ياليتني بينك وبين المضره من غزة الشوكة إلى سكرة الموت لتكن بداية مدخل الحديث من آخر ما كتبه المرحوم الأمير الشاعر سعود بن بندر «يرحمه الله». نعم انه غاب عنا ولكن لم يغب ذكره الطيب ولم تغب قصائده الرائعة والجميلة. يقول والد الشاعر الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن: لقد كانت لطفولته ذكريات جميلة، ومن ذكريات عبث طفولته المحبب الى النفس، انه حينما عدت من رحلة قنص، جاء الى كراج السيارات وكان ذلك هو أول يوم يدلف فيه إليه وطلب من المسؤول عن الكراج فتح الباب.. وتناول المفاتيح واستدعى كل من كانوا في المجلس، واعطى كل واحد منهم مفتاحاً وأمرهم بإخراج سياراتهم وقال: يا والدي والشموخ في هامته (شرهت الخويا). هذا الموقف نموذج بسيط من مواقف كثيرة لهذا الانسان الذي يحمل الكثير والكثير من أخلاقيات البدوي الأصيل. لم أقابل في حياتي هذا الأمير النبيل ولكنني أسمع عنه ما يثلج الصدر وذلك حينما أقابل وأجلس مع بعض الشعراء الذين تقابلوا وجلسوا معه. ولا أنسى تلك الدموع التي تخرج حباً وتقديراً للأمير الشاعر المرحوم سعود بن بندر رغم مرور وقت طويل على وفاته. فالحقيقة الأسماء كثيرة التي تتحدث عنه ولكن ما لفت نظري هو حال الشاعرين صنيتان المطيري والحميدي الحربي وكأن هناك «غصة» وحباً كبيراً لم ينفجر بعد.. أثناء الحديث عن هذا الأمير الشاعر. اتمنى ان يطلق كل واحد منهما العنان للقلم للحديث عنه لكي نزداد حباً وولعاً وشعراً به انساناً وشاعراً ونموذجاً مشرفاً غاب عنا ولم تغب ذكراه. سوف أطرح أبيات مختصرة مما قاله الأمير الراحل وأنا متأكد ان كل واحد منكم سوف يطير فرحاً مع كل بيت وسوف يحفظه عن ظهر قلب إن لم يكن قد فعل. موت القلوب يفوق موت الرجاجيل شوف العيون وما يبي له شطاره منهو حبيبك غايتي بس اهنيه على حسن حظه عشانك حبيبه قالوا تحبه قلت ماهوب بالحيل بس انه أغلى شوي من نور عيني حظ وضعني بين هذا وهذاك أنا اشهد انه حزني ما نفعني ماهو غلط تشعر بزلتك وتعود صدري وسيع للعذر والسموحه وش عاد أقول وما بقى عندي أسرار كلش تشوفه واضحٍ في عيوني رحمك الله يا سعود بن بندر رحمة واسعة.