, عبدالله : بمناسبة فوز مصنع الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية بجائزة المصنع المثالي للمئوية المركز الأول ,, هل لكم أن تعطونا نبذة عن فكرة تأسيس الشركة والهدف الاستراتيجي الذي بنيت من أجله ؟ الشركة الدوائية كمشروع تنموي استراتيجي بني على أساس تكامل مظلة الرعاية الصحية التي تتوفر في المملكة العربية السعودية للمواطن والمقيم ، فالمعروف أن تلك المظلة ترتكز على ثلاث قواعد أساسية أولها البنية الأساسية من المستشفيات والعيادات ومرافق الرعاية الصحية الأولية والتخصصية التي وفرتها الدولة والقطاع الخاص ، وثانيها القدرات البشرية ذات التخصص الطبي والصيدلاني والفني اللازم لتقديم خدمات التشخيص والمعالجة وكافة متطلبات الرعاية الصحية وهذه توفر كوادرها الجامعات والكليات التقنية والمعاهد المتخصصة مع الاستعانة بخبرات دولية في هذا المجال وثالث تلك الركائز هي الأدوية والمستلزمات الطبية ولوازم المستشفيات والمستهلكات التي يحتاجها النظام الصحي بصفة عامة وهذا هو المدخل الذي بنيت عليه فكرة الشركة الدوائية بإيجاد صناعة دوائية منشأة ومدارة من قبل القطاع الخاص للعمل على توفير الدواء والمستلزم الطبي بجودة وفاعلية متطورة وبتكلفة معقولة, فالشركة الدوائية تعمل جاهدة مع بقية الشركات الأخرى في المملكة لتوفير هذا الجانب الحساس من جوانب توفير الرعاية الصحية والذي يتمثل في تأمين الأمن الدوائي الاستراتيجي للمملكة من مصدر محلي موثوق به وفي نفس الوقت المساهمة في الاستثمار الصناعي المدروس كرافد من روافد التنمية الاقتصادية الشاملة وتنويع لمصادر الدخل وتوفير فرص عمل وطنية حيث بلغت استثمارات الشركة الدوائية في هذا المجال منذ إنشائها وحتى اليوم ما يفوق المليار ريال سعودي متمثلة في عدة مشاريع صناعية, * د, عبدالله: هل لكم أن توضحوا لنا تفاصيل مشاريع الشركة والشركات التابعة والمستثمرة التي تساهم بها الشركة الدوائية ؟ تم إنشاء الشركة الدوائية كشركة مساهمة سعودية يبلغ رأس مالها 600 مليون ريال سعودي ويساهم بها أكثر من 250 ألف مواطن بالإضافة إلى مساهمة عربية مشتركة بواسطة الشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية أكديما التي تمتلكها أكثر من 15 دولة عربية، والشركة الدوائية كذلك تمتلك مصنع المستلزمات الطبية الذي يشمل مرافق انتاج أفلام الأشعة السينية بالدمام بالمنطقة الشرقية وكذلك حصة أغلبية في الشركة العربية لمنتجات الرعاية الصحية عناية التي تدير مصنع المستلزمات الطبية ذات الاستخدام الواحد بالرياض وكذلك حصة أغلبية في شركة أراك للرعاية الصحية التي تعمل على توزيع منتجات الشركة داخل المملكة وكذلك إدارة وتشغيل سلسلة من الصيدليات، وكذلك لدىالشركة الدوائية مساهمات محدودة في كل من الشركة العربية لصناعة الألياف الصناعية )ابن رشد( وهي مشروع صناعي كبير لانتاج العطريات وحامض الترفثاليك ومنتجات البوليستر مع شركة سابك ومجموعة من الشركات المساهمة السعودية والخليجية بمدينة ينبع الصناعية وكذلك المساهمة مع المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي في مشروع شيفرون السعودية للبتروكيماويات في مدينة الجبيل الصناعية، هذا ولدى الشركة مشاريع توسعية مستقبلية في ضوء الدراسة والإعداد داخل وخارج المملكة العربية السعودية, * د, عبدالله : هل لكم أن تلقوا الضوء على مصنع الأدوية بالقصيم الفائز بجائزة الملك عبدالعزيز للمصنع المثالي من حيث الحجم وعدد المنتجات والجودة؟ مصنع الشركة الدوائية للأدوية بالقصيم هو المشروع الأول والرئيسي للشركة والذي بدئ في التخطيط له وإنشائه في عام 1987م فور تأسيس الشركة وبدأ الانتاج في عام 1990م وهو مجمع صناعي متكامل لتشكيل وتركيب الأدوية البشرية على مختلف الأشكال والتركيزات الصيدلانية من الحبوب والكبسولات والأشربة الجافة والسائلة والحقن والمراهم والكبسولات والقطرات والتحاميل والمطهرات الطبية ، ويقع المصنع في المدينة الصناعية بمنطقة القصيم على مساحة 150 ألف متر مربع ويعمل به أكثر من 350 فنياً وإدارياً 40% منهم من العمالة السعودية التي تدير المصنع وترأس كافة أقسامه الفنية ، وقد بدأ المصنع بعدد 6 أصناف من المنتجات الصيدلانية في عام 1990م وارتفع هذا العدد في عام 2000م إلى أكثر من 120 منتجاً دوائياً يغطي أكثر المجموعات الدوائية تداولاً من المضادات الحيوية والمسكنات والفيتامينات وأدوية الجهاز الهضمي والجهاز العصبي والجهاز التنفسي والتهابات المفاصل وأدوية الضغط والسكر والنزلات المعوية وكافة أنواع الالتهاب الجلدية، وقد حاز المصنع على عدد من الجوائز وشهادات الامتياز المحلية والدولية ومنها شهادة ISO 9000 من منظمة TUV الألمانية وشهادة ISO 14000 لحماية البيئة من منظمة QMI الكندية وشهادة الموافقة البيئية من مصلحة الأرصاد وحماية البيئة السعودية وكذلك جائزة المصنع المثالي من وزارة الصناعة والكهرباء عام 1414/1415ه عدا عن شهادات الموافقة الصيدلانية لأسس التصنيع الجيد من منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية وسُجِّلت منتجاته في أكثر من 15 دولة عربية وأجنبية, د, عبدالله: هل يقتصر عمل المصنع على التصنيع أم لكم كذلك توجه للبحث والتطوير ؟ البحث والتطوير في المجال الصناعي هو مفتاح التقدم والمنافسة في عالم الصناعة فبدون بحث وتطوير تبقى المشاريع جامدة وبعيدة عن مجال المنافسة ، وقد توجهت الشركة الدوائية إلى هذا المنحى بإنشاء مركز التطوير الدوائي الذي تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بافتتاحه عند زيارته الميمونة لمنطقة القصيم، وهذا المركز هو القاعدة التي انطلقت منها أبحاث الشركة لتطوير الأدوية والدخول إلى عالم المنافسة العالمية، عدا عن ذلك فإن الشركة الدوائية ترتبط بأكثر من 15 اتفاقية دولية مع كبريات شركات الأدوية العالمية التي تصنع الشركة منتجاتها بامتياز مما يتيح لها الحصول على التقنية المتقدمة وكذلك حجز مكان في سباق المنافسة العالمية, * د, عبدالله: ما هي خطوات الشركة في الاتجاه للتصدير والذي يعتبر خياراً استراتيجياً للصناعة السعودية ؟ إن تعريفك للتصدير كخيار استراتيجي للصناعة السعودية هو عبارة دقيقة وحساسة فمن لا يتعامل مع الأسواق الخارجية أخذاً أو عطاءً سوف يغلق عليه الباب فتوجهات العولمة والتجارة الدولية وفتح الأسواق والتبادل التجاري الدولي هو المسار الصحيح لمن يريد التقدم، والشركة الدوائية ليست بعيدة عن هذا الاتجاه فقد أنشأت إدارة للأسواق الخارجية تعمل على تسويق منتجاتها خارج المملكة العربية السعودية ومنتجات الشركة مسجلة وتسوق في أكثر من 14 دولة عربية وأجنبية تشمل كافة دول الخليج العربية واليمن والأردن وفلسطين ولبنان ومصر وليبيا وتونس والجزائر وهذه هي البداية وسوف تمتد تلك الأسواق بعد اكتمال الحصول على شهادات التسجيل في تلك الدول وحسب القوانين المنظمة لها، وتتطلع الشركة كذلك إلى فتح أسواق جديدة ومنتجات مطورة من الأدوية والمستلزمات الطبية تنافس بها في تلك الدول, * د, عبدالله: ما هو شعوركم بحصول مصنع الشركة الدوائية للأدوية على المركز الأول في جائزة المؤسس المئوية في الصناعية الكيماوية ؟ لا أخفيك سراً أنه شعور غامر بالفرح وفي نفس الوقت بالرهبة ، الفرح بتكليل جهود كافة العاملين بالشركة على هذه الرتبة المميزة التي حصلت عليها الشركة لجائزة المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - والتي لن تتكرر إلا بعد مائة عام وهذا بفضل من الله ودعم كافة المخلصين في هذا البلد الطيب وجهود العاملين والجنود المجهولين في هذه الشركة من القاعدة إلى القمة فنحن في الشركة الدوائية فريق عمل واحد, وفي نفس الوقت لدينا رهبة من هذه الجائزة لأنها تضعنا على القمة والتحدي الآن هو الاستمرار في البقاء في المقدمة والحفاظ على هذا التميز ، فالنجاح شيء يحدث لمرة واحدة ولكن المحافظة عليه والبقاء في المقدمة عمل مستمر وجهد دؤوب نأمل أن نكون عند حسن ظن من أهدانا هذه الجائزة, شاكرين ومقدرين لكم إتاحة هذه الفرصة لنا، والله يحفظكم ويرعاكم,