مع بدء العد التنازلي للامتحانات.. تتصاعد وتيرة القلق والتوتر الذي يعصف بهدوء الطالبات وتوازنهن النفسي.. من فرط الخوف والرهبة التي تغلف اوراق الاسئلة وبالتالي يدفعهن لمزيد من التعب والسهر في الاستذكار لتجاوزها دون اخفاق. لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تشكل الامتحانات كابوسا في اذهان البعض؟ ويبدو ان هذه الصورة النمطية المرعية قد عشعشت في اذهان الطالبات بشكل يصعب ازالته. كابوس الامتحانات معركة حقيقية تنتهي بالنصر او الهزيمة الطالبتان فاطمة عبد الله ونورا محمد لا تخفيان توجسهما من «كابوس الامتحانات» كما تقولان: نشعر اننا في معركة حقيقية تنتهي بالنصر او الهزيمة ورغم تطمينات المعلمات فإن الخوف يظل عالقا بأذهاننا قبل وأثناء هذه الاختبارات. وتضيف نورا.. بالنسبة لي احاول قبل الامتحانات باسبوعين مراجعة المواد الصعبة كالرياضيات والكيمياء والاحياء واللغة الانجليزية.. وقد تعودت عندما ادخل قاعة الامتحانات اخفاء توتوي رغم الخوف والارباك الذي يجتاحني.. لمواجهة هذه المعركة الحامية. الخوف من المجهول يعصف باتزان الطالبات وتشاركهما الرأي مريم ادريس وعائشة سالم في التخوف من مجرد ذكر اسم الامتحانات.. واللاتي اكدن على ان الامتحانات منعطف حاسم فإما الفوز واما الفشل. وتقول مريم من شدة القلق والخوف نجد جميع الطالبات يصرخن بصوت واحد لدى قرع الجرس ايذانا ببدء الاختبار.. ويخلق هذا الصراخ المزيد من الاهوال والمخاوف في نفوس الطالبات.. وتتابع عائشة: الخوف من المجهول يشتت افكاري ويعصف بهدوئي واتزاني.. ففي ليلة الامتحان لا يقر لي قرار ولا يهدأ لي بال ومن شدة القلق الذي يشعرني ان المادة المنتظرة يستعصي النجاح فيها وذلك لكثرة المحاضرات وتعدد المواد التي ندرسها وضيق الوقت. وتضيف منيرة احمد في فترة الامتحان ينتابني قلق غريب كأنني ادخل الامتحان لاول مرة خاصة عندما تكون المادة دسمة مثل مادة الرياضيات او الكيمياء.. فأنا آخر من يدخل قاعة الامتحان وآخر من يخرج منها لكثرة المراجعة، واما المواد السهلة مثل اللغة العربية او الدين فخلال امتحاناتها أكون اول من تخرج من الطالبات. دور الأمهات في التفوق ومع وجود شريحة الطالبات اللاتي يتصورن الامتحان كابوسا يثير الرعب والتوتر ثمة امهات مكن بناتهن من التفوق وفق آليات تربوية معينة.. وذلك من خلال تنظيم الوقت وغرس روح المسؤولية كما تقول كل من ام نورا وام منيرة نحن ننظم اوقاتنا وننجز اعمالنا المنزلية مبكرا حتى اذا ما اتى ابناؤنا وبناتنا من المدارس نقوم باعداد وجبة الغداء وبعدها نسمح لهم بأخذ قسط من الراحة ليعيدوا نشاط قدراتهم على الاستيعاب وبعدها نقوم بمراجعة الدفاتر والكتب وكذا الاتصال بالمدارس شهريا للتعرف على مستويات بناتنا وعما اذا كانت طيبة ام متدنية لتلافيها. التربويات يعرضن فكرة الخوف من الامتحانات التربويات لهن رؤية خاصة في هذا الصدد حيث تقول المعلمة عائشة عبد الله : تتباين نظرة الطالبات للامتحان فهناك من يرينه شبحا مخيفا.. وعلى العكس من ذلك هناك من ينظرن اليه باعتباره عينة بسيطة يمكن تجاوزها بالاجتهاد.. كونه يعتمد على الجدية والصبر والمثابرة طول العام.. اضافة الى الذكاء والقدرة على الحفظ. ومن جانبها ترى جوهرة حكمي ان الخوف من الفشل الذي يلازم بعض الطالبات خلال الاختبارات يؤدي الى الاحباط مؤكدة على سوداوية هذه النظرة. واضافت الاختبارات وسيلة لتقويم التحصيل العلمي الذي تم خلال فصل دراسي كامل.. وعلى المعلمات ألا يحرصن على الحفظ دون الفهم، وتضيف بأن الطالبة ليست كتابا ناطقا الا في بعض الامور التي يتطلب حفظها نصا من قبل الطالبات كالآيات القرآنية والاحاديث الشريفة والنصوص الادبية او القوانين والقواعد في المواد العلمية وما يتم التنويه عنه نصا من قبل المعلمة بضرورة حفظه نصا. ومضت قائلة ان المعلمة اليوم اصبحت على قدر كبير من الوعي ومن يوجهن بحفظ النص قلة نادرة جدا تتمسك بنظرة خاطئة مشددة على ضرورة الاحساس بالمسؤولية من قبل الطالبات تجاه ما يبذله الولدان من تضحية وتكبد لاعباء الحياة من اجل توفير الراحة والامان وتيسير طرق العلم لابنائهم.