يتولى الدبلوماسي الامريكي بول بريمررئيس الادارة المدنية الجديد بالعراق مهمته وسط تزايد الشعور بالسخط بسبب غياب القانون وكثير من الخدمات الاساسية، وقد وصل يوم الاثنين الى بغداد وهو يكيل المديح للجنرال المتقاعد جاي غارنر رئيس مكتب اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية بالعراق. ويحل الدبلوماسي وخبير مكافحة الارهاب بول بريمر محل الجنرال المتقاعد جاي غارنر في إطار عملية تبديل وإحلال واسعة النطاق بعد مرور شهر واحد على دخول الدبابات الامريكية إلى العاصمة العراقية. وقال بريمر ان غارنر الذي قضى ثلاثة اسابيع بالعراق كانت له بصماته الواضحة في بدء جهود اعادة الاعمار في عراق ما بعد الحرب وتوقع سلاسة انتقال السلطة في اعقاب تغيير للمسؤولين الامريكيين بالعراق ينظر إليه كثيرون باعتباره علامة على الاستياء من اخفاقهم في تحقيق تقدم لاعادة الخدمات الاساسية وتشكيل حكومة عراقية انتقالية. وقال بريمر للصحفيين لدى وصوله الى مطار بغداد قادما من الكويت بعد ان توقف لفترة قصيرة في البصرة «لا أتوقع أي مشاكل مع هذا التغيير»، وأبدى اعجابه بالجهود التي بذلها غارنر وفريقه حتى الان. وقال غارنر منذ أسبوع ان نواة حكومة عراقية جديدة ستتبلور في غضون أسابيع الا ان بريمر امتنع في رده على اسئلة الصحفيين ببغداد عن الافصاح عن أي جدول زمني في هذا الشأن. وقال بريمر: سننخرط مع الاشخاص المعنيين في العراق في عملية مناقشة الفترة الانتقالية التي تسبق تشكيل حكومة عراقية وذلك خلال مدى زمني لم يتحدد بعد. إلا انه أضاف قوله: لسنا هنا كقوة استعمارية نحن هنا كي نعنى بأمر الشعب العراقي... بأسرع ما يمكن، ولكن المهمة التي يواجهها بريمر هي مهمة شاقة في دولة انهارت إداراتها الحكومية فضلا عن سيادة القانون والنظام فيها. وتتصارع فيها الجماعات الدينية والعرقية على السلطة وما زالت أجزاء كبيرة من بغداد وغيرها من المدن العراقية تفتقر إلى كثيرمن الخدمات الاساسية مثل مياه الشرب والكهرباء والاتصالات الهاتفية وخدمات جمع القمامة، وتمركز المكتب الامريكي للمساعدات الانسانية وإعادة الاعمار خلف أسوار قصر صدام الجمهوري في بغداد والنقاط العسكرية. وبريمر دبلوماسي سابق له خبرة في مكافحة الارهاب وكان يرافقه ريتشاردمايرز رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة والجنرال غارنر الذي سيحل بريمر محله كأكبر مسؤول في الادارة المدنية. وأجرى الثلاثة محادثات بقاعدة أمريكية في قطر يوم الاحد. ووصف الرئيس الامريكي جورج بوش الجنرال بريمر بأنه شخص يعول عليه كثيرا وذلك عندما عينه في هذا المنصب الاسبوع الماضي. وقال بريمر: من المؤكد انني اعتزم ان أعمل معه خلال الاسابيع القادمة هنا لانجاز مجموعة من الامور المهمة، وأضاف: أريد الاعراب عن التقدير علنا لجاي وكل العاملين معه للمهمة العظيمة التي انجزوها. وقد نفى مسؤولون أمريكيون ان غارنر سيغادر العراق بعد وصول بريمر لكن المؤكد ان باربرا بودين سفيرة الولاياتالمتحدة لدى اليمن سابقا التي عملت فترة ثلاثة أسابيع فقط كمسئولة الادارة الامريكية في بغداد وهو منصبي يعني فعليا عمدة المدينة ستتولى منصبا جديدا بالخارجية الامريكية. وترددت أنباء تشير إلى أن بودين التي تجيد العربية أعيد تكليفها عبر مكالمة تليفونية فجأة لتتولى منصب نائب مدير إدارة الشئون السياسية والعسكرية في الخارجية الامريكية. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أنها كانت قد اختلفت مع وحدة مكافحة الارهاب الامريكية التي ينتمي بريمر إلى عضويتها أثناء التحقيقات في حادث تفجير المدمرة الامريكية يو إس إس كول في اليمن عام 2000. وجاء تعيين بريمر ضمن تغيير في الفريق الامريكي بعد الحرب في العراق وسط استمرار الاستياء بشأن جهودهم لإعادة الخدمات العامة الاساسية والاستقرار للبلاد، وشكا العراقيون من بطء التقدم في هذا المجال. وكان بريمر «61 عاما» مساعدا لوزيري الخارجية السابقين وليام روجرز وهنري كيسنجر، ويعتقد على نطاق واسع انه تلميذ هذا الأخير.