في كارثة أقل ما يقال فيها إنها تمثل أكثر مآسي القرن الحادي والعشرين، حيث جرى استهداف آلاف العقول والأدمغة العراقية من كل الاختصاصات العلمية. فهؤلاء النخب المميزة من ذوي الفكر النيّر، والرأي السديد المستقل، والشهادات العليا، والذين يمثلون رأسمال العراق على مرِّ عقود من العمل الكبير، والعلم المتواصل، كانوا ضحية لمخططات دولية وإقليمية سعت لإفراغ العراق من علمائه، ولفرض أجندتها على هذا البلد العربي المنكوب ووقف عجلة تطوره. بينما الحزن والأسى يغليان في صدور العراقيين استمر المجرمون بارتكاب الاغتيالات في وضح النهار، في تحدٍّ واضح وصريح للقانون الدولي وحقوق الإنسان.تاريخ من الإجرام رغم هذا التاريخ الطويل من الإجرام والتصفيات الجسدية، فإن ما حدث بعد غزو العراق عام 2003م، ولا يزال يحدث، يمثل انفلاتاً أمنياً لم يشهده العراق من قبل، وإن الاحتلال الأميركي ساهم بشكل كبير في انتشار هذه الظاهرة من خلال إجراءات كثيرة ربما من أهمها كان حلّ الجيش والأجهزة الأمنية وفكرة الفوضى الخلاقة وإضفاء صفة رسمية على الميليشيات المسلحة. وبالتأكيد أن الانفلات شجع على استمرار مسلسل الاغتيالات التي أصبحت لا تُعد ولا تحصى. ومنذ احتلال العراق عملت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، بما في ذلك الاستخبارات الإيرانية وأذنابها المحليون على شن حملات اغتيال متلاحقة بحق العلماء العراقيين، خصوصاً من لهم صلة ببرامج التسلح الكيميائية والبيولوجية والنووية. وعلى الرغم من فتح ملفات التحقيق، إلا أن القضاء المسيّس والمرهون خارجياً لا يتوصل إلى الفاعل فيتم تسجيل الجريمة ضد مجهول. وكشفت وثيقة سرية سربت من ويكيليكس، أن لنوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق دوراً كبيراً في عمليات اغتيال علماء العراق، والذي زود إيران والموساد الإسرائيلي بمعلومات وسير ذاتية لعلماء نوويين وطيارين عراقيين وطرق الوصول إليهم ساهمت في تصفية المئات منهم. بينما العلماء الذين رفضوا التعاون مع الأميركيين أو الإيرانيين خضعوا لمراحل طويلة من التحقيقات والتعذيب على يد الحكومة العراقية بإدارة وتوجيه من المالكي نفسه. إلا أن البنتاغون أبدى اقتناعه بوجهة نظر تقرير الاستخبارات الإسرائيلية التي ترى أن بقاء العلماء العراقيين أحياء يمثل خطراً عليها، فبارك جرائم الاغتيالات، ولهذا الغرض تقرر قيام تعاون ما بين وحدات إسرائيلية وفرق الموت بقيادة المالكي وميليشيات إيرانية أبرزها منظمة بدر بقيادة الحكيم وفرق خاصة للاغتيالات للتيار الصدري تولّى التنسيق المعلوماتي بينها أحمد الجلبي، إضافة إلى فريق أمني عراقي كُلف بمساندة الإسرائيليين والميليشيات لإتمام تلك المهام. وحصل على إثرها بين عامي 2003م - 2008م قتل 350 عالماً نووياً عراقياً، وأكثر من 300 أستاذ جامعي، وهاجر عدد كبيرة يقدر بسبعة عشر ألف متخصص إلى الولاياتالمتحدة ودول أخرى من بينها إسرائيل. الأطراف المتورطة لا شك أن هناك جهات عدة لها مصلحة في تفريغ العراق من طاقاته وقدراته العلمية، وعملت على اغتيال العقول منذ اليوم الثاني لسقوط بغداد، وهي ميليشيات طائفية إضافة إلى الموساد وتواطؤ مباشر من حاكم العراق بول بريمر. وأهم الأطراف المشاركة في استهداف العقل العراقي هي: أ. المخابرات المركزية الأميركية أولت الولاياتالمتحدة أهمية كبيرة لمسألة علماء العراق وكوادره، فوضعت قائمة تتألف من 52 مسؤولاً عراقياً من المطلوبين، بينهم عدد من علماء العراق النوويين والبيولوجيين. وكانت هذه القائمة بمثابة المدخل لقائمات أخرى تم الوصول إليها سواء داخل العراق أو خارجه، عبر أطراف عدة أهمها الاستخبارات الإيرانية وميليشيات محلية. وحسب كتاب (قصة العراق) فقد اعتمدت الولاياتالمتحدة خطة بثلاثة خيارات: الأول: