السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تعليقاً على الخبر الذي نشرته «الجزيرة» الخاص بأمر سمو ولي العهد الأمين - حفظه الله - بإنشاء جامعة في القصيم أقول: استبشرت القصيم وأهاليها وبساتينها الخضراء بأمر سمو ولي العهد بإنشاء جامعة القصيم و«جامعة القصيم» حلم قديم يداعب أبناء هذه المنطقة الخضراء منذ اكتمال فرعين لجامعتين عريقتين في هذه المنطقة هما فرع جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود، وقد لامس سمو ولي العهد أماني أهالي القصيم فأصبحت جداول وأمطرهم حباً، وما زال يُمطر، وكان قرار سموه على مستوى الحلم وعلى مستوى المنطقة، اجل إن هذا الحلم أصبح جاهزاً لأن يتحقق وأن يصحوا أبناء القصيم ذات يوم أو يفيقو من حلمهم، وقد رأيت على أرض الواقع أمامهم عياناً بياناً، هذه المنطقة الحالمة لا تزال تحلم ببساتينها الخضراء ووديانها الخصبة ومروجها الغناء من بين مدنها بريدة وعنيزة والرس والبكيرية والبدائع والخبراء ورياض الخبراء والأسياح والمذنب وعيون الجواء والنبهانية وضرية وعقلة الصقور والدليمية والفوّارة ودخنة والشماسية والربيعية والشبيكية ومن بين رمالها الذهبية وجبالها الشاهقة يرنو الأمل والحلم الذي هو حلم لأمير هذه المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز الذي يعمل على تحقيقه بمؤازرة من نائبه الأمير عبدالعزيز بن ماجد، هذه الجامعة الحلم هي قاب قوسين أو أدنى بأن تتحقق نظراً لعدد من الأمور: 1- وجود فرع ضخم لجامعة مهمة في منطقة القصيم هي فرع جامعة الملك سعود ويضم كليات «الطب البشري، الطب البيطري والزراعة، العلوم، كلية العلوم الإدارية»، وهذه الكليات تضم مختلف أنواع التخصصات الأدبية والعلمية والطبية، وهي من مقومات افتتاح جامعة، فالكليات والتخصصات موجودة، وفي العام الماضي تم افتتاح كلية للطب البشري بفرع الجامعة بالقصيم، وهي خطوة رائعة وجيدة، ويمكن تحويل مستشفى الملك فهد التخصصي بالقصيم إلى مستشفى جامعي تعليمي لتدريب طلاب كلية الطب، فمنطقة القصيم والمملكة عموماً بحاجة ماسة للأطباء المؤهلين ولم يتبق في عقد كليات الجامعة هذه إلا «كلية للهندسة» لكي تكتمل مقومات هذه الجامعة، فافتتاح كلية للهندسة أصبح ضرورة نظرا لحاجة المنطقة وما جاورها إلى مهندسين أكفاء وستكون هذه الكلية مركز خبرة علمية في البحوث الهندسية بهذه المنطقة ودراساتها، كما ستكون وسيلة لإكمال الدراسات العليا واجراء البحوث الهندسية للمشاكل التي تعترض فنيي ومهندسي المنطقة ولم يتبق سوى بناء مبنى لكلية الطب ومبنى لكلية الهندسة وهذان المبنيان من الضرورات لإكمال العملية التعليمية. 2- وجود مبنى أو «مدينة جامعية» ضخمة وجاهزة على مساحة كبيرة وذات موقع استراتيجي ستكون موقعاً للجامعة الجديدة وهي مدينة جامعة الملك سعود بالمليداء ذات مبانٍ حديثة وكبيرة وعلى مساحة قابلة للاستيعاب والتوسع إلى المزيد، وتحوي مواقف واسعة وعلى منطقة، بعيدة عن الازدحام المروري وقريبة من كل مدن المنطقة، بل وهي أقرب منطقة إلى حائل من القصيم، هذه المدينة الجامعية مجهزة بأحدث الأجهزة من معامل ومختبرات ومبانٍ وهي قابلة لزيادة المباني فيها ومؤهلة لأن تكون أرضاً لجامعة القصيم. 3- هناك نسبة كبيرة من خريجي الثانوية العامة من القصيم سنوياً والذين يتجاوزون ربما 000 ،10 طالب يواصلون تعليمهم في جامعة الملك سعود بالرياض ويعانون مشاق الانتقال والسفر وتوفير السكن خصوصاً بعد إلغاء الاسكان الجامعي وما تبعه من متاعب ومشاق على الطلاب المغتربين عن الرياض، هناك نسبة كثيرة من طلاب جامعة الملك سعود بالرياض وجامعة البترول والمعادن بالظهران ربما تفوق 40% اضافة إلى طلاب منطقة حائل، وفي وجود جامعة بالقصيم خدمة لهؤلاء الطلاب وتخفيفاً للضغط الحاصل على جامعات المملكة الأخرى لكي تستوعب طلاب منطقة الرياض والمنطقة الشرقية وغيرها من مدن المملكة وتوفير لفرص القبول لهؤلاء الطلاب حيث إنه كلما زاد عدد الطلاب قلت فرص القبول وفي وجود جامعة بالقصيم مستقلة زيادة في فرص قبول الطلاب. 4- منطقة القصيم منطقة كبيرة ومهمة من مناطق المملكة فهي ذات كثافة سكانية عالية تتجاوز نصف مليون نسمة واكتملت فيها مرافق البنية التحتية من مشاريع وخدمات وتبقى من هذه المرافق جامعة عامة تخدم هذه المنطقة والمناطق القريبة منها مثل حائل التي تفتقر إلى أي فرع من فروع الجامعات وكذلك الزلفي وشمال المملكة بصفة عامة الذي يفتقر كذلك إلى أي من فروع الجامعات، وفي وجود جامعة عامة بالقصيم خدمة جلية، وكبيرة لهذه المناطق وتوفير فرص القبول لأبنائها، فهناك جامعات في «وسط، غرب، جنوب، شرق» المملكة وتبقى المنطقة الشمالية في المملكة بدون جامعة ومنطقة القصيم تعتبر في بداية الجهة الجنوبية من شمال المملكة وهي المؤهلة تقريباً لخدمة المنطقة الشمالية بوجود جامعة بها نظراً لوجود فرعين لجامعتين بها، كما أن منطقة القصيم ذات نمو اقتصادي وزراعي ووجود جامعة بها خدمة لهذا التطور، كما أنه تشجيع على الهجرة المعاكسة وإيجاد بؤرة نمو في وسط شمال المملكة بدلاً من الازدحام الكثيف في المدن مع إيماننا بضرورة فتح فروع للجامعات في مدن شمال المملكة. 5- هناك عدد من التخصصات المزدوجة في فروع الجامعات والكليات بمنطقة القصيم، فقسم المحاسبة مثلاً متكرر في فرع جامعة الملك سعود وفرع جامعة الإمام محمد بن سعود، والزراعة متكررة في الكلية التقنية الزراعية وكلية الزراعة والطب البيطري وبالإمكان دمج هذه التخصصات والاستفادة من امكاناتها وأساتذتها في تخصص واحد يقوي من العملية التعليمية والتدريبية، وأخيراً فإن هذا الحلم هو حلم قاب قوسين أو أدنى أن يتحقق بجهود سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن بندر ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري. م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني محافظة البدائع