اصبحت مرحلة الامتحانات تشكل لدى الطلاب وأسرهم قلقاً يؤرقهم مما ينتج عن ذلك حالة من الخوف والرهبة قد يؤدي في بعض الاحيان الى نتائج عكسية خلال وقت الاختبار.. «الرياض» رصدت آراء عدد من الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات حول الطريقة التي يمكن فيها الحد من حالة الخوف من الاختبارات. استمر الخوف يقول الطالب عبدالله حسين ان المعلمين ومديري المدارس يسهمون في زرع الخوف من الامتحانات في نفوس الطلاب حيث يتوعد بعض المعلمين الطلاب بتصعيب الاسئلة بطرق متعددة. وتتساءل الطالبة حنان القحطاني عما اذا كان الامتحان بطريقته التقليدية يكشف قدرات الطالب العلمية وقال: لماذا لانحذو مثل الدول المتقدمة في اوروبا وأمريكا في تطبيق الامتحان. ويرى الطالب الجامعي سعيد حسين ان الامتحانات لها رهبة خاصة قائلاً: لو كان الاختبار رجلاً لقتلته فقد حول البيوت الى حالة طوارئ من حيث درجة الحذر والترقب حتى الأهل فإنهم يساهمون في زرع الخوف والرعب من الامتحانات من خلال حزمهم معنا وشحننا بالتوتر والقلق. الطالب حاتم البسامي قسم حاسب آلي أكد ان الاختبارات كابوس مخيف وبالرغم من انني اوشكت على التخرج الا انه يظل هاجس الامتحانات وشبح هذه العبارة يسيطر على ذاكرتي ربما حتى بعد التخرج. المسؤولية مشتركة ويرى الاستاذ عبدالعزيز ابو مدني مدير متوسطة القرحاء ان الاسرة معنية بمعالجة هذه الظاهرة ومتابعة الابناء منذ بداية العام الدراسي في الجانب التعليمي وتخفيف اجواء التوتر والحرص الزائد ايام الامتحانات حيث ان اولياء الامور يطالبون من طالب المرحلة الثانوية نسبة معينة فوق 90٪ من الدرجات مستخدمين عبارات التهديد والوعيد فأصبحت الامتحانات بمثابة الحاكم لمصير هذا الطالب وذاك. ويضيف مدرس اللغة العربية بالمدرسة الاستاذ عبداللطيف الشريف ان الحالة النفسية وخوف الطالب من مرحلة الاختبارات تؤثر على الطالب من ناحية التفكير والتركيز فقد تكون المعلومة بسيطة والاجابة محددة ولكن رهبة الاختبار تنسي الطالب ما حفظه. وعزا المرشد الطلابي الاستاذ حسين بن سلطان الخوف من الامتحانات حالة نفسية انفعالية مؤقتة تعتري العديد من الطلاب قبل واثناء الامتحان وسبب ذلك الطالب نفسه فهو يريد ان يثبت ذاته ،وحذّر من السهر الطويل ومن تناول المنبهات. وتقول احدى المعلمات ان للأسرة دوراً كبيراً في هذه الظاهرة.. وتساءلت لماذا لاتتابع الاسرة ابناءها من بداية العام الدراسي مشيرة الى ان المدرسة حيث تدعو امهات الطالبات لمجلس امهات فلايحضر منهن الا القليل.. واضافت ان الاسرة تتوعد الطالبة بأنواع من العقاب والحرمان من السفر اذا لم تحصل على نسبة عالية مع العلم ان بعض الطلاب ذكاؤهم محدود وكذلك قدراتهم متفاوتة.. وعن معاناة اولياء الامور يؤكد علي عبدالله بأنها معاناة أزلية وخوف مستمر لايتوقف خاصة في المرحلة الثانوية حيث تعتبر مرحلة فاصلة فيها يتحدد مستقبل الطلاب فهي مفترق طرق. وخلاصة القول ان الطلاب يلقون باللوم على المعلم والمعلم يشكو بدوره من تهاون وتكاسل الطلاب ويبقى السؤال الاهم مشرعاً حول الخطة التربوية والمناهج والموضوع بحاجة الى دراسة لبحث وتقييم واقعنا التربوي والعمل على التطوير نحو الافضل والاستفادة من الدول المتقدمة في هذا المجال.