الخيار الألماني، وهو شبيه لما حصل للعلماء الألمان بعد الحرب العالمية الثانية، حيث صادق مجلس الشيوخ الأميركي في نوفمبر 2002م على مشروع السيناتور جوزيف بايدن الذي يقضي بمنح العلماء العراقيين الذين يوافقون على إفشاء معلومات مهمة عن برامج بلادهم التسليحية بطاقة الهجرة الأميركية الخضراء، ووعدهم بآفاق بديلة أكثر إشراقاً. الثاني: الخيار السلفادوري، وهو ينسب إلى «مجزرة السلفادور» التي أشرفت عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وقامت خلالها بتصفية العلماء. فكانت القوات الأميركية في بداية غزوها للعراق تحمل قائمات بأسماء العلماء العراقيين الذين وردت أسماؤهم في قائمات مفتشي الأسلحة الدوليين وعناوينهم والأبحاث التي ينجزونها، ثم قامت باعتقالهم أو تصفيتهم. الثالث: القائم على الدمج بين الخيارين السابقين. وفي هذا الإطار خضع العلماء العراقيون لمراحل طويلة من الاستجواب والاعتقال والتحقيق والتعذيب الجسدي المهين في معسكر كوبر في مطار بغداد وقصر السجود، في محاولة لإجبارهم على العمل في مراكز أبحاث أميركية أو التعاون مع علمائها. وذكر أكثر من تقرير عراقي أن أغلب هؤلاء العلماء رفضوا التعاون مع الجانب الأميركي، وهو ما أكده كولن باول في خطابه أمام مجلس الأمن في أبريل 2003م. وفي الحقيقة أن مخطط الولاياتالمتحدة الساعي إلى إفراغ العراق من نخبه قد بدأ منذ إطلاق وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر وعده في وجه وزير الخارجية العراقي طارق عزيز في جنيف عام 1991م، قائلاً: «إذا لم تتعاونوا معنا فسنعيدكم إلى عصور ما قبل القرون الوسطى»، وهذا ما حدث فعلاً. ويتماشى مع تهديد بيكر ما صرحت به وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت: «ماذا نستطيع أن نفعل مع العراق غير تدمير عقوله التي لا تستطيع القنابل الذرية أن تدمّرها، فتدمير العقول العراقية أهم من ضرب القنابل». كما جاء في الوثيقة رقم 678 المسربة من وزارة الخارجية الأميركية إلى الرئيس جورج بوش التالي: «إن الموساد تمكن بمساعدة قوات الاحتلال وميليشيات حكومة المالكي وشركائها في العراق من تصفية العلماء النوويين المتميزين وأساتذة جامعيين من الاختصاصات العلمية كافة، وتمكنا من إخضاع البعض من هؤلاء العلماء على العمل في مراكز أبحاث أميركية...». ونقلاً عن مستشار في البنتاغون قال: «الكثير من المسؤولين الذين تحدثت معهم عبروا عن خشيتهم من أن تتحول الخطة المسماة «اصطياد البشر الوقائي» والتي صممها رامسفيلد شخصياً إلى برنامج (فينكس آخر).. (قُتل في هذا البرنامج 50 ألف فيتنامي). وكشف سيمور هرش في مجلة «النيويوركر» الأميركية 15 ديسمبر 2003م، والذي كان وراء فضح جرائم معتقل أبوغريب، في مقال تحت عنوان «الأهداف المتحركة: صيد البشر في العراق، إسرائيل تدرب فرق اغتيال أميركية» أن إسرائيل دربت فرق كوماندوز أميركية باسم (قوة المهمات121) على عمليات الاغتيال المستهدف. وفي مقال لمارتن أنديك في مجلة «الشؤون الخارجية» في العام 1993، جاء فيه: «إن الاهتمام الأميركي بالعراق يرجع الى أسباب عدّة أهمها الخبرة العراقية الكبيرة والمتراكمة في مجال التصنيع العسكري والبحث العلمي، وهناك آلاف العلماء العراقيين الذين يشكّلون بحق مصدر خطر في الشرق الأوسط لأنهم قد ينقلون خبراتهم الى دول عربية وإسلامية». وكتب مارك كلايتون في «كريستين ساينس مونيتور» في أكتوبر 2002م، يحذر من العقول المفكرة التي تقف وراء المخزون العراقي من الأسلحة، وقدم لائحة بعدد من علماء العراق الذين تدربوا في الولاياتالمتحدة، قائلاً: «إن هؤلاء العلماء والفنيين أخطر من أسلحة العراق الحربية، لأنهم هم الذين ينتجون هذه الأسلحة». كما أكدت إحصائية ل«رابطة الأساتذة الجامعيين» في بغداد أن 80 