حقيقة اطلعت على ما كتبه أستاذنا الفاضل علي بن سليمان الدبيخي في عدد الجزيرة «11167» ليوم السبت 24/2/1424ه تحت عنوان «كتَّاب العزيزة» و«التعدد» ولعلي أورد تعقيبي هذا أو أسوق رياحه بعيداً عن موضوع «التعُّدد» ذلك أنه أشبع بحثاً وتعقيباً من الإخوة.. الكتًّاب وسبق أن ألقيت بسهامي حول دائرة هذا الموضوع في عدد الجزيرة «11159» ليوم الجمعة 16/2/1424ه ولكن لعل ما حفزني للتعقيب هي تلك الفكرة والدعوة الرائعة والجريئة من أبي سليمان ذلك الكاتب المبدع الذي يخطو خطوات جريئة عبر هذه الصفحات، وليصل بنا إلى فكرة رائعة.. أو لنقل إلى نتيجة واقعة وماثلة أمام أعيننا وهي بلا ريب جديرة بالطرح والتأييد ألا وهي «حاجة المجتمع إلى الخطيب الناجح الذي يناقش حالات وحاجات الأسر ويعرضها عبر هذا المنبر الإسلامي الإعلامي!! في ظل عدم متابعة ومبالاة بعض الناس بالقراءة ومتابعة الصحف!! نعم «خطيب الجمعة» ونحن هنا لا ننكر تطرق بعض خطباء الجمعة لمثل قضايانا الاجتماعية ولا نؤكد تقصيرهم في ذلك وتنصلهم منه غير أننا نفتقر إلى تفعيل هذه الخطابة بدق اسفين القضايا الاجتماعية ومناقشتها وطرح ما يقرب التصاقاً إلى أذهان أولياء أمور هذه الأسر.. نعم إن الخطيب مطالب أن يطرق «باب الأسرة» عبر موضوعات حساسة يتحسس ويتلمس مشاكل الأسرة من خلال واقعه المعاش، وما تعج به من مشاكل قد تعصف بكيان أسر مسلمة.. إن بعض الأسر في حاجة إلى توعية وبحاجة إلى انتشالها من وحل المشاكل.. فهذا هو ولي الأمر يعود بعد خطبة وصلاة الجمعة إلى منزله، وقد تلقى دروساً تربوية اجتماعية من أفواه الخطباء.. من شأنها أن تقنّن له خطوات مسيرة الأسرة المسلمة السعيدة!! فولي الأمر بمشيئة الله بعد هذه التوجيهات الملقاة تجده بتقوى الله يتضلَّع.. والأسرة بعدها تتطلع!! نعم الأسرة تتطلع لتحسين أوضاعها.. ولمِّ شمل شتاتها!! ** بحق إننا لم نلمس هذا الشيء بعد!! إن الأسرة تنادي الخطباء.. بملء فِيها.. فالقضية اليوم لم تعد قضية هل يُعدد الرجل أم لا!!؟ طالما التفتنا إلى فكرة كيف نصل إلى عقول وقلوب هؤلاء.. ولسان حالنا يقول «فَلْتُسعد الخُطبْ.. إن لم تُسعد الكتبْ!!» فقلة من الناس اليوم من يقرأ أو يطلع ليجد الحلول الناجعة لحل قضية مثلاً كقضية التعدد أو غيرها ولكن منبر الجمعة.. هو ذاك الموقع الإعلامي.. يفرض على كل البشر واجب استماعه.. والوقوف أمامه.. وهو أحرى للقبول!! نعم القضية حينما نطرحها على صفحات الصحف لم تعد تجدي طالما أن بعض أولياء الأمور في غياب عما يطرح في الصحافة فتجد مثلاً أحوال ولي الأمر غير سوية سواء عدَّد أم لم يعدد!!؟ وهناك ممن لم يعدد تجد أحواله وأحوال أسرته، في جحيم لا يطاق؟!! * الذي أريد أن أقوله وأثبته هو أنه بخطبة الجمعة يمكننا الوصول إلى هؤلاء!! طالما أن الناس لم تلقِ بالاً للقراءة أو لسماع الاذاعة لاستقاء أطروحات قضايانا الاجتماعية.. فهذه دعوة صادقة أوجهها إلى خطباء الجمعة.. مصحوبة بالرجاء مدعومة بتوفيق الله تعالى.. بأن يتطرقوا في خطبهم ويفعلوا مواضيع اجتماعية حساسة يُخاطب فيها الخطيب ولي الأمر في موضوعات على سبيل المثال لا الحصر: * ابنك بحاجة إلى زواج؟ * لماذا تكون أسرتك بحاجة للآخرين في ظل وجودك واستطاعتك؟ * أبناؤك مراهقون.. أين أنت منهم؟! * ابنتك عانس!! أطلق سراحها؟!! هذا غيض من فيض من الموضوعات الحساسة التي تهمنا نحن وجميع شرائح المجتمعات المسلمة. وختاماً أشكر الدبيخي على إثارته هذه الفكرة ودمتم سالمين.. أ. سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي معلم بمتوسطة صقلية المذنب