الحمد لله على ما قدّر والحمد لله ما دبّر والحمد لله على ما كتب.. والحمد لله على كل حال.. والصلاة والسلام على خير الأنام رسول السلام نبينا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه الكرام.. ها قد جاء ملك الموت بأمر الله وأخذ من بيننا عزيزاً غالياً عليّ وعلى أهله وعلى كل من عرفه.. لقد غيّب الموت آخر أعمامي السبعة الذين أراد الله لهم مغادرة هذه الدنيا الفانية إلى الدار الآخرة الباقية بعد أن شاء الله لوالدي أن يسبق بعضهم.. رحمهم الله جميعاً. كانوا أجنحتي التي أحلق بها في هذه الدنيا.. ولما أراد الله أن يغيب الموت عمي محموداً أصغرهم عمراً فقدت آخر جناحين.. كان عمي محمود غالياً على نفسي وأقربهم إليها فكراً وعمراً.. ها هو رحل وتركني بلا أجنحة بعد أن كنت محلقاً متباهياً به ومتدثراً بحسِّه وأنفاسه. شاء الله لعمي أن يغادر هذه الحياة الغاشمة التي لا تعرف كيف تختار عندما تأخذ ولا تعرف كيف تختار عندما تعطي وكأنها عمياء لا ترى صماء لا تسمع بكماء لا تتكلم. لقد رحل عمي «أبو جمال» وتركني أغالب أحزاني وأتماسك من الألم الذي يعتصر قلبي ويطبق على صدري.. من أين آتي بالكلام وكل كلام البشر لا يفي.. إنني لا أرثي ولكنني أبكي.. هكذا الدنيا نزول وارتحال ومصير المرء فيها للزوال كل إنسان عليها هالك كتب الموت علينا يا «جمال» رحم الله الذي كان له في قلبي المحزون حبٌّ وظلال فعزائي مع دعائي راجياً لذوي «محمود» صبراً واحتمال عليك يا عمي رحمة الله وعلى والديك وإخوتك وأخواتك وأعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك وعلى كل من أحبك. ودعائي إلى الله الكريم أن يعوضنا عن فقدك بما كنت تحب وترجو.. وأن يحفظ أبناءك وذويك.. مع خالص عزائي بعد أن أقدمه إلى نفسي أقدمه إلى زوجتك الفاضلة جوهرة «أم جمال» وإلى أبنائك أبناء عمي الأعزاء الدكتور جمال والمهندس بكر والأستاذ إيهاب والمهندس مجدي والأستاذ نائل وإلى ابنتك الفاضلة السيدة سميرة «أم خليل» وعزائي الخاص لشقيقتك العزيزة على قلبك عمتي الغالية آمنة «أم روحي» كما أشمل بعزائي عموم آل الطيّب وحمولتهم داعيا للفقيد بالرحمة وأن يتغمده الله بواسع رضوانه وأن يسكنه فسيح جنته {انا لله وانا اليه راجعون} {وّسّلامِ عّلّى المٍرًسّلٌينّ ، وّالًحّمًدٍ لٌلَّهٌ رّبٌَ العّالّمٌينّ}.