شعر المراسلات من أغراض الشعر الشعبي المعروفة منذ القدم منذ عهد المخطوطات المحفوظة قبل عهد إصدارات الدواوين الشعبية ومن شعرائها ابن ربيعة، وابن لعبون، ومحسن الهزاني والقاضي وغيرهم من الأجيال اللاحقة بهم مثل مرشد البذال وعبد الله بن عون وعبد الرحمن العطاوي على سبيل المثال وليس الحصر، ومن الشعراء المتمكنين الشاعر الكبير ماجد الشاوي الذي كتب مقدمة ديوانه الرائع مهندس الكلمة الأمير الشاعر الكبير بدر بن عبد المحسن، وماجد الشاوي صاحب تجربة متبلورة تماماً تأسرك تداعياته وأخيلته وصوره ورموزه في القصيدة لما يتمتع به من إحساس عال وثقافة غزيرة تمكنه من توظيف مخزونه اللغوي بدقة بارعة، وهو من أجمل الأسماء - من منظور نقدي - في سماء القصيدة الشعبية على الإطلاق وعلى الصعيد الشخصي لا تملك إلا أن تحترمه لكل الأسباب المقنعة مجتمعة، قبل سنوات طويلة -باستفزاز محب - طرحتُ في إحدى المساحات الإعلامية آنذاك أن ماجد لديه قصائد جديدة لكنها ليست بمستوى روائعه القديمة، لهذا لا ينشرها فجاءني رده مدوياً بالشعر في قصيدة أقتطف منها: يشهد علي القلم ما عاد عندي جديد ياكود ذكرى قديمه باهتٍ لونها في غيبة الملهمه مانيب ويا القصيد مدفون في عالم النسيان لعيونها إمنول أسري بغبات الغداري وحيد مالز دلو الذباذب باللزا دونها وأسوق لعيونها جاه الخواطر مسيد وليا حكوا خفت بالطاري يجيبونها واليوم تلعب بي المايه على ما تريد وأنا حياة البحر ما أجيد قانونها قولوا لعبد العزيز المتعب العلم أكيد ماهي علومٍ على الهقوه يردونها وكانت القصيدة في مثل هذه الأيام من كل عام (آخر أيام المربعانية قبل دخول الشبط) من عام 1412ه تقريباً واقتطف من ردي على الشاعر الكبير ماجد الشاوي - بعد أن غضب علي حمر ناظر أبو غاده الغالي: أحيّه.. من لفحتك يالشبط عقب الجليد هزّت غصون المشاعر وأعطبت كونها يا ماجد أعرفك تاجر لك عظيم الرصيد قصايدٍ مع رفاع الذوق يروونها أما الخوافي جرحت إبها فواد العضيد ليلى تحب الملوَّح رغم مقرونها اصبر ومثلك على الشدات صبره حميد يا ماجدٍ ما أخلفته الناس بضنونها أخذ العبر من عمر (1) وأخذ العبر من يزيد (2) ذلَّوا.. لريمٍ تخيف الشره في نونها مافي يدي فزعةٍ لك يا ملاذ الشريد ناسٍ بحبس الهوى لا ترتجي عونها إلى أن قلت: وصراحتي لا أثمرت يا صاح باطيب صعيد وأرض الصباخي تخيب اللي يسقّونها (1)، (2): عمر بن أبي ربيعة ويزيد بن معاوية. [email protected]