القائد الذي ألهمنا وأعاد لنا الثقة بأنفسنا    النفط يقفز 3%    البرلمان الألماني يبحث الأربعاء تفشي الحمى القلاعية في البلاد    قوة نمو الوظائف الأمريكية تزيد الشكوك إزاء خفض الفائدة مجددا    أمريكا وبريطانيا توسعان عقوبات كاسحة على صناعة النفط الروسية    البيت الأبيض: بايدن سيوجّه خطابا وداعيا إلى الأمة الأربعاء    الإعاقة.. في عيون الوطن    ابعد عن الشر وغني له    أمين الطائف هدفنا بالأمانة الانتقال بالمشاركة المجتمعية للاحترافية    فريق جامعة الملك عبدالعزيز يتوّج بلقب بطولة كرة السلة للجامعات    "لوريل ريفر"، "سييرا ليون"، و"رومانتيك واريور" مرشحون لشرف الفوز بلقب السباق الأغلى في العالم    العروبة يتعاقد مع العراقي عدنان حمد لقيادة الفريق فنيّاً    هاو لم يفقد الأمل في بقاء دوبرافكا مع نيوكاسل    مهاجم الأهلي: قدمنا مباراة كبيرة واستحقينا الفوز على الشباب    رئيس مصر: بلادنا تعاني من حالة فقر مائي    ما بين الجمال والأذية.. العدار تزهر بألوانها الوردية    ضبط يمني في مكة لترويجه (11,968) قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي    «الغذاء والدواء» تحذّر من منتج لحم بقري لتلوثه ببكتيريا اللستيريا    «سلمان للإغاثة» يوزّع 2.910 من السلال الغذائية والحقائب الصحية في حلب    لاعب الشباب يغيب عن مواجهة الأهلي لأسباب عائلية    بالشرقية .. جمعية الذوق العام تنظم مسيرة "اسلم وسلّم"    مجموعة stc تمكّن المكفوفين من عيش أجواء كرة القدم خلال بطولة كأس السوبر الإسباني    ملتقى الشعر السادس بجازان يختتم فعالياته ب 3 أمسيات شعرية    «حرس الحدود» بعسير ينقذ طفلاً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    الشيخ طلال خواجي يحتفل بزواج ابن أخيه النقيب عز    عبرت عن صدمتها.. حرائق كاليفورنيا تحطم قلب باريس هيلتون    أنشيلوتي يبدي إعجابه بالجماهير.. ومدرب مايوركا يعترف: واجهنا فريقًا كبيرًا    جوزيف عون يرسم خارطة سياسية جديدة للبنان    مزايا جديدة للمستوردين والمصدرين في "المشغل الاقتصادي السعودي المعتمد"    خطيب المسجد النبوي: تجنبوا الأحاديث الموضوعة والبدع المتعلقة بشهر رجب    "الزكاة والضريبة والجمارك" تُحبط محاولتي تهريب أكثر من 6 كيلوجرام من "الشبو"    لإنهاء حرب أوكرانيا.. ترمب يكشف عن لقاء قريب مع بوتين    فن الكسل محاربة التقاليع وتذوق سائر الفنون    «عباقرة التوحد»..    محافظ الطائف يستأنف جولاته ل«السيل والعطيف» ويطّلع على «التنموي والميقات»    «سلام» يُخرّج الدفعة السابعة لتأهيل القيادات الشابة للتواصل العالمي    الصداع مؤشر لحالات مرضية متعددة    5 طرق سهلة لحرق دهون البطن في الشتاء    ماذا بعد دورة الخليج؟    الحمار في السياسة والرياضة؟!    وزارة الثقافة تُطلق مسابقة «عدسة وحرفة»    كُن مرشدَ نفسك    سوريا بعد الحرب: سبع خطوات نحو السلام والاستقرار    أسرار الجهاز الهضمي    المقدس البشري    الرياض تستضيف الاجتماع الوزاري الدولي الرابع للوزراء المعنيين بشؤون التعدين    جانب مظلم للعمل الرقمي يربط الموظف بعمله باستمرار    الألعاب الشعبية.. تراث بنكهة الألفة والترفيه    أفضل الوجبات الصحية في 2025    مركز إكثار وصون النمر العربي في العُلا يحصل على اعتماد دولي    مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية ال8 لمساعدة الشعب السوري    إطلاق كائنات مهددة بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله    نائب أمير تبوك يطلع على مؤشرات أداء الخدمات الصحية    أمير القصيم يتسلم التقرير الختامي لفعالية "أطايب الرس"    ولي العهد عنوان المجد    أمير المدينة يرعى المسابقة القرآنية    عناية الدولة السعودية واهتمامها بالكِتاب والسُّنَّة    مجموعة (لمسة وفاء) تزور بدر العباسي للإطمئنان عليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يصيب حوالي 12 % من سكان العالم العربي ويحتل المرتبة الثالثة في اسباب ارتفاع الوفيات
مرض السكري الذي يهدد الدول النامية
نشر في الجزيرة يوم 17 - 11 - 2002

لقد انتشر مرض السكر في هذا العصر بشكل أصبح يهدد حياة فئة كبيرة من البشر ممن هم مؤهلون للإصابة به، وحسب ما سجلته الإحصائيات العالمية عن هذا المرض فإن نسبته بلغت في العالم العربي وحده حوالي 12% من نسبة السكان وهي في تزايد مستمر وقد اوضح جاك جارفيل رئيس الاتحاد الدولي لمرضى السكر ان النسبة الأكبر من المصابين في المستقبل ستكون من ابناء الدول النامية، ويكفي ان هذا المرض يحتل المرتبة الثالثة في سبب ارتفاع الوفيات في العالم بعد امراض القلب والسرطان كما اثبتته الدراسات المتخصصة بهذا المجال. ومن خلال هذا الاستطلاع حاولنا الالتقاء بالعديد من الأطباء المتخصصين في علاج هذا الداء ليوضحوا لنا كيف يمكن للمريض التعايش معه طيلة حياته باعتباره رفيق العمر إذا احسن التعامل معه وفق توجيهات اطبائه وبشرط التزام المرضى بتلك التوجيهات التي ستمكنهم من العيش كما لو لم يكونوا مصابين بهذا الداء، ولأن هذا المرض يعتبر من أشد أمراض العصر فتكا فهو ما دعانا للالتقاء بأكبر عدد ممكن من الأطباء المتخصصين بهذا الداء كفى الله الجميع مخاطره، والى هذا الاستطلاع:
بداية التقينا بالدكتور/ باتريس هانروت استشاري أمراض السكر والغدد بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي وسألناه عدداً من الأسئلة حول.. ما هو مرض السكر وكيف التعايش معه، كان هذا الحوار:
* عند ما يرد اسم داء السكر يتولد لدى الكثير من المصابين وغيرهم إحساس بعدم استطاعتهم التعايش مع هذا المرض.. ما تعليقكم على ذلك؟
-اننا عند السماع بمرض السكر تطرأ على بالنا اسئلة كثيرة ومعقدة تنبئنا بحياة صعبة وحمية أبدية وان على مرضى السكر اتباع حمية قاسية، وتناول أدوية ليست ذات فعالية كافية، ويظن مريض السكر ايضا انه دخل عالماً منفصلاً، كل ذلك كان في السابق لأننا لم نكن نعرف الكثير عن هذا الداء، أما اليوم فقد اصبح الوضع مختلفاً تماماً على الرغم من صعوبة فهم ماهية هذا الداء، ونجد ان الكثير منا قد تعلموا وفهموا ما هي معدلات السكر الطبيعية، وما هي الهرمونات التي تتحكم في تنظيمه، كما اصبح لديهم معرفة عن الكثير من أشكال العلاج ذي الكفاءة العالية وكيفية استخدامه بشكل جيد ومنظم وذلك عقب تفهمهم لأهمية زيارة الطبيب والتقيد بتعليماته، فأصبح لدينا كم كبير من مرضى السكر الذين يدركون أنه بإمكانهم الرجوع الى الوضع الطبيعي وكم منهم يدرك ان اتباعهم العلاج بالشكل الصحيح قد مكنهم بتوفيق الله من العيش في صحة، كما ان إجراء الفحوصات والتحاليل كل اسبوعين مهمة جداً لضبط معدلات السكر في الدم.
