دعا الاتحاد الاوروبي الى محاكمة عادلة للرئيس العراقي السابق، فيما قللت روسيا من اهمية اعتقال صدام معتبرة ان القرار في شأنه يعود الى العراقيين ورأت ان الخطوة ذات دلالة رمزية ولا تؤثر كثيرا في الاوضاع. ودعت المفوضية الأوروبية الى ضرورة تمكين الرئيس العراقي السابق صدام حسين من محاكمة عادلة وفق القانون الدولي0 وقال المتحدث باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي ديغو اوخيدا ان الأمر المهم هو اعتقال صدام بالدرجة الأولى وبالدرجة الثانية تنظيم محاكمة وفق القوانين المتعارف عليها. وقال البيان الذي نشر في بروكسيل ان اي محاكمة لصدام يجب ان تتم وفق القانون الدولي وبشكل عادل0 وفي موسكو، اكد نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف انه يحق للشعب العراقي وحده ان يقرر مصير صدام حسين، وقلل من اهمية اعتقاله. وقال فيدوتوف في تصريح اوردته وكالة الانباء انترفاكس "ان محاكمة نظام مخلوع ومحاكمة قادته، مسألة داخلية تخص الشعب العراقي. يحق للشعب العراقي وحده تقرير مصير قادته السابقين". واضاف "يجب بغية ذلك ان يستعيد العراق سيادته وان تبدأ مؤسسات عراقية مستقلة تتمتع بالسيادة بالعمل". واعتبر ان النظام سقط "منذ وقت طويل والقاء القبض على هذا المسؤول السابق او ذاك انما يحمل طابعا رمزيا". وتابع قائلا "نأمل ان يؤدي القاء القبض على صدام حسين الى استقرار الوضع في البلاد". واعتبرت الصحف الروسية ان اعتقال الرئيس العراقي السابق يشكل عملية علاقات عامة بالنسبة للرئيس الاميركي جورج بوش، غير انه لن يؤدي الى تراجع المقاومة العراقية. وفي لندن، حذر جيريمي غرينستوك الممثل الخاص لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس، من تصاعد العنف على المدى القصير على رغم القبض على صدام حسين. الا انه قال انه بمرور الوقت ومع ادراك العراقيين انه بالقبض على صدام "باستطاعتهم طي تلك الصفحة والتحرك الى الامام" فمن المتوقع ان تخف حدة العنف. وصرح غرينستوك لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي "اعتقد ان العنف سيتواصل ... واعتقد انه يوجد اشخاص ما زالوا يرغبون في اظهار استيائهم لما حدث ... ولذلك يجب ان نكون حذرين جدا وننتبه لانفسنا". وقال غرينستوك انه يتفق مع الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر بانه من المحتمل ان تزداد المتاعب في وقت قريب. وفي سنغافورة، رحب المؤيدون والمعارضون لشن الحرب على العراق بالقبض على صدام حسين لكن مع استيعاب النبأ بدأ التركيز يتحول الى ما يمكن ان يحدث بعد ذلك، وتطلعت دول عدة الى انهاء سريع للاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وارتفعت اسعار الاسهم في اوروبا وآسيا وزادت اسعار الدولار وهبطت اسعار الذهب والسندات والنفط أمس، مع احتفال الاسواق بالقبض على صدام، لكن يعتقد ان اي مكاسب ستكون قصيرة الأمد مع قلق المستثمرين في شأن الامن العالمي وعجز الحساب الجاري الاميركي. ونشرت الصحف في مختلف ارجاء العالم صور صدام الذي قبض عليه في حفرة تحت الارض مساء السبت من دون اطلاق رصاصة واحدة. واعربت اندونيسيا اكبر الدول الاسلامية لجهة عدد السكان والصين والهند وبنغلادش وتايلاند عن آمال مماثلة. وقال مارتي ناتاليجاوا المتحدث باسم وزارة الخارجية الاندونيسية لوكالة "رويترز" "نأمل ان يساعد القبض عليه في عملية المصالحة والاسراع بالانتقال نحو حكم ديموقراطي في العراق حيث تعاد السيادة الى الشعب العراقي". وهنأ رئيس أوكرانيا ليونيد كوشما الولاياتالمتحدة على احتجاز الرئيس العراقي المخلوع، وذكر الرئيس الاميركي جورج بوش برغبة أوكرانيا في الاشتراك في الجهود المبذولة من أجل إعادة تعمير العراق. جاء ذلك في برقية مفتوحة بعث بها كوشما إلى بوش. وفي كيب تاون، أعرب الاسقف السابق ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام عن أمله في أن تحترم كافة الاطراف المعنية باعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين القانون الدولي وتقبل مبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانته. وفي وارسو وصف الرئيس البولندي ألكسندر كفاشنيفسكي اعتقال صدام حسين بأنه إنجاز مهم في مرحلة الاستقرار في عراق ما بعد الحرب .لكنه حذر من أن هذا ربما يفجر موجة جديدة من هجمات العنف من جانب الموالين لصدام المحبطين. وحض رئيس الوزراء التايلاندي ثاكسين شيناواترا السلطات في العراق على إجراء محاكمة عادلة للرئيس العراقي السابق. وقال إن اعتقال صدام سيبدد مخاوف الكثير من العراقيين الذين كانوا يخشون من احتمال عودة الرئيس العراقي السابق إلى مقاليد السلطة. وصرح متحدث باسم الحكومة اليابانية بأن طوكيو ما زالت حذرة إزاء الوضع الامني في العراق عشية إرسال 600 جندي إلى البلاد. وقال رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد أنه يفضل أن يشهد محاكمة صدام في العراق بدلاً من إجراء محاكمة دولية له. وقال رئيس الوزراء الماليزي عبدالله أحمد بدوي أيضاً إن شعب العراق يتعين إعطاؤه الضوء الاخضر لتحديد طريقة وإجراءات محاكمة صدام. وطالب عبدالله الولاياتالمتحدة بأن تمنح الرئيس العراقي السابق محاكمة عادلة مضيفاً أن عودة الوضع إلى طبيعته في العراق ودعم المصالحة يجب الآن أن تكون لهما الاولوية. وأعربت الصين عن أملها في أن يتولى العراقيون السلطة الآن. وحيا مجمل الصحف الفرنسية اعتقال الرئيس العراقي السابق، غير انها عبرت كلها عن الشكوك ذاتها في ما يتعلق بتطور الوضع في العراق والدور الذي يمكن لاوروبا ان تلعبه فيه. وأجمعت الصحف الالمانية على الترحيب بالقبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين لكن الكثير منها اشار الى ان الطريق لا يزال طويلاً لإحلال الاستقرار في العراق. واعربت الصحافة البريطانية عن ارتياحها لإلقاء القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين لكنها حذرت من ان الطريق لا تزال طويلة امام قوات التحالف في العراق.