ما حصل بالرياض من تفجير لمجمع المحيا ما هو إلا عمل إرهابي وإجرامي آثم أقدم عليه من تخلى عن تعاليم الدين ومرق وضل، حيث إن الإسلام حرّم قتل النفس فقال سبحان: {وّلا تّقًتٍلٍوا النَّفًسّ الّتٌي حّرَّمّ اللّهٍ إلاَّ بٌالًحّقٌَ}وقال: {وّلا تّعًتّدٍوا إنَّ اللّهّ لا يٍحٌبٍَ المٍعًتّدٌينّ}. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»، وقال: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة».. كيف يحصل هذا الجرم في هذا البلد الطيّب محط أنظار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي، البلد الذي أقامت دولته أعزّها الله حدود الله، البلد الذي أرسيت دعائمه على العقيدة الصافية فلا أضرحة ولا قبور يطاف عليها، بلد يؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر عبر جهاز مختص، بلد رفعت فيه راية العلم الشرعي وغيره من العلوم النافعة التي لا تتعارض مع تعاليم الدين، بلد اهتم بالمسلمين في كل مكان، بلد اهتم بالحرمين الشريفين وأولاهما جل اهتمامه، بلد استقبل الحجيج ويسّر أمورهم في جميع المشاعر وطرقها فجعل له وزارة مختصة بذلك، بلد يطبع فيه المصحف الشريف في مطبعة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله وجزاه خير الجزاء وبارك في ماله وأمد في عمره آمين ويوزع على المسلمين في أصقاع المعمورة..وإن لنا عدة وقفات مع الحدث: أولاً: استنكار ما حصل من تفجير وترويع للآمنين. ثانياً: إن الإسلام بريء من هذا الجرم. ثالثاً: حيث فهمنا بأن الإسلام حرّم هذا الفعل المشين فلا ننظر إلى المتديّن بانه يؤيد ما حصل أو انه إرهابي كما يزعمه بعض من قلّ فهمه وعلمه. رابعاً: أن نأخذ تعاليم الدين من مصادره الصافية من العلماء الربانيين كهيئة كبار العلماء وغيرهم من العلماء وطلبة العلم المشهود لهم بالعلم الشرعي والعقيدة السليمة. خامساً: ألا نفتح أسماعنا لأبواق الضلال ممن يريدون زرع الفتنة وإشعالها وتفريق الكلمة عبر القنوات الفضائية المعادية لهذا البلد وغيرها. سادساً: ان نرجع إلى ربنا ونتوب إليه ونقلع عن الذنوب والمعاصي فتقوى الله هي المخرج من الأزمات {وّمّن يّتَّقٌ اللَّهّ يّجًعّل لَّهٍ مّخًرّجْا} . والذنوب والمعاصي هي السبب في زوال النعم وحلول النقم. سابعاً: أن نتعاون على البر والتقوى وذلك بأن نضع أيدينا بأيدي رجال الأمن ونساعدهم في كشف الجريمة والإبلاغ عن المفسدين والمجرمين قبل أن يجرموا. ثامناً: أن نشكر الدولة الرشيدة العادلة - حفظها الله - على حرصها الدؤوب على الحفاظ على أمن الجميع وعلى مكافحة الجريمة وعلى وقوفهم مع أهالي الضحايا والمصابين والمعتدى عليهم والشكر موصول لرجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية - حفظه الله ورعاه وجعله موفقاً أينما كان - الذي قام بزيارات للمصابين يطمئن عليهم ويواسيهم جزاه الله خير الجزاء. تاسعاً: ان نلجأ إلى الله وندعوه بأن يرد كيد الكائدين في نحورهم ويحفظ على البلاد والعباد أمنها وإيمانها ووحدة كلمتها وأن يخمد نار الفتنة. عاشراً: إن الأمن نعمة من الله علينا كبيرة يجب علينا الشكر للمنعم والحفاظ على بقاء الأمن وذلك بلزوم طاعة الله ورسوله وأولي الأمر.. امتثالاً لقوله تعالى {يّا أّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا أّطٌيعٍوا اللَّهّ وّأّطٌيعٍوا الرَّسٍولّ وّأٍوًلٌي الأّمًرٌ مٌنكٍمً} . وفي الختام أسأل الله سبحانه أن يحفظ على هذا البلد أمنه وإيمانه واستقراره ورخاءه وسائر بلاد المسلمين وأن يهدي ضال المسلمين وأن يخمد نار الفتن وأن يريد كيد الكائدين في نحورهم وان يكشف سترهم ويمكِّن رجال الأمن منهم. قاضي محكمة ضرية إبراهيم بن عبدالله المطرودي