جاءت نهاية حملة ملاحقة صدام حسين بنبأ سار للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش على صعد عديدة. ويأمل الجيش الأمريكي أن يؤدي القبض على صدام إلى تثبيط همم الموالين للزعيم المخلوع المسئولين عن الهجمات الدامية على القوات الأمريكية وقوات التحالف منذ سقوط بغداد. كما أن هذا التطور سيساعد البيت الأبيض في إسكات المنتقدين الديمقراطيين الذين ظلوا يحملون على بوش لفشله في اعتقال صدام وسيساعد في إقناع الرأي العام الذي تزايدت شكوكه في احتلال العراق وزيادة عدد القتلى من الجنود الأمريكيين. ومع ذلك لم يسع بوش على الفور إلى استثمار الحدث سياسيا. وبدلا من أن يعلن بوش النبأ من البيت الأبيض استجاب للسلطات الأمريكية في العراق وقادة التحالف الآخرين وانتظر ساعات قبل أن يتحدث عنه على الملأ. وقال بوش إن القبض على صدام «مهم» لجهود الولاياتالمتحدة في إرساء الديمقراطية في العراق لكنه حذر بنبرة متحفظة من مزيد من العنف. وقال بوش إن «القبض على صدام حسين لا يعني نهاية العنف في العراق. وقاد هاورد دين أكبر منافس ديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية أمام بوش العام المقبل حملة انتقادات لسياسات بوش في العراق، ومع دعوته إلى مزيد من التدويل لجهود حفظ السلام هنأ بوش على الانجاز». وقال دين في تصريحات إذاعية «إنه يوم عظيم للعراقيين ويوم عظيم للأمريكيين ويوم عظيم للادارة. أعتقد أن الرئيس بوش جدير بيوم يحتفل به». وقال ريتشارد جيفارد وهو منافس آخر محتمل إنه ما زال هناك طريق طويل قبل أن توصف المهمة الجارية في العراق بأنها ناجحة. وأضاف في تصريح لشبكة «سي إن إن» «الآن يبدأ الجزءالباقي من المهمة الشاقة». وقد سجلت شعبية بوش كما ظهرت في استطلاعات الرأي تراجعا عن مستوياتها بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر عام 2001 لكن من المحتمل أن يؤدي اعتقال صدام إلى ارتفاع شديد في شعبيته. أما وقد بات مصير صدام واضحا أمام العراقيين فإن من الممكن أن يساعد هذا الادارة الأمريكية في كسب المزيد من التأييد بين العراقيين للانتقال السياسي إلى تقرير المصير بما في ذلك وضع دستور وإجراء انتخابات. حينما أعلن نبأ الاعتقال انتفض الصحفيون العراقيون واقفين بهجة وسرورا في قاعة المؤتمرات الصحفية في بغداد. وفي الشوارع تقاذف العراقيون بقطع الحلوى ورقصوا وأطلقوا النار في الهواء في مشهد نادر يصور التحمس للعمليات التي يقوم بها الجيش الأمريكي. وعلى الصعيد الدبلوماسي هنأ معارضو الحرب في الساحة الدولية بوش على اعتقال صدام. وقال المستشار الالماني جيرهارد شرودر إنه «لما يبعث على السرور» أن أعلم باعتقال صدام وأعرب عن تفاؤله بأن ذلك سيساعد في عملية إعادة الاعمار.