(مكةالمكرمة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ انقسم عدد من التربويين حول الإجراءات التي تتخذها بعض المدارس لتهيئة الطلاب والطالبات للاختبارات، كتنظيم الإفطار الجماعي لهم قبل دخول قاعات الامتحان وغيرها، إذ اعتبر فريق منهم الأمر مبالغا فيه والمفروض أن يتقبل الطلاب فترة الاختبارات ويتأقلموا عليها ويستعدوا لها ويكسروا حاجز الخوف بالمذاكرة والاهتمام بالمادة، في حين أكد آخرون أن للمشروع تأثيرا إيجابيا على نفسيات الطلاب وانعكس على أدائهم ورفع مستوى الإجابات بطريقة جيدة. وكانت إحدى المدارس في منطقة الليث عمدت إلى أمور عدة، رأت فيها مديرة المدرسة محسنة البركاتي كسرا لحاجز الخوف والقلق والرهبة لدى الطالبات، أطلقت عليه مشروع «اختبار بلا قلق» حيث وفرت للطالبات المستلزمات المدرسية التي تختص بالاختبارات داخل القاعة مثل أقلام الرصاص وغيرها وأعدت لهن جانبا يحتوي على أصناف عديدة من طعام الإفطار، والكعك، والمعجنات، إضافة للمشروبات الباردة والساخنة، ودعت الطالبات إلى تناول إفطارهن قبل دخولهن إلى مقار الاختبار. وتقول المعلمة عفراء الفيصل معلمة اللغة الانجليزية في الثانوية الأولى في جدة إن للمديرة الحق في اتخاذ أي أسلوب تربوي تراه يهدف إلى صلاح الطالبات ويحقق الغرض الإيجابي منه، معتبرة الاستعدادات المتزامنة مع وقت الامتحانات تهيئة نفسية وبدنية وفكرية للطالبة قبل دخولها إلى قاعة الامتحانات فمن تقوم بعمل ركن كفطور عام للطالبات أو توزيع الحلويات والتمر بصرف النظر عما فيها من فوائد صحية تعتبر خطوة سليمة للتقارب الاجتماعي بين الطالبات والمعلمات وكسر رهبة الامتحانات. وعن ذلك تقول مستشارة مدير عام التربية والتعليم بجدة جواهر مهدي إن الأمر يعد مبالغا فيه في بعض المدارس والمفروض أن يتقبل الطلاب والطالبات فترة الاختبارات والتعود عليها والاستعداد لها وكسر حاجز الخوف بالمذاكرة والاهتمام بالمادة والحرص على إتمام مراجعتها ولا يعتبر ما تفعله هذه المدارس ذا جدوى في كفاءة الإجابات. وقالت «لا بأس من توزيع قطع من الشوكولاته أو حبات من التمر لتنشيط الأذهان، إذ تعد الاختبارات ممارسة يومية لا تستوجب كل هذه التهيئة والاستعداد»، مبينة أن تلك الإجراءات فيها إشغال للطالبات والطلاب عن مراجعة المواد قبل الدخول إلى الاختبارات والاهتمام بما يقدم لهم. وعلق مدير التربية والتعليم بمكةالمكرمة السابق حامد السلمي على ذلك بقوله إن التهيئة من قبل المدرسة للطلاب والطالبات من اجل الاختبارات واجبة ولها مردود إيجابي ولكن لا إفراط ولا تفريط فربما ينقلب الأمر إلى ضده حيث يتجه الاهتمام من قبل الطلبة والطالبات إلى هذا الأمر المبالغ فيه عن التهيئة الذاتية والخلو بالنفس قبل الدخول إلى قاعة الاختبار. وأفاد السلمي أن هذا الاستعداد لا بد أن يتم دون إسراف و لا تبذير مثلما هو في أمور تناسب الأفراح والمناسبات التي لا تمت إلى التربية بصلة حيث ان التربية سلوك وهذا سلوك لا يتفق معها فلا زيادة يشملها بذخ وإسراف ولا تشديد وتضييق عليهم. ورأى أنه لا بأس بالتهيئة إن كانت جاذبة ومحسنة ومنمية للسلوك والفكر وتبعث الراحة النفسية للطلبة والطالبات، أما ما نراه من بعض المدارس فهو إنفاق وإسراف مذموم مرفوض. وعن تأثير هذه التهيئة والاستعداد قبل الدخول إلى قاعة الاختبارات علق الطبيب والاستشاري النفسي بمستشفى الملك عبدالعزيز بمكةالمكرمة محمد بخاري بأن القصد من ذلك هو التقليل من رهبة الاختبارات وهذا الإجراء جيد في حدود المعقول ولكنه متأخر عن وقته لأن التهيئة لابد ان تكون من بداية العام الدراسي بالمذاكرة الجادة والاستيعاب الصحيح للدروس، كما أن في الاختبارات الدورية المتكررة اكبر تهيئة وإعداد نفسي للاختبارات النهائية أما ما يقدم من أنواع الأطعمة والمشروبات وغيرها فلا يرى بأنها تحقق الهدف المنشود وجدواه بسيطة لا تعم بالفائدة على الجميع.