استضافت اثنينية الشيخ عثمان الصالح ليلة أمس الأول صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز، وكان موضوع النقاش الذي أداره الدكتور فهد العرابي الحارثي عضو مجلس الشورى «إسهامات الوليد بن طلال الإنسانية والخيرية». واكتظت صالات الاثنينية بعشرات المفكرين والأدباء والمثقفين ورجال الأعمال الذين حرصوا على التواصل مع موضوعات الاثنينية «الثرية» ولقاء الأمير الوليد. الأمير الوليد بن طلال لدى وصوله مقر اثنينية الشيخ عثمان الصالح *تصوير/ حسين حمدي بدأت الأمسية عند الساعة 45 ،10 مساء بآيات من الذكر الحكيم، عقب ذلك ألقى الأستاذ بندر بن عثمان الصالح المشرف العام على الاثنينية كلمة بهذه المناسبة قال فيها: «كنت أحسب حتى وقت قريب أن مناطحة السحاب حكر على معجزات البناء.. ولكنني أدركت لاحقا ان الإنسان بأعماله الحضارية والنبيلة المؤثرة في أعماق مجتمعه يستطيع أيضاً أن يعانق السحاب.. فالأعمال الحضارية النبيلة تؤسس واقعاً إنسانياً وتكافلاً اجتماعياً تعجز الناطحات عن مباراته وهو يشق طريقه إلى عنان السماء. إننا لا نقف اليوم أمام رجل استطاع أن يعرب مصطلحات الاقتصاد العالمي لتنسجم مع اسمه العربي فحسب، وإنما نقف أمام رجل استطاع ان يطوع المال ليكون أداة لرسم الابتسامة وزرع الأمل في النفوس.. كما هو أداة للاستثمار الناجح.. إنكم تجالسون هذه الليلة الرمضانية المباركة رجلاً اختار ان يسلك طريقاً مختلفاً لا ليتميز به بل ليميز به علاقة المال بالإنسانية وهي علاقة ظلت عند مفكري الحضاري الغربية علاقة نقيضين تستثنى فيها الحالات.. بينما في عالمنا الإسلامي الأصيل نعممها ولا نستثنيها.. وما الوليد بن طلال إلا نبت طيب غرس في هذه الأرض الطيبة وسقي بمياه دينها الحنيف.. لتمتد أغصان العطاء لهذا الوطن المعطاء. أيها الأحبة.. إن مفهوم العمل عند الوليد بن طلال لا يعرف حدود الزمان أو المكان.. فهو في حالة عطاء مع نفسه طيلة الوقت.. ينهل من ذاته بنفس القدر الذي يريد ان ينهل منه الآخرون.. وليس مجال كلمة ترحيب قصيرة كهذه.. ان تسرد القصص وتعدد الحالات التي ظللتها سحب عطاء الوليد بن طلال.. فأحالت مناخها ربيعاً لا يخلفه صيف.. لأنني لو فعلت لمضت ليلتكم كلها قبل ان اتجاوز البداية.. فهي أعمال أشبه بجبل الثلج لا يظهر منه إلا قمته.. بينما يسكن الجبل في بطن المحيط، ولكن جبال الوليد لا تذوب. أيها الاخوة.. لقد وقف الوليد على منصة الكوكب وكأنه يخاطب أمم الأرض قاطبة.. أنا نموذج لما يمكن للشباب السعودي أن يصنع وينجز ويصدر.. فشاب يجلس اليوم إلى جوار أستاذه ليقول له.. حق لك ان تفخر بتلميذك وحق للوطن ان يفخر بالتلميذ والأستاذ.. فالوليد عانق النجوم ليرسم صورة الإنجاز السعودي على خارطة الفلك.. فهنيئاً لنا بالوليد بن طلال نجماً يزين سماء وطنه.. قبل سماء الأرض كلها.. ومنارة تهتدي بها مراكب الشباب الطامحين عندما تعصف بهم الرياح.. لتبث في نفوسهم الأمل بالنجاح». كلمة د. فهد الحارثي عقب ذلك ألقى مدير الأمسية د. الحارثي كلمة سجل فيها سعادته الغامرة بإدارته أمسية جميلة يكون فارسها وربانها الوليد بن طلال، وقال: إن ما يكبر الناس في الوليد انه أمير في نسبه وأصله وأمير في أخلاقه وأناقة عيشه وحبه للبر والخير وتواق إلى إنجازات الأمير الوليد العديدة والتي أصبحت اسطورة في العصر الحديث. وقال: بدأت قصة المليار الأول عندما عاد من الولاياتالمتحدةالأمريكية حاملاً البكالوريوس عام 79، وبين ذلك المليار وال23 عاماً اللاحقة توالت الإنجازات تلو الأخرى واستعرض د. الحارثي المفاهيم الحديثة للأمير الوليد بن طلال في إدارة أعماله الناجحة. مداخلة د. عبدالرحمن الزامل ثم اتيح المجال لطرح مداخلات الضيوف والحضور حيث بدأ الدكتور عبدالرحمن الزامل عضو مجلس الشورى مداخلته بالحديث عن نجاحات الوليد بن طلال كرجل أعمال سعودي متميز. وقال إنه من النادر في هذا العصر ان نرى رجل أعمال