الحزب اليميني البلجيكي عرض مكافأة مالية قدرها 250 يورو لمن يبلغ الشرطة البلجيكية عن امرأة منتقبة، ويأتي هذا العرض العنصري السخي تدعيما لقرار حظر النقاب في الأماكن العامة، وفرض غرامة تصل قيمتها إلى مائة وخمسين يورو على كل امرأة مسلمة بالطبع ترتدي النقاب في الأماكن العامة، وجدير بالذكر أن بلجيكاوفرنسا، وهما من الدول الأوروبية التي تضم جالية مسلمة كبيرة، قد فرضتا غرامة مالية على كل مسلمة ترتدي النقاب. ومن الغريب أن الدول الأوروبية تزعم احترامها لحقوق الإنسان، وتتشدق فرنسا بمبادئ ثورتها: الحرية والإخاء والمساواة، تلك المبادئ التي كان من ورائها اليهود، وكانوا أول المستفيدين منها، إلا أن الحرية عندما تتعلق بغير اليهود على ما يبدو فلا حق لأحد فيها، فلليهود حق الحرية، وللنصارى حق الحرية، أما المسلمون فلا حرية لهم، ولا حقوق على الإطلاق. ولقد بات واضحا للجميع، أن موجة عارمة من العداء لكل مظهر إسلامي، ناهيك عن العداء للدين ذاته، تجتاح أوروبا وأمريكا، مستغلين ذلك في ممارسة هذا العداء بأشكال وتشريعات علنية وقانونية، بعض سلوكيات شاذة لبعض المسلمين، ومن ينكر ذلك فهو أعمى العين والقلب، لأنه فقد رؤية التمييز العنصري في الغرب، كما فقد الإحساس بما يعانيه المسلمون في الغرب من تضييق واضطهاد. أما العالم الإسلامي فإنه يقف موقف المتفرج كعادته تجاه كل القضايا التي تتعلق بأبنائه، فهو عاجز بإرادته عن اتخاذ مواقف رادعة تجاه تلك الدول العنصرية، والمنظمات والهيئات الإسلامية العالمية يبدو أن الأمر لا يعنيها، ولا تملك أكثر من التنديد والاستنكار في مواقف تحتاج فيها إلى ما هو أكبر من ذلك. نحن لسنا دعاة تطرف أو إرهاب، وإنما نريد فقط تطبيق مبدأ إسلامي واضح «وجزاء سيئة سيئة مثلها» ، «ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم» ، وهو مبدأ توراتي أيضا، أي أنه في النصوص المقدسة عند اليهود والنصارى : «العين بالعين والسن بالسن»، وفوق هذا كله، هو مبدأ عادل، ولا يمكن أن يتهم من يطبقه بالعنصرية والتخلف والإرهاب ونحوه. لذلك، أقترح أن تبادر الدول الإسلامية، وتأخذ قرارات مماثلة، وتحظر كشف المرأة لشعرها، أو ارتداءها ملابس قصيرة أو غير ملائمة، بحيث توحي هذا الظاهرة بمخالفة الأعراف وتشير إلى سمة صاحباتها وأنهن غير مسلمات، أي فيها تمييز عن غيرهن من النساء المسلمات، أي مطلوب إصدار قوانين مماثلة تماما بالحظر من جانب، وبتوقيع غرامة مالية من جانب آخر، على كل امرأة تخالف هذه القرارات، وأسوة بما هو متبع في أوروبا تجاه المسلمات. أظن أن دولة إسلامية واحدة، لو اتخذت مثل هذه الخطوة، ستفتح جدلا عالميا حول عدم مشروعية ما اتخذته بلجيكاوفرنسا من قرارات عنصرية ضد المسلمات، وسينتهي الأمر حتما إلى الاعتراف بحرية الإنسان في ملبسه وفي تطبيق عقيدته، بل وفي كل سلوكياته ما لم يكن في ذلك الحرية ضرر على الآخرين. إن دلالة الموقف الأوروبي أكثر من مجرد تغطية وجه، فالدلالة الكبرى والأهم بالنسبة لنا، هي تلك الحالة من العداء السافر للإسلام من جانب، والاستهزاء الدنيء بأكبر من مليار مسلم في ربوع العالم كله، من جانب آخر .. فهل تبادر جهة عربية أو إسلامية إلى تطبيق المبدأ الإسلامي، أو حتى المبدأ التوراتي، الذي يقضي بالمعاملة بالمثل، أو ما نعرفه جميعا ب «العين بالعين والسن بالسن» ؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة