تتركّز الجولة التي بدأها امس وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في منطقة الخليج وافغانستان على النظر في الالتزامات العسكرية الأمريكية بعد انتهاء العمليات الرئيسية في العراق، كما يبحث مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة. وبحسب التلفزيون الأمريكي «سي.ان.ان» سيتوجه رامسفيلد أيضاًَ في هذه المناسبة الى العراق. الا ان متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» امتنعت في ردها على سؤال لوكالة فرانس برس، عن تأكيد زيارة رامسفيلد للعراق وقالت ميغان فوكس لا ننشر اي تفاصيل حول زيارة وزير الدفاع ولا ندلي بأي تصريح علني «حول هذه الزيارة». ونفى رامسفيلد خلال الايام السبعة الماضية ان واشنطن تعتزم بالفعل اقامة قواعد عسكرية على المدى البعيد في عراق ما بعد الحرب قائلاً ان ترتيباً من هذا القبيل غير مرجح. واعترف بأنه ومسؤولين أمريكيين آخرين يعتزمون مناقشة التغييرات المحتملة في المستقبل في الوجود العسكري الأمريكي مع الزعماء في منطقة الخليج مشدداً على ان واشنطن لديها خيارات كثيرة هناك. وأعلن رامسفيلد الذي توقفت طائرته في شانون في ايرلندا من اجل اصلاح الطائرة، ان زيارته ستقوده الى افغانستان من دون ان يعطي أي معلومات عن الدول الاخرى التي سيزورها اثناء جولته الخليجية الاولى منذ سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وحطت طائرة رامسفيلد التابعة لسلاح الجو الأمريكي في مطار شانون بايرلندا قادمة من واشنطن للتزوّد بالوقود الليلة قبل الماضية ولكن تعطل المكابح اجبر الطائرة وهي من طراز سي 32 وهي النسخة العسكرية من بوينج 757 على الانتظار على الأرض لفترة اطول مما كان مخططاً لها. وبعد عمليات اصلاح طارئة خلال توقف دام ست ساعات اقلعت الطائرة مرة اخرى في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاحد.وما زالت واشنطن تنشر في منطقة الخليج مئات آلاف الجنود الذين شاركوا في الحرب على العراق. وبدأت بضع سفن حربية بالعودة الى الولاياتالمتحدة لكن الانتشار العسكري الأمريكي في المنطقة لا يزال كبيراً بعد مرور أكثر من اسبوعين على سقوط نظام الرئيس صدام حسين. وفي تصريح للصحافيين الذين يرافقونه قال رامسفيلد «يجب الا نعتقد بأنها جولة النصر، فلا تزال امامنا مهمة كبيرة يجب القيام بها وهناك اشخاص لا يزالون يتعرضون للرصاص وفي بعض الاحيان يقتلون او يصابون بجروح». وأضاف «ان المهمة التي تنتظرنا في العراق تتطلب كثيراً من التركيز والانتباه والجهود لفترة ما». وأشار الى ان محادثاته مع المسؤولين والقادة الأمريكيين في المنطقة ستتناول «التطورات الجارية للانتقال من مرحلة المعارك المهمة الى العمليات لتوفير الاستقرار».وأضاف «سنبحث ايضاً مع حلفائنا في البلدان المجاورة للعراق في الترتيبات التي تربطنا بهم وفي شراكتنا والتعاون بيننا بعد ان انتهت العمليات العسكرية الرئيسية في العراق» وكرر التزام الولاياتالمتحدة بالوضع في افغانستانوالعراق. وقال «نشعر بأننا ملتزمون حيال سكان هذه الدول التي نريد البقاء فيها مع الاسرة الدولية لمساعدتهم على ضمان نجاح المرحلة الانتقالية بين ما كانوا عليه وما سيؤولون اليه». وأعلن انه سيبحث في مرحلة التحول الى العمليات «لضمان الاستقرار» مع الرئيس الافغاني حامد قرضاي والجنرال تومي فرانكس، القائد الاعلى للقوات الأمريكية في المنطقة والجنرال دانيال ماكنيل، قائد قوات التحالف في افغانستان. وتنشر واشنطن حوالي 10 آلاف جندي في افغانستان حيث يشنون، مع قوات اجنبية اخرى، عمليات ضد مقاتلي حركة طالبان السابقة وحلفائها في تنظيم القاعدة. وفي نهاية فصل الصيف، يتوقع ان يتولى الحلف الاطلسي الذي تهيمن عليه الولاياتالمتحدة سياسياً وعسكرياً، مهمة قيادة القوة الدولية للمساعدة على إحلال الامن في افغانستان. وستكون هذه المهمة الاولى للحلف الاطلسي خارج أوروبا وأمريكا الشمالية، وهما المنطقتان اللتان تعتبران مركز نفوذه التقليدي منذ انشائه بعد الحرب العالمية الثانية.