لفت التوجيه الملكي الكريم حول قصر الفتوى على هيئة كبار العلماء إلى مسائل عدة لا تقل أهمية عن موضوع الفتوى في خطورتها وتأثيرها وانعكاساتها على أفراد المجتمع سلباً أو إيجاباً، ومنها موضوع "خطب الجمعة" وما تعالجه من قضايا وما يطرح من على منابر المساجد من موضوعات بعضها يخالف التعليمات الشرعية متجاوزة بذلك دورها ورسالتها. ووضع خادم الحرمين حفظه الله فيما ذكره في قراره التاريخي المهم النقاط على الحروف في مسألة مهمة تحتاج لضبط ومتابعة ومحاسبة للمخالف وإعادة الأمور لطريقها الصحيح حيث قال رعاه الله في سياق توجيهه:«وفي سياق ما ذكر ما نما إلى علمنا من دخول بعض الخطباء في تناول موضوعات تخالف التعليمات الشرعية المبلغة لهم عن طريق مراجعهم، إذ منبر الجمعة للإرشاد والتوجيه الديني والاجتماعي بما ينفع الناس، لا بما يلبس عليهم دينهم، ويستثيرهم، في قضايا لا تعالج عن طريق خطب الجمعة». ويأتي هذاالتوجيه الكريم الذي وصفه وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري بأنه يأتي دعماً لجهد الوزارة في هذا المجال ومعيناً لها في الاحتفاظ برسالة المسجد ورسالة خطبة الجمعة لتكن كما كانت عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وسلف هذه الأمة وعدم الخروج بها عن النهج الصحيح مؤكداً أن هذا خير معين لهم في هذا المجال، يأتي هذا التوجيه في الوقت الذي تؤكد فيه وزارة الشؤون الإسلامية مراراً على متابعتها الدائمة لأي تجاوزات قد تحدث من أئمة وخطباء الجمع ومحاسبتها للمخالفين وضبطها لهذه المسألة المهمة التي أشار إليها ولي الأمر حفظه الله. ولا يزال موضوع (خطب الجمعة) مفتوحاً ومحل حديث ونقاش ساخن منذ فترة ليست بالقصيرة ففي جمادى الآخرة من العام 1428ه التقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حشد كبير من أئمة وخطباء المساجد في لقاء موسع ومفتوح استمر أكثر من ساعتين في الرياض تناول فيه سموه الدور المأمول من المساجد وخطب الجمعة حيث قال: إن في البلاد أربعة عشر ألف مسجد جمعة.. إذاً لدينا في الشهر (56) الف منبر وخطبة تقريبا.. بالتأكيد لو قامت كل هذه المنابر بالواجب عليها وركزت على واقعنا وأهملت (ليس إهمالا كاملا ولكن لا تعطيها أولوية لأوضاع أخرى خارج الوطن) لو ركزت على شرح ضلال هؤلاء وتحذير الناس من الانخراط أو الاستماع أو القبول أو التعاون مع هؤلاء لاهتدى أناس كثير.) وكان سموه يتحدث عن دور هذه المساجد في معالجة الفكر المنحرف والغلو والتطرف. منبر الجمعة للإرشاد والتوجيه «الديني» و«الاجتماعي» بما ينفع الناس لا بما يستثيرهم في قضايا لا تعالج عن طريق خطب الجمعة وأضاف سموه مخاطباً الأئمة والخطباء: عليكم مسؤولية كبيرة وإن شاء الله انتم أهل لها لا بد ان تتحملونها لا بد ان نشعر على ارض الواقع بعملكم وجهادكم. وبالتأكيد ستثابون على هذا من الله عز وجل وسيشكركم كل إنسان في هذا الوطن وعلى رأسهم ولاة أمرنا وسنحس أننا عملنا ما يجب ان نعمل على محورين اساسيين وهو العمل الامني والفكري، وشدد سموه على أهمية مشاركة الدعاة وخطباء المساجد في دحر الشر عن وطننا مؤملاً سموه ان يجد جهودهم ليست موازية لجهد رجال الأمن بل أكثر لنثبت للعالم أن لدينا رجالاً يعملون على تنقية أفكار الضالين. الشؤون الإسلامية تنفذ برامج لكيفية صياغة خطب الجمعة ليقوم (56) ألف منبر في الشهر بالدور المأمول إلى ذلك ومع استمرار بعض خطباء الجمع في بعض المناطق في الخروج أحياناً عن رسالة خطبة الجمعة التي كانت عليه في عهد الرسول وسلف الأمة إلى أمور أو قضايا فردية أو خاصة والخروج عن النهج الصحيح الذي أرشد إليه ولي الأمر في قوله إن منبر الجمعة للإرشاد والتوجيه الديني والاجتماعي منبهاً حفظه الله إلى عدم استثارة الناس في قضايا لا تعالج عن طريق خطب الجمعة، يؤكد مسؤولي وزارة الشؤون الإسلامية في تصريحات سابقة أن هذه حالات فردية لا تصل لحد الظاهرة وأنها تعالج في حينها وفي ذات الإطار تكثف الشؤون الإسلامية ممثلة في وكالتها لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد، وجميع فروع الوزارة في مختلف مناطق المملكة برامجها التوعوية والدعوية كل عام حيث تشهد عدد من مدن ومحافظات المملكة برامج دعوية متعددة تستهدف تفعيل دور أئمة وخطباء المساجد والجوامع في مواجهة الغلو وتحقيق الأمن العقدي والديني والفكري، وذلك بناء على توجيهات وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وأكد التوجيه ذاته على وجوب أن ينظم كل فرع ندوة شهرية كبيرة، يتحدث فيها ما لا يقل عن ثلاثة مشاركين وتتكون من جلستين، أو ما يناسب المنطقة وظروف الناس فيها، تكون في الشهر الأول عامة عن الأمن الديني والفكري وضرورته، والحاجة إليه، وحاجة الخطيب والإمام إلى معرفة ذلك، من خلال الكتب المتعلقة بهذه الجوانب خاصة الكتب في مضادة الإرهاب، وفي توضيح فتنة الاغتيالات، وفتنة التكفير والتفجير, وخطر الغلو والإرهاب، وفي الشهر الثاني تكون هناك ندوات تفصيلية تتعلق بالتكفير وخطره، والاتجاهات الإرهابية وخطرها، أي الإرهاب وأضراره في المملكة وما حصل في الداخل والخارج. ومن المواضيع كذلك الحوار وأهميته، والخلاف كيف يدار، ودور المملكة وولاة أمرها في عز الإسلام والمسلمين، ونصرة الإسلام، والدعوة إليه ودعمهم لذلك، وعن الشباب وضرورة التواصل معهم وكيفية اكتسابهم، وكيفية إزالة الشبهات عندهم، وعن كيف تصاغ خطبة الجمعة في بيان متنوع لخدمة الأمن العقدي والفكري والديني. دور كبير على منابر المساجد في إرشاد الناس وتبصيرهم بأمور دينهم أكثر من 14 ألف مسجد جمعة في المملكة تقدم 56 ألف خطبة شهرياً