عرض وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في لندن أمس الأوضاع في العراقوافغانستان، في نهاية جولة امتدت اسبوعاً زار رامسفيلد خلالها البلدين اللذين مزقتهما الحرب، وعدداً من دول المنطقة. وانضم وزير الدفاع البريطاني جيف هون الى المحادثات التي جرت في المقر الريفي لرئيس الوزراء البريطاني في تشيكرز قرب لندن. ودعا رامسفيلد في مؤتمر صحافي مشترك مع هون الى عدم ارتكاب "خطأ رهيب" من خلال اعتبار ان العراق بات بلداً آمناً الآن. وأضاف مشيراً الى الوضع هناك: "انه خطير ... هناك أشخاص يرمون قنابل يدوية على مقرات، وآخرون يُطلقون النار على أشخاص، والأمر لم ينته". وتابع: "قال الرئيس جورج بوش اننا انتقلنا من مرحلة الصراع العسكري الأساسي الى مرحلة تأمين الاستقرار". وكان يشير الى إعلان الرئيس جورج بوش ليل الخميس - الجمعة نهاية فعلية للقتال في العراق، بعد ستة اسابيع على غزو قوات اميركية وبريطانية البلاد وإطاحتها الرئيس صدام حسين. وذكر رامسفيلد ان "هناك كثيراً من المتغيّرات" التي تمنع القول على نحو دقيق كم ستطول فترة بقاء الأميركيين في العراق، او عدد الجنود الأميركيين فيه. لكنه قال انه يُحبّذ ان تتولى الأممالمتحدة دوراً ما في إعادة الإعمار. وسُئل هون عن مصير الرئيس العراقي المخلوع، فأجاب: "سنواصل التحقيق لمعرفة ما إذا كان مات أو لجلبه ليُحاسب". وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون للصحافيين الذين يرافقون رامسفيلد ان بين المواضيع المقرر ان يكون بحثها مع بلير اعطاء واشنطن دفعة لجهود الاعمار والمساعدات الانسانية المتسارعة في كل من العراقوافغانستان. واشار مسؤولون الى ان رامسفيلد التقى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني اثناء وجوده في لندن قبل ان يعود الى واشنطن. وكان رامسفيلد زار بغداد الاربعاء لإجراء محادثات مع القادة الاميركيين والبريطانيين، وبحث موضوع الاعمار والمضي قدماً نحو تشكيل حكومة موقتة من عراقيين. وانتقل رامسفيلد الخميس الى كابول واعلن ان معظم افغانستان اصبح "آمناً" وان القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في هذا البلد انتقلت من العمليات القتالية الكبرى الى فترة من الاستقرار وإعادة الإعمار. وما زال نحو ثمانية آلاف جندي أميركي واربعة آلاف جندي من دول اخرى في افغانستان التي تشهد تقع مناوشات مع فلول تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" التي كانت تتولى الحكم في السابق. وقال مسؤولون في البنتاغون للصحافيين الذين يرافقون رامسفيلد ان المحادثات الاميركية - البريطانية ستتناول على الأرجح الخلاف العميق بين واشنطنولندن وبين بعض الدول الاوروبية ومن بينها فرنسا والمانيا التي عارضت في شدة غزو العراق. وكان متوقعاً ان يبحث رامسفيلد في بريطانيا الاجتماع الذي عقد هذا الاسبوع واعلنت فيه بلجيكا والمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ مشروع اتفاق دفاعياً اوروبياً مثيراً للجدل. وقال زعماء الدول الاربع انهم سينشئون مقر قيادة قوة متعددة الجنسية في العام المقبل، ويحاولون تشكيل نواة وحدة قيادة وتخطيط مشتركة للمهمات التي لا يشترك فيها الحلف الاطلسي. واصروا على ان مبادرتهم تهدف الى تعزيز التحالف الاوروبي وليست موجهة ضد الحلف أو الولاياتالمتحدة. وتوقف رامسفيلد في طريق عودته من أفغانستان حيث التقى الرئيس حميد كارزاي، لفترة وجيزة في قاعدة انجيرليك الجوية في جنوبتركيا، وكان اختتم جولة على دول الخليج. وأضاف رامسفيلد متحدثاً عن دور الاممالمتحدة في العراق: "اتصلت قوات التحالف عن طريق وزراء الخارجية في الاممالمتحدة وامينها العام كوفي انان، واعتقد انه ستجري في الايام المقبلة مناقشات مكثفة اخرى حول الدور الذي يمكن ان تضطلع به المنظمة الدولية". ونفى رامسفيلد وهون ان تكون الحرب على العراق غير مشروعة، وقال هون: "ما نفعله في العراق يعتبر قانونياً تماماً"، وأضاف انه واثق بأن اسلحة الدمار الشامل العراقية سيعثر عليها لكن ذلك "سيستغرق بعض الوقت". وأضاف ان من المعتقد ان النظام العراقي فكك تلك الاسلحة ونقلها من مكانها قبل بدء العمليات العسكرية. وأشار رامسفيلد الى ان حجم القوات الاميركية في العراق سيعتمد على عدد الدول التي يمكن ان تشارك في قوة حفظ السلام. وقال ان 65 دولة شاركت في عملية "حرية العراق" وان هون التقى ممثلي 16 دولة منها أخيراً.