تكونات السكر في الدم
* كيف يتكون السكر في الدم «الجلوكوز»؟
- السكر هو الطاقة الرئيسية للجسم، ويتم تخزينه في الكبد والعضلات لاستخدامه في الحالات الضرورية «كالصيام او التمارين الرياضية» وعند تناول الطعام، ويستقبل الدم السكر بعد هضم السكريات والنشويات بالجهاز الهضمي حيث يفضل ان يبقى معدل السكر بالدم ثابتاً ويفضل ان يتراوح معدل السكر بالدم للصائم أقل من 126 ملم/ دسل وبدع الوجبة بساعة يجب ان تكون حوالي 160 مج/ دسل وتتحكم في تفاوت بعض درجات السكر بعض الهرمونات التي تساعد في انخفاضه «الانسولين» وهرمونات أخرى ترفع معدله «الجلوكاكون وغيره» وفي الحقيقة ان الانسولين هو كالمفتاح ويحتاج الى مستقبل وهنا تكمن مشكلة مرضى السكر، ان مرضى السكر لدى الكبار «النوع الثاني» تنقصهم المستقبلات، فبدون هذه المستقبلات ومع وجود معدل جيد مع الأنسولين لن يدخل السكر الى الخلايا ويحترق بشكل جيد مما يؤدي الى الإصابة بالسكر وأعراضه ومضاعفاته.
* لماذا مرضى السكر يفتقدون لهذه المستقبلات؟
- نحن نردد دائماً بأن هذا المرض هو «مرض وراثي» ولكن هذا لا يكفي فيجب ان نعرف ايضاً أنه يأتي مع الوزن الزائد، وهذا لا يعني ان السكر سيبقى دائماً مع أولئك المرضى فكلما اسرعوا في حل مشكلة الوزن كلما عادوا سريعاً الى وضعهم الطبيعي. ففي معظم الحالات يبدأ مثل هؤلاء المرضى بتناول الحبوب لتقليل السكر في الدم ومن هنا تنشأ المشاكل في المستقبل لأن تلك الحبوب قد تؤثر على مقدرتهم في تخفيف الوزن، وسيبحر أولئك المرضى من مرفأ الأدوية الى مرفأ الحمية مؤخرين بذلك الحل لهذه المشكلة حتى تتدهور صحتهم فلا يقدر البنكرياس على إنتاج الانسولين بالشكل الكافي.
حقن الأنسولين عند فشل الأدوية
* متى يحتاج مريض السكري أخذ الحقن؟ وكم عدد الحقن التي يتوجب عليه أخذها يومياً؟.
- لا بد من معرفة ان الحقن بالانسولين يحتاجه المريض المصاب بالنوع الأول من السكر والذي ينتج عن نقص حاد بالانسولين ولكن المرضى البالغين والمصابين بالنوع الثاني قد يحتاجون الى ذلك عند فشل الحمية والأدوية التي تعطى عن طريق الفم، وعند استخدام الانسولين، فإن مرضى السكر ذوي المعرفة يدركون ان استخدام ثلاث حقن يومياً افضل من الذين يستخدمون اثنين، وهذا للحرية التي ينالها المريض من ناحية الطعام والوقت، وان تكون مريض سكر لا يعني ان تكون مختلفاً فأنت فرد طبيعي بين سكان العالم وان الاختلاف الوحيد هو ان نمنع حدوث أي مضاعفات ومع مساعدة المريض نستطيع القيام بذلك.
أخيراً يجب ان يعرف الجميع ان الحمية ليست هي المطلوبة بل تنظيم الأكل هو المطلوب ومن الأفضل ان نركز على التعليم الغذائي ونتعلم ماذا نأكل وكيفية طهي الطعام الصحية.
بتوقف إفراز الأنسولين تبدأ أعراض المرض
بعد ذلك التقينا بالأستاذ الدكتور عبدالله بن سليمان الحربش استشاري طب الأطفال «غدد وسكر أطفال» بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي ليحدثنا عن سكر الأطفال والتطورات الحديثة في علاج هذا المرض فقال سعادته.
تختلف نسبة عدد الأطفال المصابين بالسكر من مجتمع الى آخر وينتشر ذلك في معظم المجتمعات، ومن المعرف ان مرض السكر ينتج عن نقص إفراز مادة هرمون الانسولين والذي تفرزه عادة خلايا بيتا من البنكرياس وعندما تتعطل هذه الخلايا أو تتوقف تماماً عن إفراز الانسولين تبدأ اعراض هذا المرض.
