«هيئة الإحصاء»: معدل التضخم في السعودية يصل إلى 1.9% في أكتوبر 2024    البلدية والإسكان وسبل يوقعان اتفاقية تقديم العنوان الوطني لتراخيص المنشآت    الذهب يتراجع لأدنى مستوى في 8 أسابيع وسط ارتفاع الدولار    اختتام مؤتمر شبكة الروابط العائلية للهلال الأحمر بالشرق الأدنى والأوسط    الوداد تتوج بذهبية وبرونزية في جوائز تجربة العميل السعودية لعام 2024م    وزير الخارجية يصل لباريس للمشاركة في اجتماع تطوير مشروع العلا    صندوق الاستثمارات العامة يعلن إتمام بيع 100 مليون سهم في stc    "دار وإعمار" و"NHC" توقعان اتفاقية لتطوير مراكز تجارية في ضاحية خزام لتعزيز جودة الحياة    "محمد الحبيب العقارية" تدخل موسوعة جينيس بأكبر صبَّةٍ خرسانيةٍ في العالم    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    مصرع 12 شخصاً في حادثة مروعة بمصر    ماجد الجبيلي يحتفل بزفافه في أجواء مبهجة وحضور مميز من الأهل والأصدقاء    رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    رقمنة الثقافة    الوطن    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    عصابات النسَّابة    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    صحة العالم تُناقش في المملكة    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    لاعبو الأندية السعودية يهيمنون على الأفضلية القارية    «جان باترسون» رئيسة قطاع الرياضة في نيوم ل(البلاد): فخورة بعودة الفرج للأخضر.. ونسعى للصعود ل «روشن»    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    استعادة التنوع الأحيائي    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    ترامب يختار مديرة للمخابرات الوطنية ومدعيا عاما    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    «الحصن» تحدي السينمائيين..    المنتخب يخسر الفرج    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    رينارد: سنقاتل لنضمن التأهل    بوبوفيتش يحذر من «الأخضر»    أجواء شتوية    التقنيات المالية ودورها في تشكيل الاقتصاد الرقمي    الذاكرة.. وحاسة الشم    السعودية تواصل جهودها لتنمية قطاع المياه واستدامته محلياً ودولياً    أمير المدينة يتفقد محافظتي ينبع والحناكية    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    محافظ الطائف يرأس إجتماع المجلس المحلي للتنمية والتطوير    نائب أمير جازان يستقبل الرئيس التنفيذي لتجمع جازان الصحي    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاثنينية ليست لتصفية الحسابات والطعن في الظهر
لم أغضب من أحد .. ولم يغضب مني أحد ..!
نشر في الجزيرة يوم 16 - 03 - 2003

إعداد وحوار: إبراهيم بن عبد الرحمن التركي - تصوير: أحمد قيزان
* هل ترى أن الوالد قد ضرب مثلاً بكتابه «المشترك» عن «الأدب
(1)
** أما الواجهة
فرجل مال وأعمال.. دنا من الثقافة بمساء.. فأكرمه أهلها بالثناء..!
** وأما المواجهة
فصدام وخصام.. لا يفسد بهما «الود» وإن ألمحا إلى «الضد»
***
(2)
** اعتادت «المواجهة» على شيء من «الشفافية»..
رضي الجميع بها.. وإن دفعوا..!
ووافق الجميع عليها.. وإن دافعوا
ومضت بعامها الثالث.. وحلقاتها الستين..
هادئة هانئة دون «أنين» أو «طنين»..!
***
(3)
** اقتربت المواجهات من أبواب «مغلقة»
وربما كسرت أقفالها..
وتسلقت «أسواراً» عالية..
وربما أشرفت على ما وراءها
ولم تغضب أحداً
ولم تغضب من أحد..
وظلت (وستظل) على عادتها تنقل ما يقال ولا شأن لها بمن يدور أو يحور أو يجور..!
***
(5)
** فتح أبوابه
وكان وفيّاً حفيّاً..
كريماً.. لطيفاً..
لكنه بدا في المواجهة
مهاجماً.. عنيفاً..
رد على السؤال بارتياب
وعلى الانتقاد باتهام..
وأضحت المواجهة اثنتين..
والأدوار مقسومة نصفين..
***
(6)
** يهدأ بعد العتاب..
ثم يسترسل في الجواب..
طلب الالتزام بعدم الحذف أو التبديل
وها هو يراه.. كما شاءه..
مع حق صاحبكم
في مداخلة.. أو تعليل.. دون تعديل..!
***
(7)
الأستاذ عبد المقصود خوجة
في المواجهة.. ومع المواجهة
من أين لك حق الحكم..؟ .. تقويمك الشخصي مرفوض..!
تصادم
* (أهلاً أستاذ عبد المقصود في هذه المواجهة التي ستكون ساخنة كعادة المواجهات..)
* بداية أود أن أؤكد على أن صفحات أي صحيفة ليست ملكاً لأحد بل هي ملك للقارئ الكريم. لذا لا ينبغي تسويدها كيفما اتفق.. وقد رأيتم أن تكون الأسئلة تصادمية، ولا مانع لدي في ذلك على أن تكون موضوعية، كما عليكم توسيع صدركم لتقبل اجاباتي بمقدار سعة صدري لتلقي أسئلتكم.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في الحوار الذي تريدونه.
تعويض
* كان والد صاحب «الاثنينية» الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود أديباً له كتابان عن الأدب الحجازي ومن وحي الصحراء، ورأس تحرير «أم القرى» وعمره «واحد وعشرون عاماً»، وتوفي قبل أن يبلغ الأربعين مما عد مؤشراً على «نباهته» وتميزه، ولأن «الابن» انصرف إلى عالم المال والأعمال، فقد أراد أن يعوض بماله ما فاته من تحصيل ثقافي..؟ ما رأيك؟
* هذا سؤال في غير مكانه، لأن العلم أمر جليل، لا يمنح ولا يشترى بأموال الدنيا كلها، لأنه ورثة الأنبياء.. وبالتالي فإن طرحك لا يقف على أرضية تسوغ الاجابة عنه.
