اجتمع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس للمرة الأولى مع الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» قبل قرار إسرائيلي محتمل للإفراج عن مزيد من السجناء الفلسطينيين فيما تستمر الفصائل الفلسطينية في التمسك بهدنة الزمت بها نفسها في إطار الجهود لإنجاح محاولات السلام الجارية في إطار خطة خارطة الطريق بينما تبحث اجتماعات فلسطينية اسرائيلية مرتقبة تنفيذ بقية الانسحابات الإسرائيلية. وامتنع ياسين وأبو مازن عن التحدث إلى الصحفيين بعد الاجتماع الذي استمر 35 دقيقة في منزل الشيخ أحمد ياسين بغزة وهو أول اجتماع من نوعه منذ ان تولى ابومازن مهام منصبه كرئيس للوزراء. وقال مصدر فلسطيني إن اللقاء الذي استمر لمدة نصف ساعة، هدف بالدرجة الأساسية لمناقشة التطورات السياسية وتعزيز فرص استمرار الهدنة التي أعلنت عنها فصائل فلسطينية بينها (فتح وحماس والجهاد) الالتزام بها لمدة ثلاثة أشهر. وشارك في اللقاء محمود الزهار، واسماعيل هنية القياديان البارزان في الحركة بالاضافة إلى زياد أبو عمرو وزير الثقافة الفلسطيني والمكلف من قبل الحكومة الفلسطينية بقيادة الحوار مع الفصائل الفلسطينية. ورفض الزهار الافصاح عما دار في اللقاء واكتفى بالقول إنها «زيارة مجاملة.. قام خلالها أبو مازن بالاطمئنان على صحة الشيخ ياسين». وقالت المصادر إن اللقاء جرى على خلفية مطالب الفصائل الفلسطينية الحكومةالفلسطينية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ولمح مسؤولون إسرائيليون إلى الافراج المبكر عمن أمضوا فترات طويلة في السجن ومن ارتكبوا جرائم غير خطيرة ولكنهم يصرون على استمرار حبس المتورطين في هجمات قتل فيها إسرائيليون. وهدد زعماء في حماس بأن امتناع إسرائيل عن إطلاق أسرى فلسطينين من حركة حماس والجهاد الاسلامي سيكون بمثابة خرق للهدنة. وقال الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي أحد قياديي حماس في تصريح له يوم السبت إن «الإفراج عن كافة المعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي هو شرط من شروط الهدنة»، وأن «أي خرق لشروط الهدنة يعني عودة الحركة فورا إلى مباشرة عملياتها الجهادية ضد سلطات الاحتلال الاسرائيلي». وكانت الحكومة الفلسطينية ناقشت أمس السبت مسألة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وقالت في بيان لها عقب الاجتماع إن هذه المسألة سيتم بحثها خلال لقاء سيعقد بين وزير الشؤون الأمنية الفلسطيني محمد دحلان ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز. وأعلنت مصادر إسرائيلية مسؤولة أن رئيس المخابرات الاسرائيلي يعمل على إعداد قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم. وقالت المصادر الإسرائيلية إن الحديث يدور عن إطلاق سراح 200 400 فلسطيني، لكنها قالت إنه لن يتم إطلاق سراح أسرى من كوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي. ومن جانب آخر قال وزير الإعلام الفلسطيني نبيل عمرو إن لقاء دحلان وموفاز سيتناول أيضا متابعة قضايا الخطوة التالية للانسحابات الإسرائيلية من باقي المدن الفلسطينية بعد الانسحاب من قطاع غزة وبيت لحم، وكذلك رفع الأطواق وإدخال تسهيلات على حركة المواطنين». وقد طالبت السلطة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بسحب قواتها من المدن خلال ستة أشهر لإتاحة الفرصة لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية الفلسطينية.