لما تكبدت عناء السفر، وفارقت الوطن، وتركت المال والأهل، من أجل تأدية الحج، الذي جعله الله له على عباده فقال تعالى: {وّلٌلَّهٌ عّلّى النَّاسٌ حٌجٍَ البّيًتٌ مّنٌ اسًتّطّاعّ إلّيًهٌ سّبٌيلاْ وّمّن كّفّرّ فّإنَّ اللهّ غّنٌيَِ عّنٌ العّالّمٌينّ} فاقدر أخي الحاج لهذا الأمر قدره، وعظم أمره، واجعله لك وسيلة لنيل المغفرة، وطريقا لدخول الجنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) فاجعل حجك مبرورا بتحقيق الشروط التالية: أولا: الإخلاص، فاجعل حجك خالصا لوجه الله، لا لطلب مال ولا لطلب لقب ولا لترويج شعارات، ولا لترديد هتافات ولا لغير ذلك، فقط لله، يقول الله تعالى : {وّمّا أٍمٌرٍوا إلاَّ لٌيّعًبٍدٍوا اللهّ مٍخًلٌصٌينّ لّهٍ الدَينّ}. ثانيا: أن تكون نفقتك من مال حلال، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وقد جاء أن الرجل، إذا حج بنفقة طيبة يعني حلال ثم وضع رجله، ثم نادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء، لبيك وسعديك، وعمل مقبول غير مردود، مأجور غير مأزور؛ وأما إن كانت نفقته من مال خبيث، من مال حرام، فإنه إذا وضع رجله ولبى، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك، وعملك مردود عليك. فالنفقة الطيبة شرط من شروط كون الحج مبرورا. ثالثا: أن يكون حجك وفق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو القائل: (خذوا عني مناسككم) فإنه إذا كان على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقبل إنما يرد، ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) أي مردود على عامله. فالإخلاص والنفقة الطيبة، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك يكون الحج مبروراً، ليس له جزاء إلا الجنة، فاجعل أخي الحاج حجك مبرورا. [email protected]