مجاملة
* (أعرف أن العلم والأدب لا يورثان.. لكنه حسن ظن بك أعتذر عنه إذا شئت.. وأنتقل إلى سؤال آخر).. حيث يقال عن «الاثنينية» كذلك أنها اثنينية «مجاملة»، فهي لا تنتقي ضيوفها إنما تكرم الجميع، ممن قدموا «أو لم يقدموا» كثيراً للثقافة المحلية والعربية وممن مثلوا «أو لم يمثلوا» صوتاً عالياً في الساحة دون أثر فعلي.
* ما شاء الله على سؤالك الكريم.. إذا كان ما ذهبتم إليه صحيحاً فيا ترى أين تضعون أو تصنفون أساتذتنا الزيدان، والسباعي، وبلخير، وعزيز ضياء، وحسين عرب، وأبو تراب الظاهري، وعبد العزيز الرفاعي.. وغيرهم عشرات الأساتذة الأفاضل ممن ازدهت بهم ساحة «الاثنينة»؟ هل هؤلاء أتوها ضربة لازب أم أصحاب عطاء يشهد به كل ذي بصيرة، وما ظنكم بأمثال عمر أبو ريشة وأبو الحسن الندوي، والدكتور زكي نجيب محمود، والدكتور صلاح الدين المنجد، ويوسف القرضاوي، وعبد الفتاح أبو غدة، والدكتور محمد عبده يماني، والسيد عبد الله الجفري، ومحمد رضا نصر الله، والطيب صالح «مع حفظ الألقاب» رحم الله من غادرنا إلى دار البقاء.. وأمد في عمر أحبتنا الذين يسرجون أمسياتنا بمساهماتهم التي تذكر فتشكر، ومتعهم بالصحة والعافية.. وأقول: هل هؤلاء الأساتذة الأفاضل وعشرات غيرهم ممن صنفتموهم في خانة المجاملة أم لكم رأي آخر؟
مقعد
* (عفواً لا رأي لي هنا فأنا أطرح سؤالاً موجوداً في الساحة لا ينفيه دفاع ولا يؤكده اندفاع).. لكن هل أنت من يقرر الضيوف؟
* الذي يقتعد مقعد التكريم في «الاثنينية» لا ينال ذلك بارادتي أو ارادة غيري.. انما يجلس بموجب عمله ومعرفته وسابغ فضله إلا إذا اعتبرت هؤلاء الأفاضل وغيرهم قد جلسوا مجاملة.. عندها فقط تكون لسؤالك حيثية.. ويمكنك أن ترجع لاصدارات سلسلة «الاثنينية» - التي يبدوأنك لم تطلع عليها - لتعرف من كرمت من الرجال.. وأحب أن أسألك من هم الذين ترونهم كرموا مجاملة.
معايير
* (بل اطلعت.. ولدي من اهدائك بعض اصداراتها.. لكن المجال لا يأذن بالحديث عن أشخاص).. وسؤالي هو: كيف تختار ضيوف الاثنينية؟ وهل لذلك معايير منهجية أو علمية؟
* المسألة أبسط من ذلك بكثير.. فأنا لا أختار ضيوف «الاثنينية».. بل الضيف هو الذي يبرز على الساحة بعطائه وأدبه وفكره.. وما أنا إلا سبب لتقديم كلمة شكر وتقدير وعرفان على منجزه الحضاري، وبالتالي توثيق مسيرته في سلسلة الاثنينية.. بالاضافة إلى رصدها على شبكة الانترنت.. وحفظها بالصوت والصورة للأجيال القادمة ان شاء الله.
مدح
* يدعى للكتابة عن المكرم فى «الاثنينية» أصدقاؤه وأصفياؤه ليقولوا عبارات مدح مكرورة دون أن يتضمن ذلك قراءة هادئة موضوعية في أعماله تشير إلى «السلبيات» مثلما «الايجابيات».
* اتفق معكم في الجزئية الخاصة باتاحة فرصة الحديث لاصدقاء وأصفياء المحتفى به، وهذا أمر طبيعي، لأنهم أقدر الناس على اضافة معلومة جديدة عنه.. وإلا من تريد أن يعطى الفرصة للحديث؟ هل لشخص لا يعلم عن المحتفى به أي شيء؟ أما قولك بأن الحديث مكرور.. فيا سبحان الله.. من أين لك حق الحكم على حديث الناس ما كان وما سيكون؟! ولم أعرف أنك الناقد الأوحد الذي تصدر هذه الأحكام القاطعة.. إنني أطلب الكلمة ممن يعرف المحتفى به، وبالتأكيد لن يكون إلا أحد زملائه أو تلامذته أو ممن نهلوا من معين عطائه.. ومرة أخرى امل أن ترجع لاصدارات «الاثنينية» وإذا كان عندك غير ما ذكرته لك فأرجو أن تشير إليه تحديداً.. ومن ناحية أخرى فإن هدف «الاثنينية» لم يكن قط قراءة أعمال المحتفى به وتقييمها، فذلك دور تقوم به جهات أخرى مشكورة، غير أنني أتفق معكم في ضرورة عدم تكريس كلمات المتحدثين للمديح فقط، وقد طلبت ذلك مراراً وتكراراً، وأخيراً كتب الأخ الأستاذ محمد صادق دياب مقالاً رائعاً حول هذه الموضوع في جريدة «المدينة المنورة» عدد 14424 وتاريخ 14/8/1423ه الموافق 20/10/2002م، فرددت عليه مؤيداً ما ذهب إليه، وآمل أن تشهد الفعاليات القادمة توسعاً في هذا الطرح.
تكرار
* (الحمد لله أنك لم تنف محتوى السؤال كاملاً.. أما الإشارة فغير واردة هنا بسبب تعرضها لأشخاص بأعينهم).. وعلى أي حال.. تختلف «اثنينية» الأستاذ عبد المقصود خوجة عن بعض الندوات المنزلية التي تتضمن طرحاً علمياً وفكرياً واجتماعياً جريئاً في معظم الأحيان.. وتوصف - لذلك - بأنها ندوة رسمية تكرر ما يقال ولا تأذن بالاضافة المختلفة.
