اكتب هذه الاسطر وانا ارجو من غيري ممن سخروا اقلامهم لإنارة طرق غيرنا في مسالك عدة، ارجوهم ان يميلوا باقلامهم قليلا ليحتووا هذه الفئة الموجودة بيننا، حيث علينا جميعاً ضم هؤلاء وتقريبهم ومحاولة تقديم الفرص المتنوعة امامهم بالاسلوب الذي يجعلهم يقدمون لهفة ورغبة، وعلينا ان نكون في ذلك جادين مبدعين محاولين ان يكون بإرادتنا وفكرنا طرح ما يمكّن لتلك الافراد ان يتلهفوا ويتسابقوا من أجله، وهنا سأحاول جاهدة ان اصوغ بعض المقترحات واحاور مع قلمي بعض الامور المتعلقة بهذا الشأن، ولعل هناك من حاول واستمر في هذا الطريق، ولعلنا جميعا نتمكن من تقديم صور ونماذج تكون مجدية لأطراف كثر.. كلنا يعرف هذه الفترة التي نعيشها في آخر عام دراسي، وربما الوضع الذي يتخذ لتسيير هذه الفترة يختلف معياره وطريقته ونتائجه من أسرة لاخرى، وقدتطرقت اقلام كثيرة لهذا الموضوع وبرز من خلالها كشف سلبيات وايجابيات هذه المرحلة.. وهنا وفي قلب هذه الكلمات سأتحدث عن الفترة التي تلي ايام الامتحانات.. ولا اخفي سراً فقد يكون السبب الرئيسي في هذه الخطوط هي الحالة السيكلوجية التي أمر بها أنا مع أسرتي حيث اني واحدة ممن لا يثقل عليهم العام الدراسي بشيء ومن ثم لا تتأزم توجهاتنا في مقابلة فترة الامتحان، بل هي مرحلة عادية جداً لا يحدث فيها اي ارتباك أو هائلات سوى بعض التركيز والاسترجاع.. بطريقة لا تختلف عن مجريات العام كله، فلا يوضع لها تلك الاحتياطات والاختلافات وربما يلحق ذلك ضغوطاً متوزعة على افراد الاسرة، دون ان يكون هناك مبرر.. ولكن لا اطيل عليكم هذه الناحية.. فربما ان للسلوكيات المتبعة داخل الأسر أثراً في المزاولة الصائبة لهذه الفترة، وهذا لا يتضح خلال ايام ولكنه يشمل عاماً كاملاً.. لذا فإن الفترة اللاحقة للامتحانات هي ما تعني لدي وهي ما يشغل خاطرنا ونسعى لها من سبيل.. لا اريد ولا غيري ان يتكرر النموذج الخاطىء للاعوام السابقة، ونرفض ان تتحول راحة اخر العام إلى واقع فوضوي وصورة جوفاء ويعتلي ذلك الاصرار والمكابرة في سلك هذا الطريق ورفض الخوض في تطلعات أفضل.. كم اتمنى ان اجد صوتاً ينظم الي مبحرا معي كي نتناول بشمولية واقعية الايام المقبلة نتناول ذلك مجتهدين في خلق اوضاع جديدة مرنة مشوقة تفتح مجالاً للتسابق في قبولها والتعرف عليها، وما دمنا في اوائل هذه الإجازة فإني سأسعى معكم جاهدة في استدراك هؤلاء بداية قبل ان تهم بهم وتأخذهم نزوة الراحة وتسحبهم فرحة هذه الايام الى اتخاذ واتباع المسالك التي نرفضها جميعنا.. ارجو ان يكون لدينا تلك النظرة العميقة الحانية الملامسة لثواني هؤلاء كي لا نجعلهم يتمتعون بها فتلحقها الساعات ثم تزداد وكل ذلك فيما تكون فيه المتعة واهية وقتية. اولاً: سأتناول هذه المراكز الصيفية حيث هي حديث الأسر والمجتمع هذه الفترة وهي كما نعلم لها قسمان اولهما يتبع لجهة حكومية والثاني هي مراكز خاصة تابعة لقطاع أهلي.. وإذا قلنا ان هذه المراكز لا تخلو من اهداف ثمينة وانشطة ايجابية.. فسوف اقول ان الحكومي منها لا يتحقق فيه ذلك في اكثر المواقع بل ان السلبيات الكائنة متوفرة وملموسة.. وأما الخاص من هذه المراكز فهو يرفض تماماً ان يحقق هذه الاهداف دون مقابل لهدف اساسي وهو استلام الوصل الذي تقطع به أرقاب العديد من المواهب التي تظل ضائعة ومتوسلة في ثمن التسجيل داخل هذه المراكز.. ولعلم الجميع، فإن ما يدفع للحصول فيه على الاشتراك في هذه المراكز ليس ثمنا قياسياً تقدر فيه تلك