دور الوراثة في إصابة الأطفال
ويضيف الدكتور الحربش: ان السكر عند الاطفال يأتي نتيجة لعدة عوامل، هي عامل المناعة وعامل الالتهابات وعامل الوراثة، فعالم المناعة يعني تكوين اجسام مضادة ضد الخلايا بيتا الموجودة في البنكرياس وتعمل هذه الأجسام على تحطيم هذه الخلايا ومن ثم تعطل إفراز الأنسولين مسبباً بذلك مرض السكر، أما عامل الالتهابات يكون تأثيره عندما تذهب الجرثومة المسببة للالتهاب وعادة ما يكون فيروسا عن طريق الدم الى البنكرياس وتحطم خلايا بيتا بطريقة مباشرة ويستدل في هذا العامل وجود بعض الفيروسات في بعض العينات المأخوذة من البنكرياس، ويلعب عامل الوراثة بعض الدور حيث ان احتمال اصابة طفل بالسكر عند وجود أخ أو أخت من ابوين مصابين بالسكر لا تزيد على 10% وتكثر هذه النسبة لتصل الى 40% عند التوأمين المتماثلين.
نقص الأنسولين يعني تراكم السكر بالدم
ويوضح د. الحربش أعراض المرض بأنه عندما يأكل الإنسان او يشرب يتحول جزء كبير من الطعام الى سكر او يعرف «بالجلوكوز» الذي يتم امتصاصه من الأمعاء ليدخل الدورة الدموية التي تحمله بدورها الى خلايا الجسم المخلتفة لتغذيتها، ويحيط بهذه الخلايا جدار لا يسمح بدخول الجلوكوز إلا بوجود كمية كافية وطبيعية من الانسولين وفي حالة نقص هذا الانسولين او عدم وجوده تصاب الخلية بالمجاعة وينتج عن ذلك تراكم للسكر بالدم بكميات كبيرة ويبدأ الخروج من البول مصحوبا بقدر كبير من الماء، ويمكن التعرف على إصابة الطفل بداء السكري من خلال أول أعراضه وهو التبول المتكرر والكثير حجما ونسبة لفقد الجسم هذه الكميات الكبيرة من السوائل بهذه الطريقة يلجأ مريض السكر عادة الى الإكثار من شرب السوائل والماء في وقت اليقظة والنوم.
التبول غير الإرادي من أسباب إهمال علاجه
ويضيف د. الحربش: ومن هنا نلاحظ ان الاطفال المصابين بالسكر قد يبدؤون بالتبول اللا إرادي وهم نائمين واذا استمرت هذه العملية بدون علاج فإن المريض قد تظهر عليه اعراض الجفاف. وشعور الطفل بالارهاق الشديد والتعب، وسبب ذلك نتيجة لالتهاب الخلايا التي أصيبت بالمجاعة لعدم دخول الجلوكوز للدهنيات الموجودة بداخلها ونسبة لعدم كفايتها بالسكر فيشعر الطفل بالارهاق والتعب ويفقد قدرا من الوزن وقد يشعر بالصداع والدوار.. عند استخدام الخلية للدهنيات تفرز مواد حامضة تسمى بالاسيتون او الكيتون تنتشر بالدم وتسبب زيادة في حموضة الدم تؤدي الى الشعور بالقيء ومن ثم الشعور بالنوم ثم الغيبوبة ان لم تعالج في حينها.
إبقاء الطفل في المستشفى مهم لأسباب؟!
ويضيف الدكتور الحربش: عند إصابة الطفل بداء السكر يتضح عادة بقاء الطفل بالمستشفى وذلك ليس للعاج فقط وانما لتعليم الطفل ووالدته وربما والده لكل ما يستجد عليه من معرفة فحص الدم والبول وقياس واعطاء الانسولين وأسلوب التغذية، وذلك لتصل المعلومات عند الأم الى ما يعرفه متخصص السكر وذلك لأنها ستحتاج للكثير من هذه المعلومات في كثير من الأوقات وهي بعيدة عن الطبيب المتخصص.
الجديد حول هذا المرض
ويقول: ان الانسولين حالياً في الغالب مصنع من احد انواع البكتريا عن طريق الهندسة الكيميائية، وكون شكل الانسولين قصير المدى لا لون له وهو صافٍ، وطويل المدى وهو عكر ويشبه لونه الحليب عند رجه ويجب حفظه في باب الثلاجة أي في درجة حرارة تتراوح بين 2 - 8 درجة مئوية في الصيف أما في الشتاء فيحفظ في درجة حرارة الغرفة.
وعن الجديد حول هذا المرض يقول د. الحربش ان المحاولات جادة حاليا من قبل العلماء والباحثين في محاولة زرع خلايا بيتا البنكرياسية بالإنسان المصاب لتقوم بعملية افراز هرمون الانسولين وقت الحاجة وبذلك يشفى المريض شفاء تاماً ولا تبقى الحاجة للحقن اليومية والحمية الغذائية حيث ثبت نجاح هذا على شكل محدود وعلى عدد قليل من المصابين ولازالت هذه الفكرة في مرحلة التجربة.