* أولاً لا توجد «اثنينية» عبد المقصود خوجة، ولكن «آلاثنينية» ملك كل من يشرفها بالحضور والمشاركة والمداخلة، وليس لي إلا المقعد الذي أقتعده بين زملائي الأفاضل.. أما مسألة التكرار وعدم الاذن باضافات مختلفة فآمل أن تعطيني أمثلة إذا كانت لديك حتى لا يلقى القول على عواهنه.. ولا علم لي بأن لديك ميزان العدالة النقدية التي تخولك مثل هذا السؤال والحكم على كل ما يجري في ساحة المنتديات الأدبية بمثل هذه البساطة والسطحية.. إن كل ندوة تقام في أي منزل هي في الواقع واحة نستظل بها في صحراء حياتنا.. أما تقييمك الشخصي فهو مرفوض لأنه بلا دليل ولا يؤيده سند احصائى.. فقد كرمت الاثنينية اعلاماً كباراً أمثال صاحب السمو الملكي الأمير محمد الفيصل، وأستاذنا عثمان بن ناصر الصالح، وأحمد عمر هاشم، ومحمد مهدي الجواهري، وحسن عبد الحي قزاز، وحسن ظاظا، وعلي شلش، ورضا عبيد، ومحمد سعيد رمضان البوطي، رحم الله من توفى منهم ومد في عمر البقية.. وهناك عشرات الأسماء ممن لا يتسع المقام لذكرهم.. فإذا كان طرح كل هؤلاء «غثاء» فإن سؤالك للأسف بعيد عن الحق.
ظلال
* (كلمة «غثاء» لم ترد في سؤالي.. فهي منك.. أما اطلاق اثنينية الأستاذ خوجة، فتمييز لها عن اثنينية الشيخ عثمان الصالح.. وقد عنيت أمثال «ثلوثية أبي الشيماء» «وأحدية راشد المبارك» ونحوهما وفي موضوع البساطة والسطحية التي وسمتني بهما فلا تعليق).. وعموماً يقال عن «الاثنينية» أيضاً إنها لا تستضيف أو تكرم إلا الناس الطيبين المسالمين «حسني السيرة والسلوك» - بالمفهوم الاعلامي - مما يلقي بعض الظلال عليها.. ما تعليقك؟
* بالتأكيد لا أدعو إلا الناس الطيبين.. المسالمين.. المعروفين بحسن السلوك.. إذا لم تكرم «الاثنينة» من وصفتهم. فمن يا ترى ترغبون تكريمه؟ إن كرسي «الاثنينية» لم يكن قط لتصفية حسابات أو طعن في الظهر أوغمز ولمز.. هذا كرسي يجلس عليه من نكرمه كفاء فضله وعلمه وما قدمه لأمته.. لذا فإن سؤالك غير ذي مكان.
تقصير
* (تبدو جميع الأسئلة غير ذات مكان).. ولكني سأواصل فالحديث مواجهة ولا بأس إن أثرنا نقاطاً ساخنة فيقال إن «الاثنينية» تهتم بأدباء ومفكري بعض المناطق دون أن يحظى أعلام مناطق أخرى باهتمامها.. وتحديداً فهي تعنى بأدباء الوسطى والغربية، وتقصر في حق الآخرين.. ما قولك؟
* تبسط «الاثنينية» ذراعيها مرحبة بتكريم كل من لديه اسهامات ثقافية وأدبية وفكرية أو حتى في مجالات علمية بحتة وتطبيقية لتحتفي به وتفيه بعضاً من حقه على المجتمع بغض النظر عن أي اعتبار آخر.. وحتى آلمنطقتين اللتين زعمتم أنهما استأثرتا بمن تم تكريمهم، فهما في الواقع بوتقتا صهر لكثير من المناطق الأخرى، فكثير من المبدعين انتقلوا من مدنهم وقراهم لظروف العمل واستقروا في أماكن التجمعات السكانية الكبيرة، وهذا أمر معروف على نطاق العالم كله، فقد انتفت النظرة الضيقة للمنطقة والقبيلة، ودخلنا عصر العولمة من أوسع أبوابه شئنا أم أبينا.. وبالرغم من ذلك يبدو أنك لم تمر حتى مرور الكرام على مجلدات سلسلة الاثنينية قبل تحضير أسئلتك لتعلم أن «الاثنينية» كرمت رجالاً من كل أنحاء الوطن.. فما قولك بالنسبة للأساتذة الأفاضل عثمان الصالح، ويحيى المعلمي، والدكتور عبد الرحمن العشماوي، وعبدالله العلي النعيم، والدكتور محمد بن سعد بن حسين، والدكتور راشد المبارك، وأبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، والدكتور فهد العرابي الحارثي، وعبد الله بن خميس، وعبد الله بن إدريس، والدكتور منصور الحازمي.. «مع حفظ الألقاب» وغيرهم من ذوي الفضل الذين تضيق الساحة عن ذكر اسمائهم.. وأين أنت من أساتذتنا محمد بن علي السنوسي، ومحمد العلي، وخليل الفزيع، وعبد الله الغاطي، وأحمد المبارك، والسيد الدكتور نايف الدعيس، والدكتور حسن الهويمل، وعبد الكريم الجهيمان، وغيرهم كثير ممن لا يتسع المقام لذكرهم.. أليسوا من شمال، وجنوب، وشرق ووسط المملكة؟ بالاضافة إلى علماء أفاضل من كثير من البلاد العربية والإسلامية.. وامتدت حتى أوربا والأرجنتين.. فالعلم ليس له حدود، والتكريم حق لكل من أنار لأمته شمعة في عالم الإبداع الإنساني.