الجهود التي تكون في اكثر الاماكن خالية من الخدمات عالية المستوى أو حتى مطبقة للنظام.. فالأسر وليس جميعها بمجرد سماع ان هناك مركزا أهليا يتسابقون لدفع افرادهم دون ان يكون هناك نظرة اشمل وادق.. وتنحصر الفكرة في كون ان هناك جهة تستقبل الافراد فيسعد الاهل بذلك حيث انها طريقة للتخلص من عبء الاولاد او البنات والشعور بالراحة حين يتولى أحد القيام برعايتهم بصرف النظر عن ماهية هذه الرعاية والافادة التي يمكن خروجهم بها. والرأي الآخر حول هذه المراكز ان ما يدور فيها من انشطة هي تقريباً تزاول طوال العام وجزء منها يكون قريبا من المنهجية التي يهرب منها الابناء في هذه الفترة.. إذن كيف يمكن تحويل هذه المراكز الى بيئة تستقطب هذه الفئات وتغرقها بما يملئ فراغها ملئاً ايجابياً صائبا يلامس حاجة كل واحد باختلاف عمره.. ولكن كيف يتم ذلك ويتحقق.. ومن وجهة نظري اننا من اجل ان نفعل وندبلج أي هدف ترمي اليه تلك المراكز لماذا لا نجعل عنصر المنافسة والتشويق هي أصل لهذه الاهداف.. فكلنا يعرف ان المتلقي ايا كان سنه يميل الى المشاركة في النقاط والاساليب التي تمنحه تشجيعاً أو تلفت النظر اليه، فالنشاط الذي يحتوي على هذه الفكرة سيجد اقبالا وتسابقا اليه.. فالحوافز الموضوعة هي نوع مجدٍ للتشجيع وطريقة قوية لجذب المشترك ومن ثم ابراز تميزه.. فما دامت الانشطة موجودة وايضا متنوعة في اكثر المراكز لماذالا يوضع لهذا الجانب مكانة اساسية من خلالها تنفذ الانشطة.. ويجب ان ينظر كذلك الى نوع التشجيع حيث لابد ان يناسب عمر المتقدم.. ناحية اخرى تنطبق كذلك على الجنسين، فلماذا لا نضع مسابقة بين المشتركين وتتم خارج المركز كالتكليف بعمل يختاره المشترك بحيث يساهم بتنفيذه واحضاره ويتنوع هذا الانجاز مرة بعمل طبق أو ملخص لقصة أو تقديم وسيلة نفذت بيد المشترك بنفسه، ويمكن كذلك عمل فريق كروي داخل المركز يحظى بجدول تُجرى فيه المباريات الاسبوعية ويتم تقييمها في وقت يحدد.. اما الاناث فيمكن اتاحة الفرصة لهن باختبار مهاراتهن في المطبخ حيث توزع مجموعات ويكلفن بتقديم مستويات مختلفة. ومن الامور الضرورية التي يجب ألا نتناساها هي قيام الوالدين بزيارات متفاوتة لهذه المراكز والمكوث فيها بعض الوقت فهذا يكون له وقعه على تفكير ونفسية الابن او الابنة. ومن ناحية أخرى هو استكشاف لميدان هذه المراكز ومدى اهتماماتها.. وكذلك فإن من الامور الهامة ايضا ان يكون الاشراف على هذه المراكز له اسلوب جاد وجذري بحيث تناقش السلبيات من قبل المسؤولين ويؤكد على اهمية تسجيل التقارير النهائية التي تلخص ما تم حصوله وتداوله خلال الفترة.. وعلى الجهة مساندة هذه المراكز وعدم تخطي جهودها او كذلك لفت النظر لمن يحتاج ذلك.. فإن تحقيق مثل هذه الناحية يكون دافعا لمضاعفة ما يبذل.. ويجب الاعلان عن هذه المراكز ومواقعها بوسائل مختلفة ونافعة لجذب اكثر المشتركين.. وحبذا لو كان نشاطها يتم على فترات بحيث يتمكن الكل من الاستمتاع به والاسهام فيه.. وقد يقول البعض من المطلعين، هذه المراكز اقرب ما تكون تناسب الأعمار المختلفة ولكنها في مجملها لا تناسب من هم قد تجاوزوا مرحلة الثانوية العامة حيث انهم في الفترة التي قد تسبق الجامعة هم عرضة لساعات طويلة من الوقت يمارس اغلبها فيما لا يحقق لهم هدفا او أملاً.. فأقول ان امام هؤلاء حلولا كثيرة، فهناك بعض المجالات العملية التي طرحتها بعض الجهات ويمكن لاي شاب الالتحاق بها اثناء الصيف، ومن المؤكد ان في