كما ان البحوث مستمرة في نوعية الانسولين المعطى حيث ستشهد الفترة الثانية انواعاً جديدة من الانسولين وقد يبدأ قريباً في تعاطي الانسولين عن طريق الاستنشاق او الرذاذ مما يسهل مهمة اعطائه وخاصة الاطفال.
كما التقينا ايضا الدكتور عبدالكريم البكري استشاري جراحةعامة بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي ليجيبنا من خلال ما طرحناه عليه من اسئلة تتركز عن تأثير مرض السكري على الأعضاء والتي ربما يصل بها الامر الى البتر بسبب إهمال المريض لهذا المرض وعدم التقيد لنصائح أطبائه.
تحذير.. غرغرينا وبتر لمن يهمل علاجه
* هل لكم أن تحدثونا عن أسباب بتر الأعضاء لمرضى السكري؟
- يتم بتر الأعضاء لمرضى السكري الذي تتعرض اطرافهم لجروح أو إصابات وقد تتطور وتلتهب هذه الإصابات لسببين هما:
ان مريض السكري وخاصة الذين لا يعتنون بعلاج السكر يفقدون الإحساس الطبيعي في القدم لان هذا الجزء من الجسم كثيرا ما يتعرض لإصابات دون نتائج خطيرة خصوصاً عند الذين لا يعانون من مرض السكري، وجراح مرضى السكري ولو كانت بسيطة قد تؤدي الى الغرغرينا إذا أهمل علاجها مما يؤدي الى بتر الأعضاء المصابة حماية لبقية الجسم، والمصابون بالسكر قد يتعرضون لإصابات دون ان ينتبهوا لهذه الإصابة لعدم احساسهم بها، لان مرضى السكري الذين لا يعتنون بعلاجه يصابون بقصور في الدورة الدموية الطرفية في القدم وبذلك يصبح الجرح البسيط غير قابل للشفاء كما هو الحال عند الذين عندهم مرض السكري، وهذان العاملان هما أساس مشكلة تطور الاصابات في القدم ومن ثم حدوث مضاعفات والتهابات إنتانية غرغرينا قد تتطور ويصبح البتر حتميا وذلك لموت الجزء الطرفي تماماً.
* كيف تتم مراحل تطور المرض لهذا الداء؟
- ما ذكرناه آنفاً يصيب مرضى السكري الذي هم من كبار السن او الذين اهملوا علاج السكر ويكونون بكل اسف ممن يبلغون حوالي الاربعين من العمر فما فوق، والمرحلة الأولى من المرض غالبا ما تكون عندما يحس المريض بالتنميل في القدم او عندما تصبح الاظافر في اصابع القدم سميكة، او ظهور تقرحات سطحية، وهذه تعتبر اشارات الإنذار لمرض السكري.
آثار نفسية قاسية سببها بتر الأعضاء
* ما هي الآثار المترتبة عن البتر من عدمه؟ والجوانب النفسية الناتجة عن بتر العضو وكيفية علاجه؟
- لا شك ان البتر عملية جراحية يكرهها ليس المريض ومن يهمهم أمره فحسب بل وحتى الطبيب ايضا ولكن في هذه الحالة يجب على الطبيب عمل هذه العملية لتخليص المريض من هذا الجزء التالف خصوصاً اذا كانت الغرغرينا من نوع «الغرغرينا الغازية» فبهذه الحالة يجب على الطبيب الاسراع بالجراحة وذلك منعا لانتشار المرض الى باقي الجسم، وغالباً ما ينشأ عن عملية البتر آثار نفسية قاسية على المريض تتفاوت حسب تركيبته النفسية وتزيد هذه الآثار كلما زاد الجزء المبتور من جسمه، ويمكن لذوي المريض الذي تعرض لعملية البتر ان يساعدوه ويقفوا الى جانبه في هذه الظروف ويخففوا من مصابه ويذكروه بالله وما أعد للصابرين وعليهم بالمبادرة بتفصيل طرف صناعي بديل عما فقده ليقوم ببعض مهام الجزء المبتور ويساعدوه بالتألقم مع هذا المرافق الجديد، واذا كان الجزء المصاب بالقدم فيمكنهم بعد تعويضه بالطرف الصناعي تعويده على كيفية المشي والجلوس والحركة، كما ان للطبيب المعالج اكبر الاثر بالتخفيف على مريضه ويحبذ ان يذكر له بعض العمليات التي اجراها وهي اكبر من هذه حتى يقتنع المريض بما كتب الله له وليحمده على باقي نعمه المتعددة، وبذلك يكون الطبيب خفف عن مريضه جزءاً كبيراً مما قد يتعرض له من آثار نفسية، ومما لا شك فيه فإن أغلب من يفقدون جزءا من القدم او الساق هم من كبار السن، وعلى الإعلام ان يستنفر كافة جهوده للتحذير من هذا المرض الفتاك حيث ان اعداد المصابين به في المملكة العربية السعودية بازدياد كبير وهذا يستدعي تكاتف الجهود الطبية والإعلامية للتعريف بهذا المرض واتخاذ السبل الكفيلة بإذن الله بالحد منه حيث ان اهمال علاجه قد يؤدي لا سمح الله الى مضاعفات الغرغرينا بالقدم عند غالبية المرضى ممن هم في سن مبكرة والتي لا ينفع معها في هذه الحالة إلا البتر.