كتاب
* (معظم من ذكرت -مع اعتذاري لمخالفتك- عاشوا أو يعيشون في هاتين المنطقتين وكنت أتمنى أصواتاً متوارية بعيدة عن الاعلام والأضواء في مناطق أخرى).. على أي حال.. كتاب «آلاثنينية» لا يتجاوز كونه رصداً لما يقال في كل اثنينية، وهو الأسلوب الأسهل في الإعداد.. لماذا لا يتم اعداد الكتاب بشكل مختلف يتضمن قراءات في فكر وأعمال المكرم بعيداً عن الكلمات الانشائية والحشو المجامل الذي يكرر الثناء والاعجاب والشكر بالمحتفي والمحتفى به؟
* الغرض من اصدار سلسلة «الاثنينية» في كتاب.. ومن ثم رصدها في موقع الاثنينية بالانترنت www.alithnainya.com.. توثيق هذه المسيرة الطويلة التي امتدت عشرين عاماً ولله الحمد.
وكما تعلمون فإن لكل نشاط أهدافاً ومرامي يسعى لتحقيقها، وليس من بين أهداف «الاثنينية» دراسة قراءات فكر وأعمال من يتم تكريمهم، وقصارى جهدها كلمة شكر تزجيها لمن ترى أنهم قدموا أعمالاً مثمرة تجاه اوطانهم ومواطنيهم.. فلست في مجال النقد والبحث والدراسات، فما أقدمه توثيق دقيق وأمين لفعاليات كل أمسية، أما الدراسات وغيرها فمهمة غيري، وهم المعنيون بالتحليل ونوعية الطرح سواء كان ايجابياً او سلبياً، وتحليله بموجب الأساليب المتعارف عليها بين النقاد وغيرهم من المهتمين بالشأن الثقافي.
نطاق
* بالمناسبة كتاب الاثنينية محدود الانتشار فهو يوزع على نطاق محدود، لماذا؟
* من أين أتيت بالاحصائية التي اعتمدت عليها في هذا السؤال وكأنه أمر واقع؟ إن سلسلة الاثنينية التي صدر منها حتى الان تسعة عشر جزءاً في عشرين مجلداً توزع مجاناً لدرجة اننا لم نستطع مواكبة الطلب المتزايد مما حدا بي الى رصدها في موقعها بشبكة الانترنت كما اسلفت، وبالتالي فهي متاحة لمن يطلبها في لحظة.
سلسلة
* (التوزيع المجاني يعني محدودية الانتشار).. عموماً هل ضمت السلسلة كل فعاليات الاثنينية؟.
* ضمت السلسلة كل فعاليات «الاثنينية» منذ تدشينها في 22/ 1/1403ه الموافق 8/11/1982م، ما عدا عام 1411ه/ 1990م حيث احتجبت تضامناً مع شعب الكويت ضد العدوان العراقي الغاشم.. ثم انتظمت حتى آخر أمسيات الموسم الماضي، وستواصل إصداراتها كل موسم بالجزء الخاص به بحول الله وقوته.
رقم
* كم تطبعون منه؟
* نطبع منه آلاف النسخ.. غير ان العبرة ليست بالعد بل بوصول المنتج الى أيدي من يفيد منه فعلاً، كما ان رصده في شبكة «الإنترنت» يعني إتاحة عدد غير محدود من النسخ في جميع أنحاء العالم.
ذكرى
* يبدو أنك لم تعش مع الوالد كثيراً.. ماذا تتذكر عنه؟
* انتقل والدي الى رحاب الله وأنا لا أعدو طفلاً.. وما أذكره عنه مثل طيف يمر بخاطر أي طفل في تلك السن.. ولا اكاد اذكر ملامح وجهه، وبالتالي اعرف عنه ما يعرفه أي طفل صغير اصطبغت حياته باليتم، ولي ذكريات من هنا وهناك.. ليس هذا موضع الإفاضة فيها.
أدب
* لماذا لم يجتذبك خطه للتفرغ للأدب؟
* كل ميسر لما خلق له.. فأنت مثلاً لماذا اخترت مهنة الصحافة، لماذا لم تشغل منصب وزير مثلاً؟ فكل إنسان عنده طاقات وامكانيات ورغبات واتجاهات وطموحات.. منا من يستطيع تحقيق بعضها ومنا من يجد ويصل وآخرون يتعثرون.. وهكذا الحياة.
شعر
* لأول مرة أعرف أن الوزارة «مهنة» « لتتجاوز هذا الجدل العجيب إلى الموهبة» هل أنت شاعر؟
* نعم.. أشعر بما تشعر به الأمة من ضيم وأسى وواقع مذل لم تعشه الأمة العربية منذ فجر تاريخها حتى الآن.
نوم
* لِمَ لم تقم بإعادة طباعة كتابي الوالد؟
* يبدو أن الاستاذ في سبات عميق.. الوالد له كتاب واحد أصدره عام 1355ه مع صديقه معالي الشيخ عبدالله بلخير «رحمهما الله»، وأعادت طباعته مشكورة شركة تهامة ضمن سلسلة «الكتاب العربي السعودي» عام 1403ه/1983م أما الكتاب الآخر فهو الأعمال الكاملة لأثار الأديب السعودي محمد سعيد عبدالمقصود خوجة الذي جمع مادته وقدم لها الاستاذ حسن الغريبي وقد صدر عام 1422ه 2002م.
إضافة
* (كان سؤالي: لِمَ لم تقم أنت بذلك قبل هذا الوقت.. مثلما فعلت مع سلاسل الاثنينية ولا بأس إن قابلت السؤال بالهجوم).. وسؤالي الجديد: هل ترى فيهما إضافة لو قرأهما أبناء هذا الوقت بعد مرور أكثر من سبعين عاماً على تأليفهما؟.
* كتب التراث لا تنتهي بالتقادم، وكتابا الوالد «رحمه الله» وثقا مرحلة مهمة من تاريخنا الأدبي والثقافي، وأحسب ان جيل اليوم والأجيال اللاحقة ستجد فيهما بعض الفائدة والمتعة، وكل يغترف من أي كتاب وفق ماعونه.. ولكن يبدو أنه لم تتح لك فرصة متابعة ما كتب من تقريظ وإشادة بكتاب الأعمال الكاملة الذي اشرت اليه آنفاً بأقلام بعض كبار المثقفين أمثال استاذنا الكبير عبدالله عبدالجبار، ومعالي الأستاذ هشام محي الدين ناظر، ومحمد الحساني، وعبدالله الشباط، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي، ومحمد سعيد طيب، والدكتور سعيد السريحي، والدكتور محي الدين اللاذقاني، وغيرهم من كبار الكتاب والمفكرين.. وبالتأكيد ما كتب هؤلاء إلا بعد تقييمهم لأهمية الطرح وتأثيره في حياتنا الثقافية والاجتماعية.
