وأنا أقرأ القصيدتين المنشورتين بجوار هذه الكلمة عادت بي الذاكرة الى ما قبل عقدين من الزمان وأنا في بداياتي الصحفية أبحث عن جديد الشعراء ولم يكن البحث مضنياً كاليوم فالجودة متوفرة والاجتماعيات قائمة بين الشعراء فهم إما في مجلس الأمير خالد بن يزيد أو الأمير سعود بن بندر - رحمه الله - أو غيرهما من الأمراء المهتمين بالشعر او حتى بعض الشعراء من غير الأمراء أمثال عبدالرحمن العطاوي وحمد الأسعدي.. وغازي بن دغيم.. وغيرهم ممن لا تخلو مجالسهم كل ليلة من الشعر وأهله حتى ان الزملاء في الخليج يحضرون هذه المجالس ليظفروا بجديد كبار الشعراء في المملكة. وكان الشعر مزدهراً من حيث الكيف لأن المجالس هي المحك للشاعر.. ولأن المجاملة لم تستشر بين الصحفيين الشعبيين فالكل كان يبحث عن الأفضل لخدمة الشعر لا لخدمة الشعراء، كما يفعل الكثيرون اليوم واكاد أجزم ان آخر ازدهار للشعر الرائع كان بين عامي 1400ه و1412ه وما بعد ذلك كثر فيه الغث وقل السمين. فاصلة «ما قلته عن الشعر آنفاً يشمل حتى شعر الرد الذي انحدر منذ وفاة الشاعر المميز مطلق الثبيتي واعتزال الشاعر مشليويح المطيري وعزوف الشاعرين الكبيرين أحمد الناصر الشايع وصياف الحربي عن الاستمرار في ميدانه.. وبقي قلة من الكبار اضطروا الى مسايرة الركب لممارسة الهواية. فاصلة أخرى «ما زاد عن حده انقلب الى ضده!!» آخر الكلام للشاعر مرشد البذال رحمه الله: ليت المحبة ما تغيّر سيرها وإن الهوى يحجب عن النذل والديش ونفتك من ناسٍ خطاهم دمرها صاروا بها غزوٍ مديدٍ حواشيش