توجه ثلاثة من كبار المسؤولين في حركة فتح التي يترأسها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى الولاياتالمتحدة لاستكشاف آفاق عقد هدنة مع اسرائيل بضمانات أمريكية، فيما ظلت المواقف الاسرائيلية على حالها من جهة الاعتداءات اليومية على الفلسطينيين الذين ردوا أمس على جرائم الاحتلال الأخيرة بقتل جندي اسرائيلي. وفي ذات الوقت تم الاعلان عن نشر قوات الاحتياط الاسرائيلية في الضفة وغزة تحسبا لزيادة العمليات التي تستهدف الاسرائيليين. فقد أعلنت كتائب شهداء الأقصى مسئوليتها عن مقتل جندى اسرائيلي واصابة اثنين آخرين بجروح عندما أطلق قناص تابع لها النار على جنود اسرائيليين أثناء تمركزهم في مبنى بحي السلام في غزة. جاء ذلك في بيان عسكري صدر عن كتائب شهداء الأقصى أمس الأحد. وأكد البيان أن ذلك يأتي رداً على الجرائم التي ترتكبها القوات الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني في رفح. وكان آلاف الفلسطينيين قد شيعوا جثمان طارق أبو الحسين القائد المحلي في الجناح العسكري لحركة حماس الذي قتل في عملية توغل الجيش الاسرائيلي في مخيم رفح يوم السبت وقد توعدت حركة حماس بالانتقام لمقتله. من جانب آخر بدأت الدبابات الاسرائيلية في الانسحاب من مخيم رفح بقطاع غزة بعد عملية توغل استمرت ثلاثة أيام. هذا وقد ذكرت مصادر عسكرية ووسائل الاعلام الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي نشر أمس الاحد جنود احتياط في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد تهديدات بوقوع عمليات يعدها متشددون فلسطينيون على ما يبدو. وتحدثت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن استدعاء خمس كتائب من الاحتياط بأمر من وزير الدفاع شاوول موفاز لمنع حدوث عمليات انطلاقا من الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي: ان الكتائب الخمس تمت تعبئتها جزئيا لمدة ثلاثة أسابيع في اجراء طارىء من أجل السماح لجزء من جنودها بالتدرب. الى ذلك أعلن مصدر عسكري اسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي اعتقل ليل السبت الأحد، خمسة فلسطينيين يبحث عنهم بينهم ناشطان في حركة الجهاد الاسلامي وثالث في حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وعلى الصعيد السياسي توجه ثلاثة من كبار مسؤولي حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى الولاياتالمتحدةالأمريكية لإجراء محادثات بشأن التوصل الى هدنة مع اسرائيل في الأراضي المحتلة. وقال حاتم عبد القادر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ان أعضاء ديمقراطيين في الكونجرس دعوه هو وقدروة فارس وأحمد غنيم وهو مسؤول كبير في حركة فتح للقيام بأول زيارة لهم للولايات المتحدة منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية قبل ثلاث سنوات. وقد غادر هؤلاء المسؤولون في ساعة مبكرة من صباح أمس الاحد الى واشنطن لإجراء محادثات على مدى ثلاثة أيام لبحث امكانية الحصول على ضمانات أمريكية وراء اتفاق محتمل لوقف اطلاق النار لوقف أعمال العنف المحتدمة في الأراضي الفلسطينية. وقال عبد القادر: ان الوفد يعتزم عقد اجتماعات أيضا مع زعماء اليهود الامريكيين ومع ديفيد ساتيرفيلد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ودنيس روس المبعوث السابق للشرق الأوسط الذي يرأس معهد أبحاث يطلق عليه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. وقال عبد القادر: ان عرفات لا يعلم بهذه الزيارة ولكنه أضاف انه سيرحب بأي اجتماع من هذا القبيل. واقترح أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني وقفا لإطلاق النار، ورفضت اسرائيل هذا العرض وطالبت قريع بكبح جماع النشطين. وقال عبد القادر: ان أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني سيثيرون أيضا اعتراضاتهم على بناء اسرائيل لما تصفه بحاجز أمني واجه انتقادات دولية لتوغله في عمق أراضي الضفة الغربية. وأدان الفلسطينيون هذا السياج بوصفه «سور برلين» جديد في حين قالت اسرائيل انها بحاجة اليه لمنع الفلسطينيين الذين يعتزمون تفجير أنفسهم من الوصول الى أراضيها. وقال عبد القادر: ان المسؤولين سيحاولون أيضا معرفة رأي النواب الامريكيين في اتفاقية سلام رمزية تم التوصل اليها في الأسبوع الماضي بين يساريين اسرائيليين وساسة فلسطينيين كبار.