مثل
الحجازي» ليعمل آخرون بالنهج على أسلوبه كما عمل ابن ادريس في كتابه «شعراء نجد المعاصرون» وآخرون في الأقاليم والمناطق الأخرى؟
* أولاً لا تؤخذ المقارنة بين كتاب ابن ادريس وكتاب الوالد.. فارجع للكتابين واقرأهما بإمعان تجد ان سؤالك بعيد كل البعد عن الواقع.. حتى إن العنوان مختلف.
كتابة
* (يبدو انك أستاذ عبدالمقصود تود فهم الأسئلة بشكل خاص بك.. وعلى كلٍّ فلننتقل من الوالد رحمه الله إليك).. لماذا لا نقرأ لك كتابات منتظمة في قضايا ثقافية؟
* هذا شأن شخصي.. لأن الكتابة لها دوافع وكوابح ذاتية مثل تناول الطعام، او السفر، او حضور مختلف الفعاليات.. مثلي مثل أي إنسان له تلك المؤثرات التي تؤطر نشاطه الشخصي في كل مجال من مجالات الحياة.
بوابة
* لِمَ لم تدخل ميدان النشر إلا عبر بوابة «كتاب الاثنينية» لماذا؟
* كل ميسر لما خلق له.. والوضع الطبيعي ان انشر سلسلة فعاليات الاثنينية.. بالإضافة الى «كتاب الاثنينية» الذي انشره علي ضفاف فعاليات الاثنينية.. نظرا لأن أصحاب كثير من الكتب تعذرت أمامهم وسائل الطبع والنشر، مما جعلني ابذل جهد المقل للقيام بجزء من هذا الواجب في سبيل المساهمة في إثراء المكتبة ببعض المؤلفات التي ارجو ان ينفع الله بها القارئ.
دار
* ألم تفكر بتأسيس دار نشر لطباعة النتاج الفكري المتميز.. حتى لا يلجأ مبدعون الى التسول على ابواب دور النشر العربية التي تقبض منهم بالعملة «الصعبة» ويتصور القراء ان تلك الدور احتفت بهم تقديراً لهم بينما هي تستغل حاجتهم للانتشار؟
* يبدو لي أنك تعتبرني رجل كل زمان ومكان وكل عمل!! عملية النشر ليست عملي ولا تخصصي، إلا فيما يخص فعاليات الاثنينية، وكتاب الاثنينية، وإذا كان ما اشرت اليه بخصوص دور النشر حقيقة مائة بالمائة فلا بد أن يأتي الوقت الذي يلتفت فيه المهتمون بهذه القضية ويؤسسوا دار نشر تعاونية، او يقوم بهذه الدور غيرهم ممن يعنيهم أمر النشر التجاري.
إنفاق
* (لم ولن أعدك رجل كل الأزمنة والأمكنة والأعمال).. ولكن..
ألا ترى أن الانفاق في مثل هذه الأمور يوازي في المردود المعنوي والأثر الثقافي ما تنفقه على التكريم.. ألا يمكن الجمع بينهما؟
* ماذا تقصد من سؤالك؟ إذا كنت تقصد النشر على مستوى المنتدى الأدبي، فأنا أول شخص على مستوى عالمك العربي ينشر فعاليات منتدى أدبي من خلال مجلدات توزع مجاناً على معظم المهتمين والجامعات ومراكز البحث المعنية.. وبحمد الله حصل التكريم وحصل رصده وبالتالي نشره كما ذكرت آنفاً.
وظيفة
* (أقصد ماهو أشمل من ذلك).. وبالمناسبة لماذا تطبع كتاب الاثنينية في بيروت وليس في جدة او الرياض؟ ألا تعد عملك ذلك - لو تم - خدمة للاقتصاد الوطني ولرجل الأعمال السعودي؟.
* الأصل في الأشياء الإباحة.. فهل لك من اعتراض؟
وساطة
* (لا اعتراض.. ولكن «الأقربون أولى بالمعروف»، و«خيركم خيركم لأهله» وبمناسبة (الأهل) و(الاقربين) فلماذا نلجأ الى الواسطة.. ومتى نستطيع قضاء حاجاتنا في الأجهزة الخدمية دون المرور على «فلان» او اللجوء الى «علان»؟.
* هذا السؤال لا يوجه إليّ.. لأني مواطن مثلك تماماً.. وعموماً أحياناً تكون الواسطة محمودة إذا كانت تؤدي الى تقويم معوج، او إعطاء حق لصاحبه.. انما كعمل دائم لا يمر امر إلا بواسطة فهو توجه مرفوض، وهذه معضلة لا نغرق فيها وحدنا، بل عالمك العربي كله يعاني منها، لذلك ضربت الفوضي اطنابها في كثير من مواقع العمل.. وأتمنى ان نصل الى مرحلة تنعدم فيها مراجعة الموظفين والدوائر الخدمية المختلفة، ويتم العمل عن طريق البريد، وتصل الى الجهة المعنية التي تعتمدها وفق المعايير التي لديها او ترفضها مع توضيح المبررات.. وهكذا يسير العمل في سلاسة بعيداً عن أي مؤثرات خارجية.. وهذا شرحه يطول.. وعموماً نحن أحسن من غيرنا بكثير.
صحة
* «الخدمات الصحية» هل تراها متاحة بالشكل الذي يفيد «المواطن» العادي ويخدمه؟
* من المؤكد لا.. ولكن الجود من الموجود.
