وطن لا تراث له لن يكون له حاضر ولا مستقبل والارض التي لا تربطها علاقة بالتاريخ لن يكون لها هوية هكذا هي المعادلة باختصار فمن لا ماضي له فطبيعي الا يكون له حاضر. وبلادي توأم المجد رضعت من ثدي التاريخ حتى امتدت قامتها ولامست عنان السماء، ولبلادي هوية حددها ورسم ملامحها اسلافنا، الذين بنوا امجادها واقاموا اركانها وثبتوا دعائمها وبدت كالشمس بين البلدان بوجه وضاح مشرق جميل ناصع البياض، يكاد ضوؤه أن ينير العالم لشدة الوهج وكثافته. (بلادي هي المملكة العربية السعودية) أرض تضرب جذورها في أعماق الاصالة والتاريخ الانساني، كتبت سيرة ولادتها بحبر من ذهب ونقشت اسمها في ذاكرة الزمن ووقفت بشموخ وعزة تتشح ببياض القيم الكريمة.. وتسجد لله حامدة شاكرة مسبحة وأبنائها يصلون. وبلادي تحتفل بتظاهرتها التاسعة عشرة الثقافية الشاملة، التي انطلقت للوهلة الاولى عام 1405ه وبالتحديد في الثاني من شهر رجب حاملة اسم (المهرجان الوطني الاول للتراث والثقافة) والذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله -، بعد ان بارك الفكرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، بعد ان بارك الفكرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني هذه التظاهرة الشعبية الثقافية الجماهيرية الواسعة التي كانت في البداية لا تتجاوز سباق الهجن السنوي اصبحت ولله الحمد وبتوفيق الله ثم بدعم ولاة الامر مهرجانا وطنيا للتراث والثقافة ومناسبة تاريخية ومؤشر عميق الدلالة على حرص ولاة الامر على الاهتمام بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة، كما انه يعتبر مناسبة وطنية تجمع بين الماضي العريق بأصالته وعمقه والحاضر الزاهر بمعطياته العصرية والحاضرية.. ولو بحثنا في اهم الاهداف التي من اجلها تم اعتماد هذا النشاط السنوي الوطني التراثي الثقافي لوجدنا ان الهدف هو التأكيد على هويتنا الاسلامية الأصيلة ونقل صورة عن أرضنا وأسلافنا وقيمنا للاجيال القادمة لتبقى الصورة راسخة في اذهان ابناء الوطن، الصورة المشرفة المشرقة التي حافظت عليها بلادنا ممثلة في قيادتنا الحكيمة في الابقاء عليها وعلى ثوابتها الراسخة وعبق ماضيها الاصيل. ويجسد هذا المهرجان الوطني الكبير التراث السعودي والثقافة السعودية والحفاظ على معالم بيئتنا السعودية وذلك من خلال انشاء (قرية تراثية تساهم فيها كل أجزاء هذا الوطن المترامي الاطراف بالحضور، لتأكيد الهوية واثبات الأصالة) وقد تجاوزت هذه التظاهرة الرائعة حدود الاقليمية وذهبت الى ما هو ابعد وذلك من خلال النشاطات والفعاليات المقامة منذ انطلاقة الأمسيات الشعرية والمشاركات الادبية والمعروضات الشخصية، كالمقتنيات والابتكارات في مختلف المجالات وبمساهمة من الجميع (الدوائر الحكومية) و(الأفراد)، كما انه يعتبر من اهم الملتقيات الفكرية وذلك على المستوى العالمي، حيث يتم استقطاب رموز الادب والفكر والثقافة على مستوى العالم للحضور والمساهمة والاطلاع على أدق التفاصيل الثقافية والإبداعية والإنسانية في المملكة. هذا العام هو المهرجان التاسع عشر وهو بلاشك سيكون الافضل لاننا نلاحظ التطور والتقدم في العرض والأداء من عام لآخر بلادي هي المملكة العربية السعودية التي تستند على مخزون تراثي أصيل وعظيم وتاريخ إنساني مليء بصور الصمود والاصرار والتحدي ليس لي الا ان افخر ببلادي وأبناء بلادي وأبارك للجميع هذاالحرص على تأكيد الهوية. [email protected]