كما استضفنا من خلال هذا الحوار ايضاً الدكتور صالح الجاسر استشاري سكر وغدد بمستشفى الملك فهد بالحرس الوطني وسألناه عن هذا الداء والأسباب المؤدية لبتر الأعضاء.
النمط المعيشي ، الوجبات السريعة في قفص الاتهام
* هل يمكن تفادي عملية البتر؟
- قبل ان نتطرق لعملية البتر لابد لنا أولاً ان نذكر انه قد بدأ تغير كبير في معدل انتشار مرض السكر بالمملكة في السنوات العشرين الأخيرة وهذا بسبب التغير في نمط الحياة والنمط المعيشي الذي يعيشه الفرد في هذا العصر واختلف كلياً عما قبل فلم يعد الإنسان ذلك الذي يبذل مجهوداً لإحراق الطاقة المتولدة جراء السعرات الحرارية الناتجة عن الأغذية التي يتناولها في معيشته اليومية لكي يتجنب الإصابة بهذا المرض، لذا يجب اخذ الحيطة والحذر باتباع التعليمات التي تقي منه بإذن الله، وبما ان الإنسان بدأ يركن للراحة وعدم الحركة فقد تولد جراء ذلك زيادة بالوزن وظهور البدانة المفرطة، ولهذا لا بد من اتخاذ كافة التدابير لعدم الزيادة بالأكل وتجنب الأكلات الثقيلة وكذلك «الوجبات السريعة» حيث ان كثرتها تؤدي لزيادة الوزن وهذا ما يؤدي الى تقليل فاعلية عمل الأنسولين فيبدأ البنكرياس بإفراز كميات كبيرة من الانسولين كي يعدل مستوى السكر في الجسم بعد استهلاكه حتى يصل البنكرياس الى مرحلة من مراحل الارهاق بحيث لا يستطيع إفراز الانسولين بكميات كافية لتعديل مستوى السكر بعد تناول الطعام مما يؤدي الى ارتفاع السكر في الدم بالتدريج، وهذه من أهم أسباب ظهور مرض السكر وانتشاره، كما ان من الخطأ الاستمرار في صرف الدواء دون مراجعة الطبيب واتباع تعليماته.
إذن لا بد من التقليل من استهلاك السعرات الحرارية أو العمل على حرقها بممارسة الأنشطة الحركية او الرياضية، أما اذا اصيب الشخص بهذا المرض فيجب عليه اتباع تعليمات الطبيب ومراجعته من وقت لآخر خصوصاً اذا لاحظ أي تغير او اعراض تقرحات في الجلد، أما إذا كانت هناك تقرحات او ما شابهها وتمت مراجعة الطبيب في حينها فيمكن بإذن الله التعامل معها بما يكفل عدم وصول الغرغرينا الى أي من الأطراف وبهذه الحالة يتوجب على المريض اتباع تعليمات طبيبه بدقة متناهية لتفادي تطور الإصابة وبذلك يمكن تجنب عملية البتر.
