قال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان وهو لم يتخلص بعد من ضغوط تعرض مكاتب المنظمة الدولية في العراق لهجمات: ان الموظفين الدوليين سيعملون من قبرص ولن يعودوا إلى العراق الا اذا كان دور الاممالمتحدة في المستقبل يستحق المخاطر الامنية التي يكتنفها، وعلى الرغم من الضغوط حتى تعيد الاممالمتحدة كبار موظفيها إلى العراق، قال عنان ان الموظفين الاجانب سيتوجهون إلى بغداد في زيارات خاصة انطلاقا من العاصمة القبرصيةنيقوسيا او من مكتب اصغر في العاصمة الاردنية عمان وذلك وفق ما جاء في تقرير هام معد لمجلس الامن أذيع أمس الاربعاء وحصلت رويترزعلى نسخة منه، وقال عنان في تقريره «لا يمكنني ان اعرض للخطر سلامة موظفينا الدوليين والمحليين» ووضع عنان تقريره الذي جاء في 26 صفحة وهو لم ينس بعد الهجوم الذي تعرض له مقر الاممالمتحدة في بغداد في19 من اغسطس آب وقتل فيه 22 منهم مبعوثه الخاص سيرجيو فييرا دي ميلو، وسحب عنان الموظفين الاجانب من العاصمة العراقية في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني، واعلن عنان تعيين النيوزيلندي روس ماونتين وهو مسؤول رفيع في مجال الشؤون الإنسانية مديرا لفريق الاممالمتحدة المعروف باسم بعثة الاممالمتحدة لمساعدة العراق وذلك إلى حين اختيار خليفة لفييرا دي ميلو.ويعمل ماونتين حاليا رئيسا لمكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف وسيعمل نائبا للممثل الخاص للعراق بعد ان يعين عنان العام القادم رئيسا جديدا للبعثة.وكان تقرير عنان إلى مجلس الامن الذي يضم 15دولة اول تحليل شامل للوضع في العراق منذ يوليو تموز وطرح العديد من التساؤلات.وقال الامين العام للامم المتحدة انه بحاجة لان يسأل نفسه خلال الاشهرالقادمة ما اذا كان أي دور محدد للامم المتحدة «يتناسب مع المخاطر التي يطلب منا مواجهتها وما اذا كانت العملية السياسية شاملة تماما وتتسم بالشفافية وما اذا كانت المهام الانسانية ذات الصلة هي حقا لإنقاذ الارواح». وفي نفس الوقت قال عنان انه يدرك ان الاممالمتحدة ستكون الواجهةالسياسية للمجتمع الدولي بعد ان يسلم المحتل بقيادة الولاياتالمتحدة السلطة لحكومة وطنية عراقية كما هو مقرر في يونيو حزيران.وعرض عنان خبرات الاممالمتحدة في تنظيم الانتخابات وصياغة الدستور وتشكيل اجهزة للدفاع عن حقوق الإنسان ومواصلة تقديم المساعدات الإنسانية. وصرح عنان بانه خلال الفترة الانتقالية في العراق سيكون من المفيد ان تكون سلطة الاحتلال التي تقودها الولاياتالمتحدة والزعماء العراقيون واضحين فيما يمكن ان تسهم به المنظمة الدولية.