في يوم العشرين من شهر رمضان انتقل إلى رحمة الله عميد عائلتنا محمد خليل عناني، فاضت روحه وفاضت العبرات من أعين أبنائه وعائلته جميعاً حزناً على فراقه فهو كبير العائلة ومكانته لدى الجميع عالية تغمده الله برحمته وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، رغم أنني لم أكن أراه كثيراً بسبب عملي وسكني في الرياض إلا أن ذكراه لم تبرح خيالي وأجده يظهر أمام عيني في مناسبات كثيرة فهو جزء من أحب الذكريات إلى نفسي وقد ترك في نفوسنا أسى رغم رضائنا بحقيقة سيذوقها كل من على وجه البسيطة وهذه سنة الكون . يقف قلمي حداداً على رحيله لا زلت أذكره في طفولتي المبكرة وأذكر تجمهر الفقراء ببابه ينتظرون إحسانه ويده البيضاء تمتد إليهم سعيدة بعطائه، ودعواتهم له التي تنهمر كالمطر على إحسانه إليهم ستنير قبره، العم الغالي الذي أبعدتنا عنه الأيام والسنون والآن الفراق الدنيوي ولكنها لن تبعد عنا ذكراه نحن أبناء أحمد رحمهم الله جميعاً . لقد أثارت وفاته في نفسي ذكريات أبي الذي كان يكن له كل الحب ذكريات عاودتني بكل حلاوتها ورجعت بي لأرى ابتسامة أبي التي لم تغب عن عيني وهو يتحدث عنه وكأنه لا يزال معي . عادت بي الذكريات وفي أذني صوته وهو يقص علي بعضاً من سيرة أبي بما فيها من إثارة وأحداث، وقد كان هذا آخر حديث لي مع عم محمد رحمه الله كم أمتعني وأسعدني وملأ قلبي حباً له . أتقدم بعزائي الحار لزوجه وأسرته وعلى رأسهم ابنه البار أخي الفاضل حسن، وإخوانه خليل وخالد وفؤاد وفريد ومنصور، وكل بناته الحبيبات وإخوتي وكل أحفاده وعائلة العناني جميعهم . . " إنا لله وإنا إليه راجعون " .