صوت
* كيف يستطيع الإعلام ايصال صوت من لا يملك «مكبرات» للتعبير عن احتياجاته؟
* سؤالك غريب!! الذي أعرفه اذا كان لدى أي مواطن قضية.. خاصة اذا كانت تهم المجتمع بصفة عامة، فمن المؤكد تأخذ طريقها وتناقش ويستمع اليها.. القضية لا ينظر فيها الى صاحبها كفرد، وإنما كقضية لها حيثياتها المؤثرة في المجتمع.. وحسب علمي، وكما أرى باستمرار فإن الإعلام لا يحجب القضايا في مثل هذه الحالة.. بل يتمنى طرحها.. واعطني أمثلة لأشياء تقصد بها عكس ذلك حتى تتضح لي أبعاد سؤالك.
إعلام
* (الأمثلة كثيرة.. والسؤال واضح..) وبالمناسبة ما رأيك في الإعلام السعودي؟
* لم يصل الى الغاية التي يريدها المواطن السعودي لأننا في جميع دول العالم الثالث الوحيدون الذين لدينا وزارات إعلام، ورقابة، الخ.. وأتمنى أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه في يد القطاع الخاص، كما أتمنى ان نكون في مستوى ثقافي ندرك معه مسؤولياتنا والمتوجب علينا، فاستعمال الحرية في غير مكانها خطأ كبير.. كما ان تطويعها للعمل الصحيح يؤدي الى صحة وتقويم اعوجاج كل انحراف، واتمنى ان يأتي اليوم الذي يكون فيه إعلامنا مثل الدول الأكثر تطوراً.
تحويل
* ماذا عن فكرة تحويله الى نظام «مؤسسي»؟
* انه الآن عمل مؤسسي.. فهل تريده مؤسساً أكثر من هذا؟ أنا اتمنى ان يكون عملاً فردياً لأن البقاء سيكون للأصلح، وكما أثبتت الظروف فإن الأعمال عندما تكون موزعة المسؤولية نجد ان كلاً منا يلقي عبء عمله على الطرف الآخر، وحسب وجهة نظري فإن العمل الفردي فيه روح التحدي والمنافسة مما يؤدي الى مزيد من التطور والرقي.
عمل
* (أفهم العمل المؤسسي بخلاف ما تفهمه عن صحافة المؤسسات وصحافة الأفراد - أستاذ عبدالمقصود.. فلك ما ترى..) ولي أن أسألك - إذا أذنت - ألا نزال بحاجة الى التخصصات «النظرية» التي لا يجد خريجوها مجالاً للعمل؟
* هذا سؤال يحمل اجابته في طياته.. فإذا كان التخصص نظرياً او غيره، ولا يجد خريجوه مجالاً للعمل فلماذا يلتحق به الطلاب من الأساس؟ شخصياً اعتقد ان معظم مصائبنا تنجم عن عدم التدقيق وفق احصائيات، وينبغي ان نسلك السبل التي توفر لنا الاحصائيات وبموجب لغتها نخلع شيئاً من كبريائنا.. فهل من الضروري ان يكون كل مواطن جامعياً؟ أين نحن من الكليات الصناعية التي تؤهل طلابها لمهن يحتاجها المجتمع وتوفر لهم فرص العمل مباشرة بعد التخرج؟ ولا ابرئ الجهات المسؤولة عن التعليم.. فكلا الطرفين مسؤول.. والطرف الأقوى هو الجهات المعنية بالتعليم العالي بحيث تتيح أكبر قدر لما هو مطلوب لهذا الوطن، بحيث لا يجد المواطن أمامه إلا التخصص المطلوب للعمل، وبالتالي يدرس من خلاله وينجح ويدخل سوق العمل باطمئنان.. وبالتأكيد هناك خلل ولكن لا يصحح إلا بالإحصائيات.
صخب
* في تقنيات الاتصال والفضائيات استفاد العرب من ذلك في صخب حواري يتحدث فيه الجميع دون ان ينصت احد.. كذلك في «الإنترنت» ركز الشباب العربي على غرف «المحادثات» و«الحوارات» الهامشية التي قد تتدنى لدرجة مزرية.. ما قولك؟ كيف الحل؟ وهل هي مشكلة المنزل أم المدرسة، أم المجتمع؟
* هذا سؤال بضعف مساحة الكرة الأرضية.. وطرحه لا يتأتى عبر نافذة كهذه، وعموماً فلا شك ان الأسرة لها دور، والمدرسة، والجامعة، والمجتمع، والإعلام، كلها لها أدوار مكملة لبعضها البعض.. ان القضايا المصيرية قضايا أمة، يجب ان تعالج وتناقش على مستوى الأمة.
مؤامرة
* كيف ترى نظرية «المؤامرة» التي يعزى اليها كل قصوراو انهزام عربي؟
* يبدو انك ذكرت شيئاً وغابت عنك أشياء.. نحن دائماً كلما تحدث لنا مشكلة نبحث عن الصهيونية، والرجعية، والمؤامرة، حتى أصبحت هذه الكلمات من أولويات قاموسنا الذي يساعدنا في نصب المشاجب لنعلق عليها عجزنا واحباطاتنا.. يا أستاذ ليست هناك مؤامرات، وليست هناك رجعية، وليس هناك استعمار، وغيرها من العبارات الطنانة.. وفي ذات الوقت توجد في كل العالم إفرازات وأعمال منها ما هو موجه ضدنا وضد غيرنا.. وعلينا ان ندافع عن أنفسنا ونحصنها تجاه موجات الغزو التي تحاصرنا من كل جهة.
تجسير
* (قلت: يُعزى «بالبناء للمجهول».. ولا اضافة حول هُوَّية «مَنْ غابت عنه أشياء».. ولي أن أواصل..) في نظرك ما هي سبل «تجسير» الفجوات بين الأجيال في اهتماماتها وطموحاتها؟
* لا سبيل غير العلم.. والعلم.. والعلم.. فهو وحده مع التواصل الجاد قمينان بخلق الجسور التي تربط بين الأجيال.
تشاؤم
* كيف ترى المستقبل «العربي» في عين طفل متطلع؟ وهل أنت متفائل ام متشائم بهذا الشأن؟
* للأسف انا متشائم كل التشاؤم، لأن هذا الطفل الذي يرى اخوانه وزملاءه في مسيرات يومية نحو الموت، وعيش حياة ضنكاً لغير ما سبب جناه، ويتعرض لضغوط نفسية وجسدية مضنية، نحن للأسف صرنا أمة عاهات، وأمامنا الكثير لتجاوز هذه المحنة.