ينشر ويعلن ميزانيته كل 3 أشهر كما يفعل الوليد، ليعلم الجميع مصداقيته وشرعية كل ما يقوم به. ثم عرج على سرد مميزات الوليد بن طلال كرجل أعمال ناجح له سياسة مالية متزنة ورجل دولة من الطراز الأول وله أيضاً سياسة مالية وخارجية وإنسانية متعددة. وقدر د. الزامل في هذا الصدد جهد الأمير الوليد المتميز في دعم مشروع «كير» في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقيامه بدعم برنامج إسلامي هناك يتمثل في ترجمة وطباعة كتب عن الرسول صلى الله عليه وسلم. مداخلة حمد القاضي ثم ألقى الأستاذ حمد القاضي رئيس تحرير المجلة العربية وعضو مجلس الشورى مداخلة.. حيَّا فيها الأمير الوليد بن طلال على دعم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية فيما يقوم به لتوضيح صورة الإسلام والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر. ودعا سمو الأمير الوليد وبقية رجال الأعمال إلى دعم الثقافة السعودية كدعمهم لبقية المجالات. مشيراً إلى أن المثقف قد يكون مبدعاً علمياً أو ثقافياً أو أدبياً أو طبياً واستشهد الأستاذ القاضي بما سبق وطرحه عبر «الجزيرة» حول الدعوة لتكريم المثقفين والمبدعين السعوديين وتجاوب الأمير الوليد بن طلال مع الفكرة. وقال إن هناك الكثير من هؤلاء المبدعين على مستوى العالم مثل الدكتور محمد الفقيه والناقد عبدالله الغذامي والأديب عبدالله الجفري بحاجة إلى التقدير والدعم المعنوي والفكري ليتزامن مع تقدير الدولة الكبير لهم. مداخلة د. عزيزة المانع ثم ألقيت كلمة الدكتورة عزيزة المانع ألقاها نيابة عنها الإعلامي محمد الخيري، قالت فيها: سمو الأمير الوليد بن طلال هو واحد من أولئك العظماء الذين طبعت نفوسهم على النبل والمروءة فأشركوا الناس معهم فيما أنعم الله عليهم به من هبات، فكانوا خيراً وبركة على أمتهم. لقد سخّر سمو الأمير الوليد ماله لخدمة المجتمع في ثلاثة أبواب هي من أهم وأشرف أبواب الخدمة الاجتماعية: مكافحة الفقر والجهل والمرض، ولقد فرغت للتو من مطالعة صحف اليوم «السبت» وقد كانت جميعها تذكر بامتنان أحدث تبرعات سموه السخية لصالح تلك المجالات الثلاثة، فتجلى في سلوكه، حفظه الله ، وفاء المواطن وبر الابن لمجتمعه وأمته. إن أعمال سمو الأمير الخيرة المتعددة معروفة للجميع وتشهد له بعلو الهمة وصدق الضمير والاخلاص في المواطنة، وهي أعمال تحقق في مجالاتها منافع ملموسة للمجتمع وأهله ويتجسد فيها مثال ناصع لتوظيف الثروة فيما يعود بالخير والنفع على المجتمع والأمة. لقد أسس سمو الأمير عبر سيرته، مدرسة نبيلة ملأى بمعاني الإنسانية المشعة بروح الاحسان، يتعلم فيها أبناء هذا الجيل صور التعاون والتكافل والتآزر بين القوي والضعيف، والقادر والعاجز، والغني والفقير، والصحيح والمريض، والجاهل والعالم، لقد صنع سموه بأفعاله الحسنة قدوة مضيئة تضئ للناس طريق حياتهم. فهنيأ له بما حقق وأحسن الله إليه كما أحسن إلى أمته. مداخلة الأستاذ حسين العذل ثم جاء دور الأستاذ حسين العذل الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بالرياض.. قال فيها: «حسبت أن الحديث عن سمو الأمير الوليد سهلاً فوجدته سهلاً ممتنعاً.. حديقة غناءة وبستان أينعت ثماره ولا أدري بماذا أبدأ وكيف أبدأ». واستعرض الأستاذ العذل نسب الأمير الوليد وجده الملك المؤسس ووالده الأمير طلال ذي النظرة الثاقبة في مجال التنمية الاجتماعية. ووالدته إحدى المنجبات العربيات التي تنسب إلى أسرة عربية عريقة وجده لأمه رياض الصلح أحد رواد العمل العربي، ودعا في ختام كلمته الأمير الوليد إلى لقاء رجال الأعمال من خلال الغرفة التجارية والصناعية بالرياض وتمنى من سموه قبول الدعوة. مداخلة صالح كامل بعد ذلك ألقيت كلمة الأستاذ صالح كامل الذي لم يتمكن من الحضور لظروف وجوده خارج المملكة. وقال فيها: كان يسعدني الحضور وخصوصا اني أعلم الكثير عن الجانب الذي ستتحدثون فيه ربما لا