مبادرة الحامل بالكشف تقي مخاطر السكر
وفي محور آخر نتطرق الى اصابة الأم الحامل بهذا المرض وتشاركنا في ذلك الدكتور زينب احمد حبيب استشارية النساء والولادة بالمركز لتحدثنا عما يمكن للمرأة الحامل ان تعمله لتتدارك الإصابة بهذا الداء خصوصاً اذا كانت عائلة متوارثة لهذا المرض فقالت: ينبغي على الأم الحامل المبادرة بالكشف المبكر عن السكر أثناء فترة الحمل خاصة اذا كان السكر موروثا في عائلتها او تعرضت الى حالة اجهاض أو ولادة لطفل كبير الحجم «4 كيلو جرام فأكثر»، أو توفي لها جنين داخل رحمها، خاصة لان ارتفاع نسبة السكر اثناء الحمل تعرض الحامل للكثير من المتاعب اثناء فترتي الحمل والولادة التي يتحمل فيها الاجهاض او الولادة المبكرة، بالاضافة الى ارتفاع نسبة التشوهات في القلب والعمود الفقري «للجنين»، كما يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الحمل ايضا الى زيادة حجم الجنين ونسبة السائل الأمنيوني اللذين يؤديان الى صعوبة الولادة واحتمال حدوث نزف أثناء المخاض او وفاة الطفل داخل الرحم، كما تكون عرضة للالتهابات المهبلية والتهاب المسالك البولية المتكررة او ارتفاع في ضغط الدم.
اما اذا كان المولود حجمه كبير فإنه يكون عرضة الى الإصابة بالتشنجات بعد الولادة نتيجة انخفاض السكر او الكالسيوم لدى الطفل بالإضافة لاحتمال حدوث اختناق او كسور في العظام للطفل أثناء الولادة، ويجب على الحامل اجراء التحاليل المخبرية اثناء الزيارات للطبيب لمتابعة الحمل، وهذه نقطة مهمة جداً، وهي ان اختلاف القراءات في معدلات السكر الحامل وغيرها يرجع لعدم جودة المختبرات التي تم من خلالها إجراء التحاليل المخبرية للمصابة، وفي حالة وجود سكر في تحليل البول المبدئي فإن ذلك يتطلب عمل فحص لنسبة السكر في الدم، ويلزم حينئذ إعطاء الحامل محلولاً من الجلكوز «50 ملجم»، ثم يؤخذ منها عينة من الدم بعد مرور ساعة من شراب المحلول.
يجب الفحص كل أسبوعين
وفي حالة وجود ارتفاع في نسبة السكر بعد شرب المحلول يجب على الحامل اتباع حمية غذائية مع متابعة نسبة السكر بعمل فحص مستمر في كل أسبوعين، بالإضافة إلى المداومة على الفحص بعد ساعتين من كل وجبة غذائية. وفي حالة وجود ارتفاع في نسبة السكر في الدم على الرغم من اتباع الحمية الغذائية يجب في هذه الحالة أخذ إبر الأنسولين للتحكم في نسب السكر في الدم مع العلم انه ليس هناك أي أضرار من هذه الإبر بالنسبة للأم والجنين معا بالإضافة لذلك يجب على الأم متابعة نمو الجنين بصفة مستمرة وذلك عن طريق الأشعة الصوتية لمعرفة وزن الجنين وكمية السائل الأمنيوني، والتأكد من خلو الجنين من أية عيوب خلقية.
أما بالنسبة للمرأة التي تعاني من داء السكر من قبل الحمل والتي تداوم على أخذ الحبوب الخافضة لنسبة السكر في الدم لا بد لها من التوقف من أخذ هذه الحبوب في بداية الحمل والاستعاضة عنها بإبر الأنسولين لتعود للحبوب مرة أخرى بعد الولادة على أن تتابع نسبة السكر في الدم بصورة مكثفة أثناء فترة الحمل، وقد تحتاج إلى عمل الطلق الصناعي وتحريض الولادة لها في الشهر التاسع إذا كانت تعاني من كبر حجم الجنين أو لم تكن نسبة التحكم في السكر دقيقة، وتستطيع المرأة «المصابة بسكر الحمل أو المصابة بالسكر قبل الحمل» في الحالتين أن ترضع رضاعة طبيعية بدون أي مشاكل، بشرط التحكم في السكر ولا يترتب على الرضيع أو الأم أي أعراض جانبية من ذلك.