اختلاف
* هل يقلقك الرأي المختلف؟
* ولماذا يقلقني؟ كل انسان صاحب رأي.. قد اتفق معه أو اختلف وفي النتيجة النهائية يجب ان احترم رأيه.. وقد حسمها إمامنا الشافعي بقوله: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».
أخبار
*( لكنه اقلقك في هذه المواجهة فعذراً..) هل نحتاج -في وقت تعدد الآراء- الى قناة اخبارية محلية؟ وكيف نقدم نشرات اخبارية مسموعة ومرئية على مستوى العالم؟.
* احتاج ان اكون صادقاً مع نفسي، وعندي حرية تعاملني بصدق واتعامل معها بصدق.. وغير ذلك يحتاج الى احصائيات وتشاور مع المختصين لمعرفة حقيقة الوضع والعمل بموجبها.. وهل هي من الأولويات أم لا.. اتمنى توجيه السؤال الى صاحب الاختصاص، فقد تركت العمل في الإعلام منذ اربعين عاماً.. ومن ناحية أخرى نحن في حاجة الى تفعيل مسألة الاستفتاء لمعرفة رأي المواطنين، وكم يطربني عندما اقرأ عن قياسات الاستفتاء التي تجري في معظم الدول المتطورة لسبر أي موضوع ثم الشروع في دراسته وفق احصائيات لاتخاذ ما يلزم حياله.. ذلك ان لغة الاحصائيات هي قرون الاستشعار لكل أمر مهما كان صغيراً أو كبيراً.
أول
* أول كتاب قرأته؟
* مثلي مثل كل عباد الله قرأت (جزء عمّ) عندما دخلت الكتّاب.
ندم
* الكتاب الذي ندمت على قراءته؟
* لم «أندم» قط على قراءة أي كتاب.. وفلسفتي في هذا الجانب أن الكتاب قد يجعلني أكثر مقدرة - بالنسبة لشخصي الضعيف- على التفريق بين الغث والسمين.
ملاذ
* كتاب قرأته أكثر من مرة؟
* القرآن الكريم.. فهو ملاذي كل يوم ولله الحمد.
مثل
* من هو مثلك الأعلى
*الأحزاب
بكاء
* متى بكيت؟
* يبكيني الكثير، فأنا مثلك ومثل كل البشر كتلة من لحم ودم وعصب، اتأثر بما يجري حولي خاصة إلا ان انهيار بعض القيم يبكيني، وكذلك هو ان امتنا على الناس، وتسولنا موائد اللئام بعد ان كنا قادة العالم وسادته.. يبكيني رخص الدم العربي، وخط الفقر المعلق فوق رؤوس اجيال تلهو بالبراءة، ومصيرها معلق بصراعات لا تعرف من «الإنسانية» إلا ما كان في خدمة مصالحها الذاتية.. انني رجل صعب الدمع، ولكن تغلبني مثل تلك المواقف التي تقفز فوق المنطق والمعقول.
سعادة
* هل أنت سعيد؟ وما هي السعادة؟
* إذا كان الإنسان راضيا عن العمل الذي يقوم به ويرى أنه سعيد فهو سيشعر بالسعادة، وغيرك قد يرى عملك خاطئاً وغير صحيح، فهذه أمور نسبية، وتعود الى موضوع الضمير، وبالتالي فأنا سعيد.. مع الأخذ في الاعتبار:
وما السعادة في الدنيا سوى شبح
لو صار جسماً مله البشر
معارضة
* لعلك تقصد الشطر الثاني بهذا الشكل:
(ناءٍٍ فإن صار شخصاً ملَّه البشرُ)
.. وسؤالي الآن كيف كنت تتعامل مع من يعارضك؟.
* كما يتعامل معي، فأنا لا أجبر أحداً على ألا يعارضني، فمن حقه ان يعارضني ومن حقي ان امتنع عن قبول آرائه، مع احترامي التام لها.. وان يتسع صدري لكل الآراء دون تسفيه او تحقير لأن الحياة علمتني أشياء كثيرة كنت اعتقد انها خطأ ثم اتضح لي فيما بعد أنها صحيحة.. لذا فإني أعيش لكي اتعلم، وكل إنسان منا اعتقد انه يجب ان يعيش لكي يتعلم.
هجوم
* كيف ترى التعامل مع من يتعرض لك بهجوم شخصي من خلال «مقال» مثلاً؟
* هنالك مثل شعبي يقول «مائة سبة ما شقت قميص» فالقضية لا تحتاج الى انفعال.. له الحق في قول رأيه، بل قد استفيد منه إذا كان معه حق لكي أقوّم نفسي.. وربما يكون باطلا فلا يعنيني ولا يزعجني اطلاقاً.
معروف
* «كتاب المصالح والمعاريض» يتزايدون.. ما رأيك؟
* هذا شأنهم.. وفي النتيجة سوف يختفون من الساحة مثل فقاعات الصابون التي لا تصمد أمام أي محك حقيقي.
ثغرة
* كيف تري إنهاء دورهم؟
* بإصلاح حال العمل الجيد، والعطاء المميز حتى تمسك زمام الأمور، ولا تترك ثغرة لمثل من اسميتموهم «كتاب المعاريض».
تملق
* «كاتب» يتملقك لينهي حاجته عندك.. ما الذي تقول له؟
* اسأل الله أن يصلحني ويصلحه.
قناة
* كيف ترى القنوات الإخبارية العالمية؟
* حسب القناة التي تقصدها.. فهناك مئات القنوات عبر الأثير، ولا يمكن الإجابة عنها بكلمات مبتسرة في هذا الحوار.
انتقاء
* والعربية؟.
* لا يوجد عمل كامل.. او مغطى بالسلبيات من رأسه حتى اخمص قديمه، هذا فضاء رحب متاح للجميع، وعلى المتلقي ان يكون انتقائياً في اختياراته لتلبية احتياجاته.
