للشعر دواع وبواعث، ولمحات وومضات، له من الخيال روعته، ومن الجمال بدعته، هو ذوب العاطفة ولهيب الشعور، ونبض القلب ووقدة الضمير، تلمس فيه سحر البيان كما تلمس صدق الايمان، وطابة دار الايمان وسيدة البلدان ومهبط القرآن، كما قال أخي في الله الاستاذ محمد سعيد دفتردار، رداً على قصيدتي: يا أهل طيبة أنتم الأحباب وغرامكم للعاشقين شراب بقصيدة عصماء تفيض بالمحبة، وتنضح بروح طيبة مطلعها: للعاشقين مسالك وشعاب ولكل صاد مورد وشراب وها أنا ذا أجيبه على قصيدته، مغترفا من بحر معانيه، وسمو محبته: مل قلبي الغرم الا هواه ومنى الروح أن تنال رضاه حبها في القلوب أضحى «حديثا» وصحيح «الاسناد» عني رواه ما لقلبى كلما عاودته ذكريات الأحباب ثار جواه وفؤادي كلما عللوه بلقاء «الخضراء» رف هواه أي سحر أحلى لعينك منه أي حسن يشع من مغناه! كلما لاحت «العرائس» ذبنا ومن الشوق ما يهيج لظاه انها «طيبة» مراح فؤادى كم تغنى العشاق فيها وتاهوا سيدوا باللقاء والقرب منها و«سعيد» محبها الأواه ليتني قد قضيت عمري فيها ليتني لا أفارقن رباه تربها ينعش الفؤاد ويشفي كل حب مجرح مقلتاه كم حلا لي المقام في روض «طه» وشربت النعيم ما أحلاه!! يا أهيل الغرام رفقاً بقلبي عللوني بنفحة من شذاه هي أندى على الفؤاد وأشهى من شذا الورد جال فد نداه في «قباء» بئر النبي وفيها «مسجد» أسس الحبيب بناه وعذول قد لج في العذل حتى قد كوى القلب عذله وبراه دع ملامي ولا تعنف محبا زاد شوقا إلى رياض رباه متع الطرف في محاسن طه هو نور الوجود ما أبهاه! عللوني بلحظة من وصال شاقني يا «سعيد» وهج ضياه واسقياني من الكؤوس دهاقا طالما قد ثملت في ذكراه أنا لولاه ما تغنيت بالحب وفاضت قيثارتي لولاه.. في فؤادي اللهيف نار تلظى والحنين المشبوب بعض أساه فاعذر العاشق المولّه فيه فالسعيد السعيد من يهواه ضياء الدين الصابوني/معهد العاصمة النموذجي