يعلمه بعض الحاضرين، ولكن وجودي خارج المملكة وارتباطاتي السابقة تحولان دون ذلك. فأنا أعرف ان الله سبحانه وتعالى لم يُنعم عليه فقط بالمال الوفير وإنما انعم عليه بنعمة التوفيق للانفاق من هذا المال على أوجه الخير فيما يعلمه عنه الناس، وكثير مما لا يعلمون. وانعم عليه بطاعته فلم اشاهده يوما يرتكب محرما أو منكرا ولا يشجع بطانته على ذلك، ولا يترك فرضه أينما يكون. ومن نعمه عليه نعمة الشكر لله فهو عبد شاكر حامد، لذلك فالله يزيده مصداقا لقوله تعالى: {لّئٌن شّكّرًتٍمً لأّزٌيدّنَّكٍمً }. كم كان بودي الحضور لأقول ذلك والمزيد بنفسي ولكن ارتباطاتي السابقة تحرمني من ذلك. مداخلة الدكتور حافظ المدلج وتطرق الدكتور حافظ المدلج في مداخلتها على الجانب الرياضي ، واندهش في بداية حديثه من ان الإعلام لم يعطي الأمير الوليد حقه المفروض إلى الآن. وقال: أود التنويه بحيادية الأمير الوليد ودعمه لجميع الأندية دون استثناء ثم دعمه لرياضة السعودية عبر محورين هما الدعم ونبذ التعصب وما أقره مجلس الوزراء مؤخراً حول خصخصة بعض القطاعات ومنها الرياضة، وهي عملية لن تنجح وتكتمل ما لم يتم دعمها من قبل رجال الأعمال وأولهم الوليد بن طلال ذو الإدارة الاحترافية والعقلية الناجحة وحبذا لو يكون لسموه قصب السبق في تحويل الأندية الرياضية لشركات. مداخلة محمد رضا نصرالله وتناول الأستاذ محمد رضا نصرالله مايكروفون الحوار وألقى مداخلة مقتضبة، أوضح فيها انه لم يسبق أن رأى هذا الحشد الهائل من الحضور بمثل ماشهدته اثنينية الصالح اليوم وتطرق إلى دعم الوليد الفاعل للجانب المتعلق بالترجمة وطباعة الكتب على مستوى الإعلام. وتمنى لو تبنى سموه مشروعاً إعلاميا كبيراً لنقل الصورة الحقيقية للحضارة العربية ودعم المؤسسات الدينية. مداخلة العشيوي تلا ذلك مداخلة سعد بن محمد العشيوي، قال فيها مستعرضا مواهب ومميزات الوليد: أُتيحت لي في الأيام القليلة الماضية فرصة مرافقة سمو الأمير الوليد بن طلال في إحدى رحلاته البرية فلمست عن قرب بعضاً من سجايا وأفعال وتلقائية هذا الرجل، وأنا بهذه الكلمات أحاول أن أصوره كما شاهدته. إن الوليد بن طلال أنموذج للطموح وللفكر المعاصر وهو في نفس الوقت النخلة الباسقة الممتدة جذورها إلى رحم هذه الأرض العامرة بحب الله وأصيل عاداتنا وأخلاقنا السامية. هذا هو الوليد بن طلال ان قدرته البارعة في فك طلاسم لغة العالم المتقدم وفهمها وبالتالي التعامل معه بوعي وادراك عميقين، هذه القدرة لم تقف حائلاً بينه وبين هواء هذه الصحراء وسمائها وبيوت شعرها المغزولة من عزة وإباء. وان فكره المشغول بتجميل العيون ببشائر الفجر وتمهيد الطريق لخطى الغد. إن فكره المملوء بكل هذا لم يشغل قلبه ولو للحظة واحدة عن التمثل مطرا يروي جفاف أيدي المحتاجين أو تداوي به جراح الصبر والمعاناة. الوليد بن طلال ساهم ولازال في ابقاء شجرة الخير المتجذرة في قلب هذه البلاد عامرة ندية. وامتد ظلها وثمرها حتى أقصى بقعة هجير في هذا العالم. تمتد يمينه ديمة مطر على قلب مواسم القحط ليبتسم الربيع وتزدهر الصخور الصماء. هذا الرجل أصالة في العطاء والكرم وتجسيد رائع لصورة من أسمى صور الأخلاق النبيلة التي غرستها عاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة وأكد عليها ورعاها ديننا الإسلامي العظيم. وان كفاءته في الرؤية لم تكن يوما ستارا على عينه أو حجابا يمنعه من رؤية الأيدي الممنوعة عفة، ولا الصمت الناطق خجلاً ولا ما حوت الصدور هما ولا ما سقط من الأوراق جفافا. لذا ينهمر فرحان فيذهب الصدا.. وتبتل عروق.. هذا هو الوليد بن طلال ابن اخلاق هذه البلاد الأصيلة وأنموذج الأمير الفارس المعاصر. هذا ولا أزكي على الله. توالي المداخلات عقب ذلك المداخلات السريعة من قبل الدكتور أنور عشقي والمهندس أسامة كردي ومحمد البرجس وصالح العوين والأستاذ عبدالرحمن السدحان ومحمد السليمان وسفير دولة فلسطين.