«في مثل هذا اليوم من عام 1993، وفي حدث تاريخي فريد ووسط أجواء مفعمة بالتفاؤل والاهتمام الاقليمي والدولي، افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مجلس الشورى الذي جاء تشكيله ثمرة من ثمار جهوده العظيمة في سبيل رفعة الوطن ورفاهية المواطنين، وخطوة واسعة على طريق التقدم الحضاري في إطار التمسك بالشريعة الاسلامية دستورا ومنهجا وهدى في مواجهة تحديات العصر. وفي كلمة ضافية وتاريخية اعتبرت وثيقة أساسية من وثائق المجلس في دورته الأولى أعرب خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - عن سعادته وسروره واعتزازه بهذه المناسبة الوطنية التاريخية العظيمة التي تتمثل في افتتاح مجلس الشورى في اطاره الجديد متوجها الى المولى العلي القدير بالحمد والشكر على ما تحقق في هذا البلد الكريم منذ أن وحد أجزاءه وجمع شمله والدنا جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي أشاد البناء وأرسى القواعد منطلقا من الاسلام عقيدة وشريعة، فأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وأقام حدود الله وحكم بالعدل بين الناس وعفا وأصلح وكرم العلم والعلماء وطبق أحكام الشريعة واتخذ من الشورى قاعدة في ادارة الحكم وتدبير شؤون البلاد امتثالا لقوله تعالى:{وّشّاوٌرًهٍمً فٌي الأّمًرٌ}، وفي قوله جل شأنه:{وّأّمًرٍهٍمً شٍورّى" بّيًنّهٍمً}. وقال - حفظه الله - ونحن اليوم إذ نواصل هذا النهج الاسلامي، إنما نرسخ بذلك دعائم الشورى بأسلوب يقوم على أسس واضحة واختصاصات بينة منطلقين من مفهومنا العميق لهذا النهج الاسلامي الثابت الذي جاء في كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وقال: نعود اليوم لنؤكد عزمنا على المضي في مناهجنا الاسلامية القويمة مستمدين من الله العون والتوفيق فيما نهدف اليه من خير ورخاء ونماء لهذا الوطن وأبنائه معتمدين على الله جلت قدرته ثم على سواعد أبناء الشعب السعودي الأبي الوفي لنواصل مسيرة البناء والتعمير والتطوير مع الحفاظ على ما حققناه للوطن والمواطنين من المكاسب التي تبرزها النهضة الشاملة في شتى الميادين. وقال: وترسيخا لما سبق ان أعلناه فإن النظام الأساسي للحكم مصدره الشريعة الاسلامية وبالتالي فإن نظام الشورى ينطلق في جميع مضامينه من القواعد الأساسية للاسلام. وأضاف: ان المملكة العربية السعودية - كما هو معروف - قد قام فيها الحكم منذ نشأتها على أساس مبدأ الشورى منذ أمد طويل حيث دأب الحكام على استشارة العلماء وأهل الرأي والمشورة، ويسعدنا اليوم أن نفتتح مجلس الشورى في اطاره الجديد، ولقد وفقنا الله في اسناد هذه المهمة الجليلة لنخبة مختارة من أبناء الوطن الذين تتوفر فيهم الصفات والمؤهلات المطلوبة، ونحمد الله كثيرا إذ أعاننا على تحقيق هذه المنجزات الاصلاحية. وبهذه المناسبة صرح معالي الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير رئيس مجلس الشورى معربا عن سروره وسرور كافة أعضاء المجلس ومنسوبيه وتقديرهم لتفضل خادم الحرمين الشريفين بافتتاح أعمال المجلس ومقره. وقال في تصريح ل«واس»: أحمد الله أن منَّ على هذه البلاد بأن أوجد لها القيادة الراشدة الرشيدة والمتمثلة في والد الجميع وولي أمر المسلمين خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه- الذي يحرص دائما وأبداً على تطبيق كل ما جاء في الكتاب والسنة وعلى الامتثال لكل ما يأمر به ديننا الاسلامي الحنيف. وقال: لقد عرفت بلادنا الشورى منذ أن تشاور الامامان المصلحان محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب واستمر هذا الأمر حتى مرحلة التأسيس حيث أنشئ في المملكة أول مجلس للشورى عام 1346ه في عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وظل هذا المجلس يعمل الى ان أعيد النظر في نظامه وتم تطويره. ومن ناحيته قال معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله عمر نصيف ان افتتاح خادم الحرمين الشريفين لأعمال مجلس الشورى مناسبة وطنية غالية وأضاف ان الشورى في بلادنا ليست غريبة عنا ولسنا غرباء عنها لأن الشورى قيمة اسلامية والمملكة بلد اسلامي يحكم شرع الله وسنة نبيه في كل شيء ولله الحمد. ومن ناحيته - أيضا - وصف الأمين العام لمجلس الشورى الدكتور حمود البدر افتتاح خادم الحرمين الشريفين لمجلس الشورى بأنه بادرة قيمة نتلقاها اليوم من قائد مسيرتنا أمد الله في عمره. هذا وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ومعالي الشيخ محمد ابراهيم بن جبير رئيس مجلس الشورى في مقدمة مستقبلي خادم الحرمين الشريفين لدى وصوله الى مقر مجلس الشورى.