تسربت في بغداد أحدث وأوسع خطة اعتمدتها وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) لتصفية المقاومة العراقية وتفكيكها بالتنسيق مع أحد العناصر القيادية في جهاز المخابرات العراقي المنحل. وقال ضابط في استخبارات الجيش الأمريكي في بغداد رفض الإفصاح عن اسمه ان الخطة التي حظيت بدعم ومباركة وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد تتضمن إنشاء قوة خاصة أطلق عليها اسم (قوة المهمة 121) تتشكل من قوات دلتا والقوات الخاصة البحرية والمخابرات المركزية الامريكية وقوات أخرى من القطاع الأمني الخاص على ان تقدم تقريرا بالنتائج التي ستتحقق على الأرض خلال شهر يناير القادم. وطبقا لمسؤول في المخابرات الامريكية فان الخطة هي من بنات أفكار وزير الدفاع الأمريكي بدعم من أجهزة الأمن الإسرائيلية حيث تعاونت وحدات من الكوماندوز والوحدات الإسرائيلية بنحو مكثف مع نظيراتها من الوحدات الامريكية في معسكر تدريب القوات الخاصة الامريكية في (فورت تراج) في شمال (كارولينا). وتقضي الخطة بالاستعانة بفريق من عناصر المخابرات العراقية السابقة وتدريبهم على اختراق المقاومة العراقية حيث يتضافر القناصون الامريكان مع المخابرات العراقية لتحطيم الأبواب والقبض على المقاومين. وشبه واضعو الخطة عملية اختراق المقاومة بكسر ثمرة جوز الهند حيث تتعرض للطرق حتى تتهشم عند النقطة الضعيفة منها وعند ذاك يسهل فتحها وتنظيفها. وتشبه الخطة الامريكية في العراق إلى حد كبير برنامج (فينكس) الذي طبقته واشنطن في فيتنام الذي يتضمن اعتقال واغتيال جميع الذين يعملون مع (الفيتكونج) بالاعتماد على ضباط جيش فيتنام الجنوبية، وطبقا لإحصاءات فيتنامية رسمية فان برنامج فينكس قتل 41 ألف ضحية خلال عام 1968. وجاء في الخطة ان قيادات المقاومة العراقية تعتمد على الاتصال الشخصي المباشر وتتجنب الاقتراب من الهواتف النقالة وأجهزة الراديو مما لا يتيح لوحدات (الثعلب الرمادي) وهي الوحدات المتخصصة في اختراق المكالمات الهاتفية ان تمسك بأي خيط يوصلها إلى المقاومة وفي هذه الحالة يجب ان يوضع البديل المناسب لذلك. ومن بين أهم عناصر المخابرات العراقية السابقة التي ستلعب دورا فاعلا في خطة (اصطياد البشر) مدير العمليات الخارجية في جهاز المخابرات العراقي المنحل فاروق حجازي الذي اعتقلته القوات الامريكية خلال شهر أبريل الماضي وعقدت معه صفقة لاحياء شبكة مخابرات عراقية جديدة ولكن بأهداف وخطط مغايرة تماما لخطط الجهاز السابق وان يعتقد الامريكان ان حجازي سينفذ الصفقة بنحو حرفي وليس روحياً. ولم يقتصر دور إسرائيل على دعم العملية عسكريا بل يتعدى ذلك إلى تقديم المشورة إلى واشنطن وفي هذا الاتجاه حثت إسرائيل الامريكان على الاستعانة بالكوماندوز الصغير التابع للجيش الإسرائيلي والمسمى (مستعرافيم) الذي يعمل بالخفاء داخل الضفة الغربية وقطاع غزة ويجب ان تكون هذه القوات على شكل شبكات من المخربين حيث نجحت إسرائيل باستخدام هذا الأسلوب في اختراق المنظمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ويبدو الأمر في العراق اسهل حسب الرؤية الإسرائيلية. وشخصت الخطة حقيقة ان المقاومة العراقية بدأت تنفذ هجمات في أماكن بعيدة عن أماكن تواجدها لتبعد انتقام القوات الأمريكية عن مناطقها الأصلية وتدفع القوات الامريكية إلى الانتقام من سكنة المناطق التي تحدث فيها العمليات الأمر الذي يوسع من دائرة العداء العراقية لأمريكا. وافترض واضعو الخطة ان الحكومة الإيرانية ستقدم الدعم للمقاومة العراقية السنية وفي هذه الحالة تقوم قوة المهمة 121 بتجهيز قوة عراقية للقيام بمهمات ردعية داخل الحدود الإيرانية حتى لو اقتضى ذلك إحياء الحرب العراقية الإيرانية من جديد.