في المئة من عمليات الاغتيال استهدفت العاملين في الجامعات، وأكثر من نصف القتلى يحملون لقب أستاذ أو أستاذ مساعد، وأكثر من نصف الاغتيالات وقعت في جامعة بغداد، ثم البصرة، ثم الموصل والجامعة المستنصرية، و62 في المئة من العلماء الذين تمّت تصفيتهم يحملون شهادة دكتوراه دولة من جامعات غربية، ثلثهم مختص بالعلوم والطب، وقد قتل ثلاثة أرباع الذين تعرّضوا لمحاولات اغتيال والربع الذي نجا فرّ إلى الخارج. ويؤكد ما جاء العالم العراقي الدكتور نور الدين الربيعي، أحد أبرز العلماء العراقيين في مجال التكنولوجيا النووية، قائلاً: «حينما جاءت أميركا وبريطانيا كان أول شيء هو ضرب المؤسسات العلمية والبحثية والمدارس والجامعات وإحراق المكتبات والتراث العراقي الذي أصابه النهب والسلب، ويكفي أن ندلل على ذلك أن العراق فقد 5500 عالم منذ الغزو الأنجلوأميركي في أبريل 2003م، معظمهم هاجروا إلى شرق آسيا وشرق أوروبا والباقي تم اغتياله». ولم يخفِ الأميركيون اهتمامهم بموضوع العلماء العراقيين منذ بدء التحضير للحرب، إذ ركّزوا على تحديد أسمائهم، الأمر الذي مهّد في مرحلة ما بعد الاحتلال لملاحقتهم، ما حمل آلاف الأطباء والمهندسين والباحثين والجامعيين على مغادرة العراق قبل أن تشملهم لائحة التصفيات. ب. الموساد الإسرائيلي عندما أصرّت الولاياتالمتحدة على تضمين قرار مجلس الأمن الرقم 1441 الذي صدر في العام 2002م، فقرة تجبر العراق على السماح للمفتشين الدوليين باستجواب علمائه وفنييه حتى لو تطلّب الأمر تسفيرهم هم وعائلاتهم خارج البلاد، لضمان الحصول على معلومات منهم عن برامج التسلّح العراقية.. حصلت بعد الحرب على قوائم بأسماء هؤلاء العلماء، ثم سرّبت القوائم لإسرائيل التي تسللت للعراق وكان هدفها الأساسي تصفية حوالي 500 عالم عراقي، عدا من تم إجباره على السفر إلى إسرائيل، والعمل في جامعاتها، وعُرف منهم الدكتور كنعان مكية رئيس قسم الدراسات الشرق الأوسطية في جامعة بوسطن والمحاضر في العديد من الجامعات الأوروبية، وطاهر لبيب أستاذ علم الفيزياء النووية، ومحمود أبو صالح المتخصّص بالتكنولوجيا وغيرهم. وعن طريق مجموعات سرّية استطاع الموساد تصفية الكثير من العلماء والمفكّرين والأطباء والباحثين، خصوصاً الطاقم النووي والكيميائي. وفي مؤتمر مدريد الدولي حول اغتيال الأكاديميين العراقيين في 23-24 نيسان 2006م، ذكر إسماعيل جليلي أن الموساد الإسرائيلي شن 307 اعتداءات على الأكاديميين والأطباء، وتمكن من اغتيال 74 بالمئة منهم. كيف التقت إيران وإسرائيل و أميركا لاغتيال العقل العراقي؟ وما يؤكّد الدور الإسرائيلي في تصفية العلماء العراقيين، التصريح الذي أدلى به جنرال فرنسي إلى القناة الخامسة في التلفزيون الفرنسي في 8 أبريل 2004م، أكد فيه أن «أكثر من 150 جندياً من وحدات إسرائيلية دخلوا العراق في مهمة تستهدف اغتيال العلماء العراقيين، وقد قدّمت أسماء الإسرائيليين إلى لجنة مفتشي الأسلحة الدولية التي ترأسها هانز بليكس في حينه، ثم قال: إن مخطط الاغتيال هذا تمّ وضعه من قِبل مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، وأن لديه معلومات دقيقة عن الغرض المقصود منه، وهو تصفية العلماء الذي خطّطوا للقوّة الصاروخية العراقية ووضعوا أسس البرنامج النووي، كما ساهموا في برنامج الأسلحة الكيميائية الذي أرعب إسرائيل، وعددهم 3500 عالم من ذوي الخبرات العالية، بينهم نخبة تتكوّن من 500 عالم اشتغلوا في تطوير مختلف الأسلحة». ج. المالكي ممثل إيران صدرت تعليمات خارجية لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي بالانخراط في حملة التصفية، وما ساعده على أداء هذه المهمة إحكام قبضته الأمنية على العراق، من خلال وجود ميليشيات شيعية تخضع لأوامره مباشرة، فهناك ما يقارب ال35 ألف موظف عراقي من أصل إيراني قام الحرس الثوري الإيراني بتمويلهم وتجهيزهم عقب اجتياح العراق في 2003م، ليشغلوا مناصب حساسة في أجهزة الأمن والجيش والمؤسسات العامة تحت إمرة المالكي ولعبوا أدواراً كبيرة في تصفية علماء العراق والمشايخ وأساتذة الجامعات بالتعاون مع القوات الأميركية والموساد والحرس الثوري، وغالباً ما أخذت تلك الاغتيالات طابعاً طائفياً. أولبرايت كشفت المخطط: تدمير العقول أهم من ضرب القنابل وعلى الرغم من اتساع رقعة الاغتيالات على الأرض العراقية لم نسمع يوماً قد اتخذ رئيس وزراء حكومة عراقية خطوة ضد الميليشيات وانتهاكاتها، رغم فظائعها ضد العراقيين في القتل والاختطاف والتي وثقتها المنظمات العالمية لحقوق الإنسان، بل على العكس من ذلك، فقد سهلوا وغطوا على انتهاكات ميليشيات الموت الطائفية والتي زادت أثناء تولي إبراهيم الجعفري رئاسة الوزراء عام 2005م، حيث بلغ عدد المعتقلين من العلماء والأطباء والمهندسين في ذلك الوقت 28 ألفاً. واستمرت جرائم الميليشيات الطائفية في اتساعها على الأرض العراقية وازدهرت في عهد عادل عبدالمهدي رغم قصر مدته. لم يكن لدى الولاياتالمتحدة أجهزة أمنية عراقية خارج التنظيمات الطائفية، بينما امتلكت إيران مشروع تصدير الثورة الخمينية من خلال ميليشياتها المدربة على أساليب القتل والترويع تنفيذاً لنظرية «حرب أبناء جيش الحسين ضد أبناء جيش يزيد»، والمدعومة من رئيس وزراء العراق الأسبق نوري المالكي خدمة للمشروع الطائفي الإيراني، وتبعه الآخرون إلى أن تم إنجاز الهيمنة الإيرانية المطلقة على العراق في العام 2017م. المستهدفون بالاغتيالات التقت الأهداف الأميركية والإسرائيلية والإيرانية في استهداف العلماء العراقيين وذلك تحقيقاً لمجموعة من الأهداف، ومن أهمها محاولة منع العراق بعد سقوط النظام السابق من إعادة بناء قدراته في مجال الأسلحة الكيميائية والعسكرية، ثم منع وصول هؤلاء العلماء إلى دول عربية أو إسلامية للاستفادة من خبراتهم، كذلك الإصرار على معرفة المصادر التي استمد منها هؤلاء العلماء خبراتهم لتجفيفها، وإخافة نظرائهم العرب من التفكير أو الاقتراب من هذه المجالات التي ترى الولاياتالمتحدة أنها محظورة عليهم. وتبين من خلال الإحصائيات المتعددة أن الاغتيالات ليست عشوائية، بل موجهة إلى حاملي الشهادات العليا، وأكثرهم من حملة الدكتوراه في مجال الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والهندسة والزراعة والصحة والعلوم الإنسانية، وذلك لتدمير بناء الإنسان العراقي حتى يبقى تحت رحمة الاحتلال والميليشيات الطائفية. وجاء تصريح للدكتور زياد عبدالرزاق وزير التعليم العراقي الأسبق: «إن 15500 عالم وباحث وأستاذ جامعي عراقي فصلوا من أعمالهم في سياق الحملة الأميركية الإسرائيلية التي استهدفتهم»، وذكرت رابطة التدريسيين العراقيين في بغداد أنه تم قتل ثلاثة أرباع العلماء بالعراق، و62 ٪ منهم يحملون شهادات الدكتوراه. وجاء في إحصائيات الأممالمتحدة أن 84 ٪ من مؤسسات التعليم العالي قد حرقت أو نهبت أو دمرت. واللافت أنه لم تذكر وزارة الداخلية العراقية من العام 2003م لغاية الآن أي نتائج للتحقيقات التي وجهت ضد المتهمين في عمليات الاغتيال. وما صدر عن الداخلية العراقية يقول إن جماعات مسلحة مجهولة استهدفت الأكاديميين والباحثين، دون الكشف عن هوية القاتل. غداً * جرائم ملالي طهران وأدواتهم الطائفية التنفيذية التي تستهدف الناشطين والإعلاميين في التظاهرات * استكمال مشروع اللا دولة في العراق بول بريمر.. بداية النهاية لعقول العراق نوري المالكي.. دور كبير في عمليات اغتيال علماء العراق العالم جليل الخفاجي اغتيل بعد كشفه طبيعة الغاز الذي تقمع به ميليشيات إيران وحكومة بغداد المتظاهرين السلميين