عيون مصابي السكر مهددة بالعمى
وحول مخاطر مرض السكري على العيون يقول الدكتور منصور فاروقي استشاري طب وجراحة العيون بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي عن الأخطار الناتجة عن الإصابة بمرض السكرى فيقول:
يعتبر مرض السكري من أهم أسباب فقدان النظر لما له من تأثير مباشر على مختلف أجزاء العين ابتداء من الجفون وانتهاء بالشبكية، ومن الأجزاء المهمة التي تتأثر بالسكري في العين هي عدسة العين «العدسة البلورية»، وهذه العدسة الشفافة تتأثر تأثراً مؤقتاً في حالات ارتفاع وانخفاض مستوى السكر في الدم مما يؤدي إلى تغير في حدة الإبصار لدى المريض لساعات أو أيام ثم يعود النظر إلى طبيعته بعد انتظام مستوى السكر، لذلك لا ينصح بإجراء تصحيح للنظر لتغيير النظارات أو إعطاء نظارة جديدة لمريض السكري إلا بعد التأكد من أن معدل السكر لدى المريض ضمن الحدود الطبيعية، كما أن على المصاب بهذا الداء مراجعة الطبيب كي لا يتعرض لفقدان البصر إذا خرج السكر عن معدله الطبيعي أيضا.
أما التأثر الدائم على عدسة العين فيكون نتيجة تكون عتامة في هذه العدسة أو ما يعرف بالماء الأبيض، وهو نوعان: النوع الأول من هذه المياه هو ما يصيب مرضى السكر من صغار السن وهو نوع خاص بهؤلاء المرضى، ويعرف بشكله المميز من قبل الأطباء. أما النوع الثاني من هذه المياه فهو الماء الأبيض الذي يصيب عادة كبار السن وهو من أشهر أنواع المياه البيضاء، وفي حالة مريض السكري فانه يحدث مبكرا بعشر إلى خمس عشرة سنة عن غيره من الناس، وفي كلا النوعين من هذه المياه تؤدي إلى تدني مستوى الرؤية لدى المريض بصورة دائمة.
لجنة وطنية لمكافحة هذا الداء
أوضح وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية الدكتور قاسم بن عثمان القصبي في حديث للصحف انه صدرت موافقة المقام السامي على تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة داء السكري لاتخاذ تدابير وقائية من الإصابة بهذا المرض، وأضاف: ان اللجنة ستعمل على تخطيط وتنفيذ برنامج وطني للعناية بالمصابين بداء السكري ووضع استراتيجية للعلاج والاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة والحد من الهدر في الأدوية ووصلا إلى نقص معدلات أعراضه والإعاقة والوفيات الناتجة عنه ومضاعفاته، ووصف القصبي داء السكري بانه أحد الأمراض الشائعة الحدوث على مستوى العالم، وأكدت الدراسات والبحوث العلمية التي أجريت في مختلف مناطق المملكة أن نسبة انتشار مرض داء السكري في المجتمع السعودي يعتبر من النسب المرتفعة مقارنة مع كثير من دول العالم، مضيفا سعادته ان هذا المرض أصبح من المشاكل الصحية المزمنة والتي يعاني منها أكثر من 150 مليون مصاب في كافة أنحاء العالم، مؤكدا ان مريض السكري يمكنه التمتع بحياة طبيعية هادفة اذا التزم بالتعليمات الصحية والنصائح الطبية الخاصة بنمط حياته من حيث الالتزام بالنظام الغذائي ومزاولة الرياضة وتناول الأدوية بصورة صحيحة ومنتظمة.
انتشاره في المجتمع السعودي يعتبر مرتفعاً مقارنة مع دول العالم.
المصاب به يمكنه التمتع بحياة طبيعية بشرط التزامه بالتعليمات الصحية وتناول الأدوية بصورة منتظمة.
لا بد من متابعة طبية مكثفة لضبط نسبة السكر في الدم أثناء فترة الحمل.
أكثر من 150 مليون مصاب في كافة أنحاء العالم.
ارتفاعه وانخفاضه يؤدي إلى تغير حدة الإبصار لدى المريض.
المبادرة بالكشف المبكر أثناء الحمل يقي من متاعب الحمل والولادة ويمنع الإجهاض وتشوهات الجنين.
لا ينصح بإجراء كشف النظر والسكر خارج حدوده الطبيعية..
متابعة نمو الجنين بالأشعة الصوتية خوفاً من تأثير الأنسولين.
***
المشاركون
* الدكتور قاسم القصبي وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية
* الأستاذ الدكتور عبدالله بن سليمان الحربش استشاري طب الأطفال «غدد وسكر أطفال» بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي
* الدكتور باتريس هانروت استشاري أمراض السكر والغدد بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي
* الدكتور عبدالكريم البكري استشاري جراحة عامة بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي
* الدكتور صالح الجاسر استشاري سكر وغدد بمستشفى الملك فهد بالحرس الوطني
* الدكتور منصور فاروقي استشاري طب وجراحة العيون بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي
* الدكتورة زينب أحمد حبيب استشارية النساء والولادة بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.