إنني أرى بوادر خير.. إنني أرى طلائع نور.. إنني أرى حقول حياة زرعت على رفات أموات ولكنها الحقيقة فلا حياة لطامع في بلدي، ولا حياة للغاصب في أرضي، ولا حياة لصهيون في فلسطين العربية.. هناك وعلى ثرى فلسطين تقدم الأمة العربية أبطالاً آلوا على أنفسهم حياة شرف أو ممات خلود، وقالوا لمن خلفهم سنكون لكم الجسر إلى الانطلاق من قيود الصهيونية، قالوا لمن خلفهم سنكون لكم امتدادا إلى المستقبل لتروا شموس الكرامة والاباء من على مشارف المجد والسؤدد، فأجاب من وراءهم بل نحن معكم في سبيل الجهاد وفي طريق الكرامة بالمال والأهل والأرواح. هكذا سنسير نحمل بنود الحق لترفرف في سماء فلسطين مصفقة زهوا وخيلاء، ولنبني بسواعدنا القوية ما هدمه الأعداء.. لنطهر ما أفسده الدخلاء.. لنحيي بالذكر والتخليد من أصبح في دارس الأكفان.. فكفانا ربع قرن من الزمن تقريباً نجتر الآلام ونقتات التشرد تكتنفنا التلال وتأوينا الأحراش. فلنتخط حواجز الغدر.. ولندك سياج الخيانة. ولنزل سحابة الظلم ليبدو من وراءها أفق النصر، وقد جلل مهبط الإسراء برداء الطهارة والإيمان فلتسمعي يا قدس رجع صوت مواكب العروبة، وقد هزت منابر الشرك، وقضت قلاع البربرية لتحيى شريعة الله وتتبوأ سنته قمم الحق بدلا من شريعة الغاب وسنة الكفر والالحاد.