تسول
* متى تنتهي ظاهرة المتسولين؟ هل تنجح «القوة» في ملاحقتهم؟
* بالتأكيد تجد الرد الشافي لدي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.. فلديها احصائيات ومختصون في معالجة مثل هذه الأمور.
حوادث
* «حوادث المرور» مرعبة، فقدنا بسببها الكثيرين ممن لم تستطع الأمراض الوبائية القضاء على مثلهم في الأزمنة السابقة.. هل نحتاج الى مشروع وطني شامل لعلاج الموضوع؟
* أنت تطرح اسئلة غريبة.. مثل هذه المسائل تحتاج الى الوقوف عندها طويلاً.. من قبل الفعاليات الإعلامية، والجامعية، والجهات المختصة قبل هذا وذاك.. والرجال الذين عملوا في ميدانها وعرفوا أسبابها وجزءاً من طرق علاجها مع توفير الاحصائيات التي تدعم الدرس والتمحيص وصولاً الى الحلول المرجوة، وليس بيدي أي من هذه القرائن لأجيب عليك.
تأمل
* قد تتجاوز الاجابات «الغريبة» أحياناً أُطر الحوار الموضوعي الهادئ.. الداعي للتأمل.. وبالمناسبة) متى تتأمل في نفسك؟ وفي ملكوت الله؟
* في كل لحظة.. ومع كل خطأ قبل كل حسنة إذا كانت هناك حسنات.
نوم
* متى تنام؟
- مثل غيري عندما أشعر بحاجتي الى النوم!!.
طرح
* (الحمد لله أنك مثلهم..) لمن تقرأ غالباً؟
* لمن يكون طرحه يستحق القراءة.
نوعيات
* ما هي نوعيات قراءاتك: قصة، رواية، شعر، فكر.. الخ.
* اقرأ كل شيء من الممكن أن يكون فيه رأي، وطرح جريء، وفكر صائب، وإضافة يمكن أن تضاف الى محصولي البسيط لاستفيد منه.
قمر
* هل ألهاك عن الشعر الشعير؟
* تعال نقسم القمر.. أجب أنت عن الشعير لأجيبك أنا عن الشعر.
مستقبل
* (يبدو أنك عكست القسمة... وسأجيبك حين أكون ضيفاً..) لكن كيف ترى المستقبل العربي؟
* مع الأسف لست من المتفائلين.
فقر
* كيف يراه الطفل العربي «الفقير»؟
* مثل هذه الأحاسيس يصعب نقلها بلسان شخص آخر، غير أننا نشعر بها جميعاً ونتأثر بها.. أما يكفيك الدمع الذي في عيونهم ليترجم مشاعرهم.. إنه يعيش مجازاً، لكنه ميت فعلاً.. ميت بدون مدارس، وعلاج، وبيئة طبيعية مثل بقية أطفال العالم.
حجارة
* وكيف يراه طفل الحجارة؟
* طفل الحجارة لا يحتاج ان نسأله، لأنه وصل الى مرحلة من اليأس دفعته الى رمي الحجارة.. ومستعد للاستشهاد.. فالإجابة أمامك واضحة.
شهادة
* والاستشهادي الذي باع نفسه.. ولقي من يصفه بعد ذلك بالارهابي؟
* طالما إنه في عداد الشهداء إن شاء الله.. فمستقبله في غير دنيانا.
إرهاب
* بالمناسبة من هو الارهابي؟
* سؤال كبير حقاً.. هوالذي يؤذي الآخرين بما هو متعارف عليه من قتال وسلاح فتاك، واخطرها الإنسان الذي يرهب الآخرين بنوعية خاطئة من العلم ويجبر الناس على الإيمان بها بموجب وسائل ضغط وإكراه.. الإرهاب أنواع متعددة منها ما يؤذي بأساليب مادية كأسلحة وغيره وأخطرها الكملة اذا كانت غير موجهة بأسلوب صحيح.. بينما تزرع في نفس المتلقي أشياء يصعب انتزاعها في المستقبل.
صورة
* لماذا ظلت صورة «العربي» الذهنية المختلفة لدى الغرب إما تائهاً في الملذات ، أو غارقاً في العنف والانغلاق؟
* لقد تغنى العربي في الجاهلية وعلى مدى آلاف السنين بملذاته، الى ان جاء الإسلام وهذبه.. إلا ان كثيرين منا مازالوا على هذا النهج سائرين، وشهد عليهم الشاهدون.. وفي نفس الوقت بيننا القدوة الحسنة الطيبة.. أما العنف والانغلاق فهذه بؤر لم تفتح إلا مؤخراً على ضوء الأحداث التي حدثت وهذه صورة نمطية خاطئة للغرب عذرهم فيها، ولنا عذرنا أيضاً، وارجو بمرور الوقت ان تعود الأمور الى نصابها الصحيح.
أنا
* من أنت؟
* واحد من عباد الله.. آكل الطعام.. وأمشي في الأسواق.. ارجو ان يختم الله عملي بالصالحات.
ملل
* هل مللت الأسئلة؟
* بل سؤالي اليك: هل مللت الأجوبة؟
نفي
* بالتأكيد.. لا
فائدة
* وأنا سعيد بأسئلتك وكل طرح فيه فائدة يجد مني كل ترحيب لأني اعتبر كل كلمة في الصحيفة ملكاً للقارئ الكريم.
جدل
* هل بقي شيء؟
* دائماً يظل في النفس بقية.. والأمور الجدلية لا تنتهي عند حد.. لكن من طبيعة الأشياء لا بد أن تكون هناك وقفة.. فلنقف هنا، والسلام عليكم ورحمة الله، وشكراً جزيلاً لك وارجو ان يتسع صدرك لما أسميته حوار تصادمي، والتسمية ليست من عندي، ولكني أعطيتك ما لدي بأمانة وصدق.
ختام
* ولك الشكر وفي نهاية الحوار.. لك العتبى فما أنا سوى ناقل لما يقال في الساحة وقد رددتَ «أنت» بما أردتَ ونُشرت مثلما شئت وأضفتُ «أنا» مداخلاتٍ «موجزة» لتوضيح ينفي «التجريح»....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.