ممارستها الشيء الكثير من الايجابية.. وهناك فرصة اخرى للالتحاق بالدورات التدريبية المتاحة.. وهي مجال اخر لكسب مهارات مستقبلية.. ايضا القيام برحلات تنزهية مشتركة يتفق عليها عائلات هؤلاء الشباب.. ولا يفوتنا ان نقول للشباب ممن لديهم امكانية وتفوق وقبول ألا يتأخروا بإفادة وإعانة غيرهم حيث ان كثيراً من المراكز والحلقات والندوات التابعة للمساجد بحاجة اليهم وهي طريقة رائعة لفتح مجالات أوسع في خلق العلاقات وتبادل الآراء وكسب المادة الجيدة التي تقع بينهم.. ويمكن للشباب ايضاً وأخص ذلك الذي سيداهمه الفراغ ويختبر ارادته وعزيمته.. ان يستغل ذلك خير استغلال ولا يترك للضياع مسلكا ينفذ اليه.. فالسلوك الذي قد تعودوا عليه مسبقاً حيث يكون نهارهم ليلاً وليلهم نهاراً طريقة خاطئة يعتريها مساوىء عدة لا تغيب حتى عن عقلية هؤلاء، فما الثمار والآثار الجادة التي توصلوا اليها خلال كل ما حظي من وقت؟ أليست هذه ألعوبة رخيصة وغير هادفة قد تمكن منها الكثير ولكنهم فشلوا من ثم سيندمون فكان هذا الفراغ الوسيلة لهذه النتيجة.. فهل ستظل هذه الفئة سالكة لنفس الاسلوب المحققة فشله!؟ ام ان لدينا المزيد من التوجيه والمساعي الجادة لكي نصنع لهم غير ذلك؟ هل انتم معي لنصل الى عمق وجذور هذه القضية وعند الوصول نتساءل ما الذي يحتاجه كل هؤلاء؟! وما الذي يجب علينا ان نقدمه لهم وما هي الصياغة؟! واذا تناولنا مسألة وجود الابناء خلال هذه الاجازة سوف يداهمنا وجود طريقين يتخذهما الافراد لممارسة وقتهم: فهم إما انهم سيجدون كل ما يحتاجون اليه من وسائل التسلية المتاحة داخل البيت وسوف يقومون بمزاولة مهاراتهم وانشطتهم داخل تلك الوسائل باختلافها وبعد انتهائهم سيتسلل الملل اليه وسيشعرون بالفراغ من جديد فماذا امامهم الآن الا خلق الطرق المتنوعة التي تهدف الى ازعاج الاسرة وارباكها، والنوع الآخر من الافراد هم من سمحت لهم الاسرة بمغادرة المنزل في اي وقت ومع أطراف مختلفين ومزاولة اي وسيلة يجدون فيها التسلية وتبعث اليهم الراحة باي شكل كان، ونهاية هؤلاء واضحة ومردود هذه المزاولات ليس سهلا ويختلف ذلك باختلاف النوع! إذن ماذا نفعل نحن الذين نشعر بهؤلاء، كيف نساهم بخلق ولو جزء من المثالية كي يحظى بها هؤلاء اننا فعلا نستنجد بالمفكرين والتربويين وعلماء التخصص ان يعينونا وتطرح لنا دراساتهم أساليب ونقاشاً يعيد هيكلة هذا الوضع المتكرر ويغير من هذا النموذج الواقعي المرير فنحن بحاجة الي تدخل منهم ومبادرة سريعة نشترك فيها لعلاج كل ما يحوم حول هذه الفترة وما الذي نحتاجه لاستغلالها ووضع مقترحات مناسبة ومبسطة تسهم لكشف سلبيات هذا الاستغلال السابق وتعين على اعطاء افكار اخرى تتصف بالقبول وتتسم بالمرونة وامكانية التطبيق، نتمنى ان ترى هذه الاماني وان تلمح هذه النداءات الضوء والنور وان يتحرك المسؤول والمعني بجهد وعزيمة وإيثار يدفع صاحبه للاسهام في هذاالشأن وتقديم الفسح والمجالات المعينة على تخطي عقبات وصعوبات ما يأمل وضعه وتحديده لمن هم بحاجة اليها في الممارسة واشغال اجزاء المرحلة القادمة.. وبعد فإني ممن يرجو ان يفرح بصره وتسر بصيرته حين أعلم أن هذه الفئة المقصودة قد وجدت من يحتويها ويأمّن ايامها القادمة بسياج يعكس فيه ذلك الضياع وتلك الفجوة، ويحدد بذلك المخطط الرائع النموذجي الذي يجد فيه كل فرد من هؤلاء موقعه الآمن وخدماته المتوفرة بإستراتيجية مضمونة تضيف الى حياته شيئا من التفاؤل والاندماج لدخول ذلك المخطط.