لو يؤخذ رأيي لأدرجت كلمة تفشي ضمن مصطلحات الاعلام ودرستها على أساس أنها الكلمة التي تدير الصحافة في المملكة بطريقة خفية, وكما نعرف فالصحف السعودية ليست صحافة خبر بقدر ما هي صحافة رأي يعاد تقليبه ثم تقليبه كما تقلب السمكة في الزيت حتى تحترق. فكل الوقائع في الصحف ليست وقائع تحدث ضمن سياق الحياة الطبيعية فكثير من الناس تم تدريب روحه على رفض أي تبديل لكي يبقى كل شيء في حدود المألوف. فنظرتنا في الحياة قائمة على صح أو خطأ ضار أو نافع وبالطبع فالنافع والصح معروفان ومحددان سلفا, فالجديد أو الطارىء أو المستورد لا يمكن أن يأتي بنافع ومن هنا أصبح أي شيء يتم تبنيه من قبل مجموعة من الناس أو فئة من فئات المجتمع يدخل في باب التفشي, فصياغة الخبر أو التحقيق هو في الواقع ليس صياغة معلوماتية وانما صياغة أيدلوجية أو نصائحية, فالصحفي لا يكتفي بنقل ما شاهده بل يضع عليه ويغلفه باطار نصائحي يقوم عليه لذا فكلمة تفشي أساسية في صياغة الأخبار والتحقيقات, من الصعب أن تفصل بين النظرة التربوية التي يبثها كاتب الخبر وبين الخبر نفسه تفشي ظاهرة استئجار السيارات الفاخرة بين الشباب ظاهرة الشباب الذين يستأجرون سيارات فاخرة بالقطة أين مصدر القلق الأخلاقي في ظاهرة مثل هذه؟ مجموعة من الشباب يجتمعون ويستأجرون سيارة فاخرة يستمتعون بها لماذا يستخدم مع ظاهرة مثل هذه كلمة تفشي؟ تفشي ظاهرة النساء اللاتي يحملن جوالاتهن في الأسواق, لا يحق للمرأة أن تحمل جوالاً, تفشي ظاهرة استئجار الصالات وقاعات الأفراح لاقامة حفلات النجاح بين البنات, لا يحق للمرأة أن تحتفل, تفشي ظاهرة الملابس الرياضية بين الشباب والتجوال بها في الأسواق أي لا يحق للشاب أن يستمتع بشبابه, والغريب في الأمر ان كثيراً من المربين والكتاب والمسؤولين يقعون في الفخ. سعادتكم تلاحظون تفشي ظاهرة الشباب الذين يقودون سياراتهم حاسرين الرأس كيف نعالج هذه الظاهرة؟ فطالما ان السائل وظف كلمة تفشي فقد أنهى أمر السؤال, فكثير من المربين يقع في الفخ بحيث لا يعيد بناء السؤال ويقدم رؤيته في الموضوع وانما يتبنى على الفور ما جاء فيه مدفوعا بكلمة تفشي الى منتصف الطريق للاجابة, لقد وضعه الصحفي الصغير في وضع معاد لما يحدث معتمدا على قيم المقاومة الطبيعية للتغير عند الانسان, بتأمل كلمة تفشي ومجموعة من الكلمات القليلة الأخرى ودوران هذه الكلمات الكبير في الصحف المحلية يمكن أن نقرأ الأساس الذي تقوم عليه الصحف المحلية عند معالجة قضايا الناس. لمراسلة الكاتب YARA2222*HOTMAIL.COM