المفروض في العلاقات والمعاملات الدولية أن تقوم على مبدأ المساواة دون تمييز ولا تحيز.. ولكن القوى الكبرى في العالم تمارس التمييز والتحيز في كل قضية يكون طرفها الآخر من العرب أو المسلمين! خذ مثالاً: قضية «نزع السلاح النووي» التي يطبقها الغرب على العرب والمسلمين تطبيقاً صارماً، ويفرض عليهم التوقيع على معاهداته. فما باله لا يصنع ذلك مع «إسرائيل» التي تمتلك القنابل النووية والمفاعلات التي تنتج الوقود الذري؟ وما باله يتغاضى عنها وهي ترفض حتى اليوم التوقيع على هذه المعاهدة؟ وتقيم حملة ضارية على الدول العربية التي تطالبها بهذا التوقيع؟! فهل السلاح النووي حلال لليهود حرام على المسلمين وحدهم سواء كانوا عرباً أو غير عرب؟! إن العدل يفرض أن يتساوى الجميع في الخلاص من هذا السلاح الفتاك الذي يهدد حياة الإنسان وعمارة الأرض، واذا كان العرب والمسلمون يقبلون التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، فلماذا يأبى اليهود التوقيع؟! هل يريدون إرهاب العرب والمسلمين وتهديدهم بالفناء إن لم يذعنوا لما يريدون منهم من تسليم الأرض والتفريط في المقدسات وقبول الهيمنة الصهيونية على الموارد والطاقات؟! نعم يريدون ذلك وأكثر منه؛ لأن قلوبهم لم تصغ لنداء السلام ولم تفهم معنى التعايش القائم على العدالة والإنصاف! ويظهر هذا التمييز والتحيز الذي يمارسه الغرب ضد العالم الإسلامي في صور شتى. فالقتل والتدمير والإبادة التي مارسها الروس ضد المسلمين في «الشيشان» مثلاً شأن داخلي لايؤرق ضمير الغرب ولا يبعث على غضبه واشمئزاز ه. أما لو وقع مكروه لصهيوني واحد في أي بلد.. فإن قيامة الغرب تقوم واستنكاره يظهر ودعمه وتأييده لليهود ماديا ومعنويا يقوى ويشتد.. وشعارات «حقوق الإنسان» تظهر وتتردد. فهل هذا من العدل أو المساواة التي يتشدق الغربيون بأنهم حماتها والداعون إليها أم أنهم يسيرون وفقا للمثل الشهير: «حبُّك الشيء يُعْمي ويصمّ».. فحبهم لليهود أعماهم عن رؤية المظالم التي يتعرض لها المسلمون.. وأصمهم عن صراخهم واستغاثتهم.. فليكفوا عن ترديد الشعارات الزائفة!